قضايا وآراء

نَظْرةٌ إلى انتِصارٍ.. في جَوْلة مع استعْمار..

علي عقلة عرسان
1300x600
1300x600

تكوَّنت حركة طالبان وقاتلت وأعلنت انتصارها في أرضها، بوصفها حركة مقاوَمَة وحركة تحرير وتقرير مصير.. وقد أنشئت أصلاً للتصدي للغزو الأمريكي ـ الأوروبي ـ الأطلسي لبلادها، ولدحر الاحتلال والعدوان، فهي حركة مقاومة وطنية وليست حركة إرهابية، حركة دافعت وتدافع عن وطن وشعب وعقيدة ضد غزو وعدوان واستعمار ذي تاريخ أسود اكتوت به دول وشعوب في معظم القارات.. وتصدت لجيوش وسياسات ومخططات وأطماع اقتصادية وأمنية وعقائدية، ولمصالح وأهداف يريد المستعمرون تنفيذها بالقوة على حساب أفغانستان وسيادتها ومصالحها وهويتها، ويعملون من خلال الاحتلال على تغيير عقيدة الشعب الأفغاني، وتشويه مفاهيمه، وإعادة تكوينه، ليكون تابعاً وموالياً لها، يُحكم بواجهات يصنعونها وينصبونها ويحمونها، وجعل ذلك الشعب يخوض صراعات الغرب المحتل ويحارب بالوكالة عنه. وقد جاهدت طالبان ومعها من معها من الشعب الأفغاني، وقدمت التضحيات وحصلت على الاستقلال والسيادة لأفغانستان بكل قومياتها وأقلياتها وتلاوينها.

لقد عمل المستعمرون الغربيون على تنفيذ خطط وتحقيق أهداف في أفغانستان يمكن وضعها في نسقين متكاملين:
 
1 ـ نسق: "اقتصادي ـ مادي ـ استراتيجي ـ أمني. "يرمي إلى السيطرة على الثروات الطبيعية في أفغانستان، لا سيما المعادن الثمينة المهة جداً للصناعات المستقبلية، والتحكم في الموقع الاستراتيجي لذلك البلد، وتمرير خطوط غاز ونفط لصالح شركات أمريكية وأوروبية، وقطع الطريق على المشروع الصيني الكبير، مشروع "الحزام والطريق"، والتمركز بقوة على حدود روسيا الاتحادية ومواجهة مشروعها الأورو ـ آسيوي، والصين وروسيا هما "منافستانا الاستراتيجيتان الحقيقيتين" كما قال بايدن..

والاستثمار في تجارة الأفيون التي يُستغَلُّ فيها الشعب الأفغاني استغلالًا لا مثيل له، حيث تلاحقه سمعة تصدير الأفيون ولا يصل الفلاح الذي يزرع الخُشخاش ومن يعمل في توابعه أكثر من ١٪ من القيمة التي تعود على المستثمرين وتجار الأفيون الكبار المستفيدين من تلك البضاعة السامة، في الأسواق الأمريكية وغيرها.. شأن الشعب الأفغاني في هذا النوع من الاستغلال شأن شعوب في أمريكا اللاتينية تُستنفَد طاقتها في زراعة وجني ثمار "الأفوكادو" ولا يصلها من عائداته ما يسد الرمق.

2 ـ ونسق: "سياسي، تغريبي ـ تكويني"، يستهدف الدين والهوية والشخصية الأفغانية التاريخية ذات الخصوصية.. ويجعل أفغانستان مزرعة ويجعل شعبها أداة بيده ومطيّة له.

وقد أشار الرئيس الأمريكي بايدن في خطابه بتاريخ ١٦/٨/٢٠٢١، إلى أهداف بلاده ونتائج حربها ووجودها مدة عشرين سنة في أفغانستان كلفتها أكثر من بليوني دولار، أشار إلى شيء من ذلك باقتضاب، ولمح بما يوحي ولم يكد يفصح، فقال: "لقد انتصرنا على الإرهاب"، يعني بن لادن، "إن مجرى التاريخ الذي عرفته أفغانستان، يثبت أن ما من قوة عسكرية يمكنها تغيير مجرى الأحداث" وإن "المهمة في أفغانستان لم تكن يوماً بناء دولة".. ومن الواضح أن هدفهم تدمير استقلال الدولة وسلب سيادتها، لأنه من البدَهي أن مفهوم الدولة يقتضي الاستقلال والسيادة والقوة التي تبقيها محمية الحدود والوجود، وحرة وقادرة على التطور والنمو ذاتياً، باكتفاء وتطلع نحو التقدم والازدهار. 

وقد عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الهدف والنتيجة من الغزو والوجود في كلمته لطلاب المدارس، يوم الأربعاء ١/٩/٢٠٢١ بمناسبة افتتاح العام الدراسي، حيث قال: "الأحداث التي تجري في مكان ليس بعيداً عنا، أقصد أفغانستان.. كانت القوات الأمريكية موجودة في تلك المنطقة ولمدة عشرين عاما وحاولوا إضفاء الطابع الحضاري على الناس، ما يعني في الواقع إدخال معاييرهم ومعايير حياتهم بأوسع معنى للكلمة، بما في ذلك في النظام السياسي للمجتمع.. والنتيجة ليست إلا مآس وخسائر فقط، طالت من قام بذلك الأمر وكذلك وبشكل أكبر أبناء الشعب الأفغاني. النتيجة هي صفر، إن لم تكن أقل منه، إن صح التعبير.".. 

وكان بوتين محقاً في ملاحظته واستنتاجه الذي ربما استخلصه أيضاً من تجربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان حيث أرادها شيوعية، إذ قال بضرورة "إدراك حقيقة أنه من المستحيل فرض أي شيء من الخارج" و"لا بد أن ينضج الوضع.".. يعني أن ينضج الشعب من الداخل.

لم يعط الغزاة الأمريكيون والأوروبيون لأفغانستان وشعبها ومقاومتها المتمثلة في طالبان وغيرها أية فرصة.. إذ لم يمض أسبوعان على وجود حركة طالبان في كابل، منتصرة، ساعية لبسط سيطرتها على المدينة والدولة، متعاونة مع الأمريكيين والغربيين المهزومين لترحيل جنودهم ورعاياهم والمتعاونين معهم.. حتى ضجَّ والساسة والإعلام في العالم بالتركيز على كونها حركة إرهابية ذات تاريخ، وأنها لم تتغير ولن تتغير، وطالبوها بتشكيل حكومة فوراً تشارك فيها أطياف المجتمع الأفغاني كافة، واستمر التشكيك بها وبنيَّاتها وأهدافها وإنسانيتها، رغم تكرار قادتها على إطلاق التصريحات المُطَمْئنَة، وإصدارها لعفو عام في البلاد شمل السياسيين والعسكريين وكل الذين قاتلوها وتعاونوا مع المحتلين الغربيين من الأفغان، والسماح لمن يريد المغادرة منهم بالمغادرة في أي وقت، وأكدت رغبتها في التعامل مع دول العالم باحترام وانفتاح من دون عداء أو اعتداء، وأنها لن تجعل من أفغانستان منطلقاً للإرهاب والعدوان على أحد.. ولم تشترط سوى التعامل بالمثل واحترام سيادة إمارة أفغانستان الإسلامية. 

 

لم يعط الغزاة الأمريكيون والأوروبيون لأفغانستان وشعبها ومقاومتها المتمثلة في طالبان وغيرها أية فرصة.. إذ لم يمض أسبوعان على وجود حركة طالبان في كابل، منتصرة، ساعية لبسط سيطرتها على المدينة والدولة، متعاونة مع الأمريكيين والغربيين المهزومين لترحيل جنودهم ورعاياهم والمتعاونين معهم.. حتى ضجَّ والساسة والإعلام في العالم بالتركيز على كونها حركة إرهابية ذات تاريخ،

 



لقد أرادوا أن تغير أفغانستان عقيدتها وهويتها ونهجها وسياستها بما يتلاءم ومعاييرهم وقيمهم ومصالحهم ونظرتهم وأهدافهم التي غزوا تلك البلاد لأجلها، فاستعمروها ونصبوا فيها واجهات وحكومات موالية لهم، وجمعوا جيشاً تابعاً لهم من ٣٠٠ ألف جندي ودربوه ليكون موالياً لهم، يأتمر بأمرهم، ويحارب حربهم، ويقاتل من يقاتلهم.. وبعد انهياره التام وانفراط عقده خلال أيام وانتصار جيش طالبان عليه المكون من ٨٠ ألف مجاهد، تبينت لهم الحقيقة التي عبَّر عنها الرئيس بايدن بجملة مكثفة، قال: "أعطيناهم كلّ فرصة لتقرير مستقبلهم. لا يمكننا إعطاؤهم الإرادة للقتال من أجل مستقبلهم".. أي لا يمكن إعطاء الإرادة لمن لا يريد.. أي انعدام العقيدة القتالية لجيش كونوه وانتصار العقيدة القتالية لطالبان، أي انتصار العقيدة القتالية للإنسان الأفغاني الذي لم يتمكن الأميركيون من تهجينه تدجينه وتكوينه وفق إرادتهم، سواء أكان جندياً في جيش يقوده "أشرف غني"، أم مجاهداً في جيش طالبان.
  
ونتيجة لذلك انهزم الاحتلال، وانهزمت القوة الغربية المُعتدية وفشل مشروعها الاستراتيجي.. لكنها لم تنكفئ نهائياً وتحولت إلى البديل الأقل كلفة، إلى الحرب الاقتصادية ـ السياسية ـ الإعلامية، ومتابعة أفغانستان طالبان بالضغط والملاحقة والإنهاك بالحصار، واستمرار العقوبات، والتشكيك، والاتهامات، وعدم الاعتراف بطالبان حكومة في بلادها؟! 

وتوجت توجهها هذا بقرار من مجلس الأمن الدولي اتخذ بأغلبية ١٣ صوتاً وامتناع روسيا والصين عن التصويت، ونص القرار على :"المغادرة الآمنة والمنظمة من أفغانستان لمواطنين أفغان والرعايا الأجانب"، و"احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والأطفال والأقليات"، و"إيجاد حل سياسي شامل بمشاركة هامة للمرأة"، و" عدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أو مهاجمة دول أخرى، ولا لإيواء إرهابيين". وكان ذلك قراراً لافتاً من مجلس الأمن الدولي في توقيته وسرعة انجازه. وقد اتسمت كلمة منتدب الصين، بعد إعلان القرار، بالجرأة، ووصف الحرب وأهدافها بالفشل الذريع، وبيَّن منتدب روسيا أن سبب امتناع بلاده عن التصويت هو: "عدم إضافة بنود حول التأثير السلبي لتجميد الأصول المالية الأفغانية، وإجلاء الكوادر الأفغانية الحاظية بالأهمية بالنسبة لاقتصاد أفغانستان".

وقد جُند مجلس الأمن الدولي لهذه المهمة، في أثناء الانسحاب الذي كانت طالبان تنسق مع الأمريكيين بشأنه وتساعدهم في إنجازه.. والهدف من ذلك أن يملي المجلس شروطهم بوصفها مطالب دولية.. وبذلك جعلوا المجلس شريكاً لهم في حروب ثلاث أعلنوها على إمارة أفغانستان الإسلامية: حرب إعلامية قديمة جديدة متجددة، وحرب اقتصادية بدأت بتجميد أرصدة دولة أفغانستان في المصارف وبأنواع من الحصار، وحرب هجرة الأدمغة لإفقار البلاد من الكفاءات العلمية والمعرفية والتقنية والمهنية، بسحب ذوي الكفاءة والمعرفة والخبرة من البلاد، بعد نشر الخوف في صفوفهم، ليكونوا لاجئين لديها أو لدى بلدان حليفة لهم، وجعل حركة طالبان عاجزة عن تلبية الاحتياجات الرئيسة والضرورية لتسيير أمور الدولة؟! 

وكل هذا جرى في أصعب ظروف يمكن أن تمر بها دولة ويمر بها شعب، بعد عشرين سنة من الحرب والدمار والكوارث والمعاناة.. أفليس هذا من عجائب الأمور.. ربما نعم وربما لا.. فنحن في زمن العجائب!؟
 
ومن شبه المؤكد أن هذا النهج الاستعماري الغربي العجيب لن يتوقف، لكن ستتحول الأساليب والوسائل والذرائع وتتلون الحجج وتتحور كما تتحور سلالات كورونا وتبقى الأهداف ثابتة. وقد أعلن الرئيس بايدن عن هذا النهج بوضوح في برنامجه الانتخابي وفي عهده كرئيس دولة.. فالحرب تستمر بوسائل أخرى، سياسية واقتصادية وأمنية ودبلوماسية وإعلامية و.. و.. وتتعدَّد ساحاتها وينتقل ثقلُها من مكان لمكان في أفغانستان وما حولها، وفي البلدان الأسيوية وفي العالم الإسلامي، وستتركز على مَن يقاومون العدوان والاحتلال والعنصرية والنهب والاستثمار في الإرهاب والتجارة بدماء البشر وأرواحهم، وعلى مَن يتمسكون من المسلمين خاصة، بدينهم وهويتهم وانتمائهم وحضارتهم وحقهم في مقاومة العدوان والاحتلال والعنصرية وإرهاب الدولة.. 

فهدف السياسيين والمتطرفين الغربيين والعنصريين الصهاينة والمتصهينين ومَن لَفَّ لفَّهم، هو أن يتنازل المسلمون الأفغان وغيرهم، عن أصول دينهم/الإسلام، ويغيروا شرعهم وشريعتهم وسُنَّتهم وما يمكن تغييره من قرآنهم وفيه، إن لم يكن بالنص ففي الفهم والتفسير والتأويل، وأن يقتنعوا بالتشكيك المستمر بدينهم وبهم، وينحازوا إلى الإهمال والنسيان والتناسي، وأن يعيدوا النظر بالمناهج التعليمية والتربوية بحيث نغدوا نحن المسلمين " الهُجْنَة بعينها، ونفقد المشيتين ونصبح لا مع الذين آمنوا ولا مع الذين كفروا، ونحاصَر ونُحصَر بين جحيمين، جحيمهم وجحيم الاغتراب عن الذات والهوية والتاريخ والإرث الحضاري.
 
ولأن تحقيق هذا الهدف من رابع المستحيلات فإن وقْف عداء الساعين لتحقيقه سيكون من المستحيلات، ما لم تردعهم قوة متكاملة، معنوية ومادية، روحية ـ إيمانية وعقائدية انتمائية، ذات عزم وإرادة والستقلال، متجذرة في الأرض والتاريخ والقيم والخصوصية الوطنية والقومية وتتخذها موضع اعتزاز.. فهل نستفيد من الدرس في أفغانستان، أم نبقى في العمَه والعتمة؟! وهل يدرك مَن يواليهم منَّا أنهم لن يرضوا عنه وعنَّا إلا إذا اتبعنا دينهم وكنا من ملَّتهم، أو على الأقل إذا تركنا ملتنا وشاركناهم تشويهها.. 

 

جعلوا المجلس شريكاً لهم في حروب ثلاث أعلنوها على إمارة أفغانستان الإسلامية: حرب إعلامية قديمة جديدة متجددة، وحرب اقتصادية بدأت بتجميد أرصدة دولة أفغانستان في المصارف وبأنواع من الحصار، وحرب هجرة الأدمغة لإفقار البلاد من الكفاءات العلمية والمعرفية والتقنية والمهنية، بسحب ذوي الكفاءة والمعرفة والخبرة من البلاد، بعد نشر الخوف في صفوفهم، ليكونوا لاجئين لديها

 


ومن المؤكد أن هذا لن يكون، وهو من خامس المُستحيلات إن صح التعبير. ورضاهم عنَّا نحن "الأغيار"، بالمفهوم العنصري الصهيوني ـ الأفنجيلي أو الإنجيلي المتصهين، لن يكون ومهادنتهم لنا لن تحدث إلا خداعاً.. ذلك لأن عداوتهم لنا متجذرة ومتجددة، وعدوانهم علينا مستمر، وطمعهم فينا كبير، وعملهم على تشويه صورتنا لم يَفتُر ولن يتوقف.. فهم على معاييرهم وقيمهم وممارساتهم التي أسست دولة قبل ثلاثة قرون من الزمن تقريباً، على إبادة أكثر من خمسين مليون من السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، وقامت على العبودية والتمييز العنصري، "الأبارتايد"، وعلى العدوان والتآمر والنهب.. وهم ثابتون على ذلك ولن يتغيروا.. ألسنتهم مُحَلاة بادعاءات عريضة لكنها ادعاءات كاذبة مكشوفة، يتكلمون عن حقوق الأفراد وينتهكون حقوق الشعوب والدول والأفراد، ويرفعون مصالحهم فوق مصالح الآخرين، ويعتدون ويشنون حروباً استباقية ـ طغيانية باسم أمنهم القومي وحماية مصالحهم، ويلاحقون من يستهدفونهم من الأشخاص باستباحة تصل إلى حدود سفك الدم.. 

إنهم لا يقبلون الاختلاف ويدعون أنهم يحترمون المُختلف، وينطلقون من معاييرهم وقيمهم التي يرونها مثلى ويريدون فرضها على الآخرين بكل الوسائل ومنها القوة، ويعملون بازدواجية مفاهيم ومكاييل لا سبيل إلى إقناعهم بالعدول عنها.. ومن آخر أمثلة ذلك الحدث الذي جرى في أثناء فوضى الانسحاب، أعني التفجير الإرهابي عند البوابة الشرقية لمطار كابل، حيث ركَّز إعلامهم والإعلام السائر في فلكه على مقتل ١٣جندياً أمريكياً وجرح ٢٢، ولم يكد يذكر مقتل ١٥٨ وجرح ما يقرب من مئتي أفغاني في ذلك الهجوم.. فازدواجية المعايير والمكاييل الغربية المقيتة ناتجة عن رسيس عنصري، و تفرض نفسها حتى في الموت، ولا يمكن أن تساوي بين الدم البشري.. وهي مما عانينا ونعاني منه كثيراً في بلداننا وعانى منه كثيرون غيرنا.

ومن أسف أن بعض مداخل أولئك العنصريين العدوانيين علينا، نحن العرب والمسلمين، تكون في معظمها عبر أبناء جلدتنا، ممن يبيعون أنفسهم للشيطان، ويعوِّمون أنفسهم لخِفَّة فيهم، ويفتحون لعدو الأمتين العربية والإسلامية أبواباً يصعب إغلاقها، ويساهمون في تمويل عدوانه الذي يستهدف العقيدة والهوية والانتماء، الجغرافيا والتاريخ، والوجود الحيوي الحي بين الأمم والدول.

التعليقات (0)