يتزايد الحديث في وسائل الإعلام العبرية في
الفترة الأخيرة، عن أهمية وضرورة أن تقوم "
إسرائيل" بتطوير علاقاتها مع
النظام
المصري الحالي الذي يتزعمه عبد الفتاح
السيسي والتغلغل في مصر.
ودخل على هذا الخط هذه المرة، جنرال إسرائيلي
بارز، ورأى أنه في ضوء "المصالح المشتركة" بين القاهرة وتل أبيب فإن من
"المهم تطوير هذه المصالح بكل جوانبها".
وقال الجنرال عيران ليرمان، نائب رئيس معهد
القدس للاستراتيجية والأمن، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق ومسؤول كبير في
شعبة الاستخبارات: "لمن اعتاد على البرودة من القاهرة، فإن المبادرات الطيبة
هي الأخرى مؤشر للتغيير في مواقف القيادة المصرية".
ورأى في مقال نشر في صحيفة "معاريف"
بعنوان "نقطة لقاء"، أن "وضع العلم الإسرائيلي في لقاء السيسي مع
رئيس الحكومة نفتالي
بينيت، يصنف بادرة طيبة، إضافة لرحلات شركة الطيران المصرية
إلى مطار "بن غوريون"، وأخيرا صورة جماعية للقاء التنسيق
العسكري".
وأضاف: "كل هذه هي بمثابة مؤشرات علنية
على تحول استراتيجي آخذ في التحقق، كما انعكس هذا أيضا في اللقاء الأمني بين رئيس
هيئة الأمن القومي إيال حولتا، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، إلى جانب ذلك،
فإن من المهم تبريد النشوة، لأن الوضع بعيد من أن تكون علاقات سلام مثالية".
اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي: أداء السيسي
يمنحنا فرصة للتغلغل في مصر
ونبه ليرمان، إلى أن "السيسي يحرص على ألا
يكشف معظم الضباط المصريين عن الاتصال بالجيش الإسرائيلي، وألا يحدث تغيير شامل
في الشكل السلبي، الذي تغطى فيه إسرائيل في الإعلام المصري، ومع ذلك فإن الخطوات
الإيجابية التي يحركها السيسي تقوم أولا على أساس المصالح المشتركة للجانبين وهي
مكافحة تنظيم الدولة، ويوجد تقدير بأن إسرائيل تساعد مصر في هذا الجانب..
والنتائج واضحة؛ التنظيم مقطع ولم يُصفّ".
وأما الأمر الثاني، أن "السيسي يحاول
الاقتراب من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ فإلغاء قوانين الطوارئ الموجودة في
مصر منذ 1967 يلوح كبادرة طيبة لدوائر ليبرالية في مصر وللإدارة الأمريكية، وفي
المغازلة لواشنطن، إسرائيل تؤيد من خلف الكواليس ولها دور في هذا".
وتابع: "نتيجتان سجلتا في المساعي لإحداث
ترميم لمكانتها؛ رغم أن الولايات المتحدة علقت 130 مليون دولار من رزمة المساعدة
لمصر، الأولى أن الولايات المتحدة اختارت أن تجري مرة أخرى مناورة "نجم
لامع" على الأراضي المصرية، والثانية أن وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن
أجرى حوارا استراتيجيا في واشنطن مع نظيره المصري سامح شكري في مسائل هامة، بما
فيها الجهود المصرية لمنع الحكومة الإثيوبية من تفعيل سد النهضة".
والأمر الثالث بحسب الجنرال الإسرائيلي، أن
"لمصر وإسرائيل مصلحة مشتركة في تحقيق مساعي التسوية في غزة، والقاهرة
تؤدي دورا رائدا في هذا".
وأما الرابع، أن "هناك محاولة مشتركة
(القاهرة وواشنطن) لإقامة إطار للبحر المتوسط يكون ذا جانب اقتصادي، متعلق بالطاقة
بوضوح، ولكن أيضا مع معان سياسية–استراتيجية، وإلى جانب ذلك، لقاءات القمة بين إسرائيل
واليونان وقبرص، ويوجد منتدى الغاز لشرق البحر المتوسط، الذي تعتبر مصر عضوا فيه، وهو
يستهدف ضمن أمور أخرى، لجم تطلعات تركيا برئاسة رجب طيب أروغان للهيمنة
الإقليمية".
وخامسا، أنه "حتى لو لم يكن لمصر مصلحة في
التصدي للتهديد الإيراني، فهي تعتمد اقتصاديا وسياسيا، ليس فقط على الولايات
المتحدة بل وأيضا على دعم السعودية والإمارات، وهذا يضع إسرائيل ومصر في نقطة لقاء
ويؤكد وعي السيسي لقيمة شبكة العلاقات هذه".
وشدد نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية
والأمن، على أنه "من المهم تطوير العلاقات، ومنح مساعدة هادئة للمصلحة المصرية
في الساحة الأمريكية الداخلية وتثبيت منظومة القوى في شرق البحر المتوسط"،
منوها إلى أن "الميل اليوم إيجابي، ومحظور النسيان، أن لاستقرار مصر وتوجهها
السياسي، توجد أهمية أولى في سموها لمستقبل إسرائيل"، وفق قوله.