قضايا وآراء

في ظل الغياب العربي.. هل يحسم الموساد الأزمة في السودان؟

حازم عياد
1300x600
1300x600

حوّل المبعوث الأمريكي جيفري فليتمان وجهته من دول الخليج العربي والقرن الأفريقي نحو الكيان الإسرائيلي للقاء القادة الإسرائيليين لتداول تطورات المشهد السوداني وفرص الحل للأزمة المندلعة في الخرطوم.

تغيّر وجهة فليتمان لا يعد أمرا مستغربا؛ فالموساد والخارجية الإسرائيلية تعد الآن الطراف الأكثر اطلاعا وانخراطا في الأزمة السودانية بما تملكه علاقات وقنوات للتواصل مع الفرقاء؛ سواء كانوا من المكون العسكري الممثل بالفريق عبد الفتاح البرهان ومساعده محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ أو المكون المدني ممثلا برئيس الحكومة عبد الله حمدوك ومسشاره ياسر عرمان.

علاقات للأسف تفوق الاتحاد الأفريقي والدول العربية مجتمعة؛ كيف لا وهناك روابط قديمة وعريقة ربطت ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية القطاع الشمالي والعضو الحالي في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مع قادة الكيان الإسرائيلي؛ فعرمان يملك علاقات قديمة مع قائد أركان الجيش الإسرائيلي الحالي (أفيف كوخافي) بعد أن التقاه في فلسطين المحتلة بصفته رئيس المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي في آب (أغسطس) من العام 2011؛ إلى جانب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ورئيس الحكومة إيهودا باراك في حينها.

الأمر لا يقتصر على ياسر عرمان فوزير العدل السوداني في حكومة حمدوك خريج هارفرد (نصر الدين عبد الباري) لا يقل أهمية عن عرمان؛ إذ يعتبر أحد عرابي التطبيع في السودان؛ فالوزير التقى في 13 تشرين أول (أكتوبر) الفائت قبيل الانقلاب بأسبوعين كل من نائب وزير الخارجية الإسرائيلي عيدان رول ووزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج لبحث مبادرات مشتركة للتعليم والثقافة في الإمارات العربية؛  فالوزير نصر الدين عبد الباري يعتبر من أبرز المتحمسين للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي كحماسته للعلمنة واجتثاث هوية السودان العربية الإسلامية. 


السباق نحو التطبيع بين المكون العسكري والمدني يقود السودان نحو المجهول؛ إذ بلغ ذروته في الأسبوع الأخير الذي سبق الانقلاب العسكري في 25 تشرين أول (أكتوبر) الفائت؛ فالأنباء عن لقاءات المسؤوليين الإسرائيليين بوزراء حكومة حمدوك وتلقيهم وعودا بتوقيع الرئيس حمدوك اتفاقا للتطبيع تزامن مع زيارات قام بها الفريق (حميدتي) قائد قوات التدخل السريع للكيان الإسرائيلي قبل أيام قليلة من إقالة الحكومة وحل المجلس السيادي.

 

الحراك السوداني المدني والعسكري تجاه الكيان الإسرائيلي جعل من الكيان محط اهتمام ورهان الولايات المتحدة والقوى الإقليمية لحل الأزمة في السودان؛ الأمر الذي يطرح تساؤلات مهمة حول الدور الممكن أن يلعبه الكيان في هندسة المرحلة المقبلة في السودان؛

 



الحراك الإسرائيلي تجاه السودان لم يقتصر على الفترة التي سبقت الانقلاب؛ فزيارة فليتمان المرتقبة للكيان الإسرائيلي الأسبوع المقبل سبقها زيارات قام بها قادة في الموساد الإسرائيلي إلى السودان قبل أيام قليلة أكدتها صحيفة جيروسلم بوست الإسرائيلية؛ زيارة كشف عنها مؤخرا بحجة التعرف على مواقف الأطراف المتصارعة بلقائه عبد الرحمن دقلو أحد قادة قوات التدخل السريع في حين أشارت إلى إمكانية لقائه عددا من القادة الكبار في الجيش السوداني. 

ختاما .. الحراك السوداني المدني والعسكري تجاه الكيان الإسرائيلي جعل من الكيان محط اهتمام ورهان الولايات المتحدة والقوى الإقليمية لحل الأزمة في السودان؛ الأمر الذي يطرح تساؤلات مهمة حول الدور الممكن أن يلعبه الكيان في هندسة المرحلة المقبلة في السودان؛ دور لن يحيد عن الأجندة الإسرائيلية الهادفة لتمزيق العالم العربي وتفجير الصراعات في ربوعه؛ فانهيار السودان واضطرابها سيقود حتما إلى تقويض الأمن في مصر بعد تراجع دورها عقب الانقلاب لصالح الموساد الإسرائيلي؛ ما يطرح تساؤلات مهمة حول الغياب والصمت العربي عن تطورات الأحداث في الخرطوم. 

hazem ayyad
@hma36


التعليقات (0)