قال
جنرال
إسرائيلي إن "لقاء رئيس الحكومة نفتالي بينيت مع الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي يعني أن الأخير يسعى لخلق مناخ إيجابي بين البلدين بعد سنوات من التوترات، بناءً
على فهمه بأن البلاد بحاجة لتغيير في السياسة الخارجية، وهي الزيارة التي تأتي بعد
آخر زيارة قام بها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قبل عقد من الزمن، وتظهر الزيارة
أن القاهرة ربما تهدف لإحداث تغيير في الرأي العام المصري بشأن إسرائيل".
وأضاف
إفرايم عنبار في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"
أن "مصر أول دولة عربية كسرت الحظر المفروض على
العلاقات مع إسرائيل عندما وقعت
اتفاقية السلام في 1979، لكنها على مر السنين لم تطبق جميع بنود التطبيع، وحافظت على
"سلام بارد"، وبات صعبا على قادتها أن يقنعوا المصريين بتطوير علاقاتهم مع
الإسرائيليين، وبالكاد قاموا بتغيير المناهج في نظام التعليم حول إسرائيل، وتضمنت أفكارًا
معادية للسامية، وواصل الحكومي عداءه لإسرائيل".
وأشار
عنبار رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن "JISS"، المؤسس السابق لمعهد
بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية، وعضو هيئة التدريس بجامعات بار-إيلان وجورج تاون
وبوسطن، أنه "رغم التعاون المحدود في مجالي المياه والزراعة، والترحيب بالسياح
الإسرائيليين في مصر، خاصة في سنوات السلام الأولى، لكن معظم العلاقات الثنائية تمت
عبر قنوات أمنية وعسكرية، رغم أن كامب ديفيد مهد الطريق لاتفاق وادي عربة مع الأردن
في 1994، وقد تبنى النمط المصري في ما يتعلق بإسرائيل".
وأوضح
أنه "في المقابل شكلت الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع تغييرًا جذريًا تميز بعلاقات
اقتصادية وثقافية وتجارية وثيقة بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، ومثل اتفاق
التطبيع مع المغرب تحولًا في ما يتعلق بالدولة اليهودية في المنطقة، ويبدو أن الصخب
والضجيج الذي أحاط بتلك الاتفاقات، التي نحتفل حاليًا بمرور عام للتوقيع عليها، وأن
إسرائيل لديها حكومة جديدة، كل ذلك خفف من حدة السيسي، ودفعه لدعوة بينيت للاجتماع
به".
وأكد
أنه "بينما رحب الاثنان بتطوير العلاقات الدبلوماسية، فإنهما أكدا في المقام الأول
على المصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما في ضوء التهديدات التي يتعرضان لها، مع العلم
أن تحول مصر نحو إسرائيل نبع في المقام الأول من فهم الرئيس السادات أنه بحاجة لتغيير
جذري في سياسته الخارجية، باعتماد توجه موالٍ لأمريكا، والتخلي عن الاتحاد السوفييتي،
وفي الوقت نفسه التعب من الصراع مع إسرائيل".
وأشار
إلى أنه "بعد اتفاق السلام، بدأت مصر تتلقى 1.3 مليار دولار سنويًا من المساعدات
الأمريكية، لعبت دورًا مهمًا في تنميتها الاقتصادية والعسكرية، فيما تساعد إسرائيل
مصر في واشنطن على الاستمرار في تلقي المساعدات، وتصرف الانتباه عن النقد الأمريكي
لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ما يعني أن تل أبيب لديها مصلحة واضحة في استمرار النفوذ
الأمريكي في القاهرة، حيث يشترك البلدان في الرأي في ما يتعلق بتطورات المنطقة، وأجزاء
أخرى من العالم".
ولفت
الكاتب إلى "المخاوف المصرية والإسرائيلية بشأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان،
وتخفيف قبضتها على الشرق الأوسط، وسط تهديدات الإسلاميين، وعلى المستوى الإقليمي تتابعان
بقلق تعزيز نفوذ إيران في المنطقة، رغم أن تصور مصر للتهديد أقل من إسرائيل، لكنهما
لا يختلفان حول معاداة السياسة التركية للرئيس رجب طيب أردوغان في شرق المتوسط، بدعم
من قطر، وباتت القاهرة وتل أبيب حليفتين ضد تطلعات تركيا الإسلامية والعثمانية الجديدة".
وأضاف
أن "مصر عضو رئيسي في الهيكل الاستراتيجي المتجسد بمنتدى الغاز الشرقي للبحر المتوسط
مع اليونان وقبرص، وتم تصميمه، في جملة أمور، لمنع تحقيق الهيمنة التركية، وفي الوقت
نفسه تواجه مصر انتفاضة لعناصر إسلامية بقيادة داعش في شبه جزيرة سيناء، وتشارك إسرائيل
في جهود استخباراتية وعسكرية لوقفها، فيما يخضع قطاع غزة، الذي يتوسط مصر وإسرائيل،
لسيطرة حماس، ابنة الإخوان المسلمين، عدوة النظام المصري الحالي".
وأشار
إلى أن "مصر مهتمة بإخماد نيران الصراع بين إسرائيل وحماس، وتلعب دورًا رئيسيًا
في التوسط بينهما، ويعطي هذا الدور الدبلوماسي نقاطا للقاهرة في تل أبيب وواشنطن، ويوفر
قوة ضغط تجاه حماس في غزة، وفي شمال أفريقيا هناك مصالح مشتركة بين مصر وإسرائيل، حيث
تدعمان خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي في طبرق بمساعدة الإمارات العربية المتحدة، الشريك
الجديد لإسرائيل، رغم تدخل تركيا لمنع سقوط حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وتضم عناصر
إسلامية".
وأكد
أنه "حتى في الساحة السورية، فإن إسرائيل ومصر لديهما نفس التفضيلات، فقد عارضت
مصر جهود الجماعات السنية المتمردة للإطاحة ببشار الأسد، بينما حرصت إسرائيل على عدم
تقويض استقرار نظامه من أجل الحفاظ على حريتها في العمل ضد الأهداف الإيرانية، مع الحفاظ
على الاتفاقات مع موسكو بعد تدخلها الذي بدأ في 2015، وكل هذه الأسباب تجعل مصر شريكًا
استراتيجيًا مهمًا لإسرائيل، تستحق أولوية عالية في أجندة سياستها الخارجية لإسرائيل".