قلق دولي متصاعد.. وعمليات إجلاء سريعة من أفغانستان

تعددت المواقف الدولية مما يجري في أفغانستان، في ظل احتشاد حركة طالبان، على مداخل العاصمة كابول، وسيطرتها على أغلب الولايات، والحديث عن مفاوضات لتسليمها بصورة سلمية للحركة وتشكيل حكومة مؤقتة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تعليقها على سيطرة طالبان على معظم أراضي أفغانستان، إن العالم يراقب بفزع نتيجة تجربة تاريخية أخرى لواشنطن هناك.

وأضافت زاخاروفا: "ما يثير الدهشة ولكنه يبقى واقعا وحقيقة، هو أن أفغانستان تشهد مواجهة بين قوتين، وكلاهما نتيجة لعملية التفكير الأمريكية. العالم يراقب بهلع نتيجة تجربة تاريخية أخرى لواشنطن في تلك الدولة".

 

وضع السفارات

 

والأحد، أعلنت ألمانيا أنها أغلقت سفارتها في كابول، وجددت دعوة رعايا لمغادرة أفغانستان، فيما أجلت السفارة السويدية موظفيها بالفعل، وأعلنت نظيرتها الهندية العمل على ذلك.

 

وبدورها، أعلنت الخارجية الفرنسية أنها ارسلت تعزيزات عسكرية إلى الإمارات لتسهيل إجلاء الرعايا الفرنسيين من أفغانستان بعدما نقلت سفارتها إلى مطار كابول.

وفي سياق متصل، أعلن حرس الحدود في أوزبكستان فرض حالة التأهب القصوى على الحدود مع أفغانستان، مع فرار المزيد من أفراد القوات الحكومية المنهارة نحو دول الجوار.

البابا يصلي

من جانبه أبدى البابا فرنسيس الأحد "قلقه" حيال الوضع في أفغانستان حيث بات مقاتلو طالبان على أبواب العاصمة كابول، ودعا إلى "الحوار" لحلّ النزاع.

وقال الحبر الأعظم أثناء صلاة التبشير الملائكي التقليدية من ساحة القديس بطرس: "أنضمّ إلى القلق الجماعي حيال الوضع في أفغانستان" داعياً إلى الصلاة "من أجل وقف المعارك وإيجاد حلول على طاولة الحوار".

وأضاف: "بهذه الطريقة فقط سيتمكن شعب هذا البلد، من رجال ونساء وأطفال ومسنين، من العودة إلى الديار والعيش بسلام وأمان، في ظل احترام متبادل".

إلى ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا، تواجه موجة مهاجرين أفغان قادمة عبر إيران..

هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عن مراقبة بلاده 150 نقطة على الحدود مع إيران، في ظل التطورات الجارية في أفغانستان.

وأفادت صحيفة بيلد أم زونتاغ أن الجيش الألماني يرسل طائرات نقل من طراز إيه 400إم إلى كابول مع 30 فردا من جنود المظلات على متن كل منها لإجلاء طاقم السفارة الألمانية ومساعديهم الأفغان مع تطويق مقاتلي طالبان للعاصمة الأفغانية.

ونقلت الصحيفة اليوم الأحد عن مصادر لم تحددها قولها إن الطائرات ستنقل من يتم إجلاؤهم إلى مركز قريب، قد يكون العاصمة الأوزبكية طشقند، ليستقلوا رحلات جوية مستأجرة.

فلاي دبي

وفي السياق ذاته قالت متحدثة باسم شركة فلاي دبي الإماراتية إن الشركة ستُعلق رحلاتها إلى العاصمة الأفغانية اعتبارا من يوم غد الاثنين، وذلك بعد أن دخلت حركة طالبان كابول.

وأضافت المتحدثة أن رحلة كانت متجهة إلى كابول اليوم عادت إلى دبي قبل أن تصل إلى العاصمة الأفغانية وأن الرحلات ستُعلق حتى إشعار آخر.

إلى ذلك نقل راديو السويد عن مصادر قولها إن البلاد ستجلي كل موظفي سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول اليوم الأحد.

وبدأ مقاتلو حركة طالبان بدخول كابول اليوم بعد سيطرتهم على كل المدن الكبرى ما عدا العاصمة.

قطع العطلة الصيفية

من جانبه قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأحد، إن البرلمان البريطاني سيقطع عطلته الصيفية الأسبوع المقبل لبحث الوضع في أفغانستان مع دخول مقاتلي حركة طالبان العاصمة كابول.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية في وقت سابق إنها تعمل لحماية مواطنيها ومساعدة الموظفين السابقين لدى بريطانيا والمؤهلين لمغادرة أفغانستان.

وفي السياق ذاته قال مفوض الاتحاد الأوروبي مارغريتيس شيناس اليوم الأحد، إن الأزمة التي تعانيها أفغانستان وما تقدم عليه روسيا البيضاء من أفعال تظهر الحاجة إلى إصلاح سريع لقواعد الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف شيناس على تويتر: "إذا كان هناك شيء واحد أظهره الوضع في أفغانستان وأفعال روسيا البيضاء، فهو أن الوقت ينفد أمام تبني الإصلاح الكامل لقواعد الهجرة واللجوء في أوروبا التي نحتاجها".

ويشعر العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن التطورات في أفغانستان يمكن أن تؤدي إلى عودة أزمة الهجرة التي شهدتها أوروبا عامي 2015 و2016 عندما أدى وصول أكثر من مليون شخص من الشرق الأوسط على نحو فوضوي إلى إنهاك أنظمة الأمن والرعاية الاجتماعية وزيادة شعبية الجماعات اليمينية المتطرفة.

 

استضافة مؤقتة

إلى ذلك قال رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما، إن بلاده قبلت طلبا من الولايات المتحدة باستضافة مؤقتة للاجئين أفغان يسعون للحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة مع دخول قوات حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول.

وأضاف راما أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طلبت مؤخرا من ألبانيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، المساعدة في استضافة عدد من اللاجئين الأفغان مؤقتا قبل انتقالهم إلى وجهتهم النهائية في الولايات المتحدة.