هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يصارع حي بطن الهوى في القدس المحتلة، مخططات الاحتلال المتواصلة التي حيكت ضد سكانه الفلسطينيين، بهدف طردهم من أرضهم ومنازلهم، لصالح إقامة حزام من المستوطنات، ضمن مساع حثيثة، هدفها النهائي تهويد المدينة المقدسة وتغيير طابعها العربي الفلسطيني.
وأرجأت محكمة الاحتلال في القدس، الأربعاء، البت في قضية تهجير عائلات من حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وكانت المحكمة المذكورة عقدت الجلسة للنظر في قرارات تهجير 6 شقق سكنية من أصل 86 في حي بطن الهوى في سلوان.
وبطن الهوى حي سكني داخل قرية سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى، خارج أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس، ويسكنها أكثر من 55000 نسمة.
اقرأ أيضا: إخطار الهدم.. الورقة التي تهدم حياة الفلسطينيين بالقدس
والحي هو امتداد لـ"جبل الزيتون"، ويقع في الزاوية الشرقية للقدس؛ حيث يفصله عنها وادي سلوان الذي يتَّصل بوادي قدرون في النقطة نفسها، ويُعرَف عند اليهود باسم "هار هامشحيت" أو "الجبل الفاضح".
تاريخ الاستيطان
بعد احتلال هذه القرية عام 1967، صادر الاحتلال ما يزيد عن 73 ألف دونم من أراضيها لغاية إقامة المستوطنات عليها.
وبدأ الاستيطان في بلدة سلوان ببؤرتين في حي بطن الهوى عام 2004، أضيف لها مركز شرطة تابع للاحتلال، وفي عام 2017 ارتفع العدد إلى ثلاثين عائلة من المستوطنين.
وفي عام 2021، تخطط سلطات الاحتلال لعملية تهجير عرقي واسعة النطاق في حي بطن الهوى، بهدف تهويد بلدة سلوان، حيث تنوي السلطات الإسرائيلية إصدار قرار بتهجير العائلات الفلسطينية.
وتتعدد حجج الاحتلال لتهجير أهالي حي بطن الهوى، وهي ذات الحجج التي يستخدمها في حي الشيخ جراح، الذي يواجه أعتى مشاريع التهويد والتطهير العرقي، ومنها البناء دون ترخيص أو الملكية اليهودية للأرض والبيوت.
وتزعم جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، أن ملكية المنازل في الحي تعود ليهود اليمن قبل عام 1948، وافتتحت عام 2018 في الحي "مركز تراث يهود اليمن"، بادعاء أن كنيسا يعود ليهود اليمن كان قائما بالمكان وحمل اسم "بيت العسل" قديما.
صمود المقدسيين
وقال الخبير المقدسي، فخري أبو دياب، الذي ولد في بيته المهدد بالهدم عام 1962: "في كل لحظة نتوقع أن تأتي جرافات الاحتلال لهدم منزلنا الذي تربينا فيه وأنفقنا كل ما لدينا من أجل إقامته"، مضيفا لـ"عربي21": "في كل جلسة تجمعني بزوجتي وأولادي وأحفادي؛ أشعر أنها الجلسة الأخيرة لنا داخل منزلنا". فحتى أصوات الشاحنات التي تمر بالقرب من منزله؛ يتوقع عضو لجنة الدفاع عن سلوان أنها قادمة لهدم بيته.
ويؤكد أبو دياب أن "هدم المنزل لا يعني هدم الجدران أو الأحجار، وإنما هدم عائلة آمنة ومستقبل جيل بكامله، وهدم ذكرياتي.. فما تزال رائحة والدتي في كل زاوية من البيت"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: حي البستان بالقدس.. "الدرع الواقي" للأقصى وإرث تاريخي
وبيّن أبو دياب، أن "تسليم إخطار الهدم؛ يتبعه الكثير من الإجراءات المتعلقة بالغرامات المالية والإجراءات التعسفية"، لافتا إلى أن بلدية الاحتلال في القدس "عندما تريد تسليم إخطار هدم لأحد المواطنين المقدسيين؛ تعتمد أسلوب الترهيب، عبر إحضار عدد كبير من قوات حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية المدججين بالسلاح والعتاد، حتى يخيل لك أنهم يريدون احتلال المنطقة من جديد"، وفق قوله.
وفي ظل حالة الضغط على الأهالي من عمليات قمع ومداهمات يومية ومنع السكان من الاعتصام، يشير أبو دياب إلى أن صمود المقدسيين في الحي وثباتهم على الأرض، وتحملهم البقاء بالقرب من المسجد الاقصى وجيرانا له، هو ما يؤجل مشاريع الاحتلال.
وحسب نتائج دراسة ميدانية للمنظمة الحقوقية الإسرائيلية "بتسيلم"، فقد قسم حي بطن الهوى إلى 50 قسما، تسعة منها نقلت إلى عطيرت كوهنيم الجمعية الاستيطانية، وخمسة أخرى يسكنها المستوطنون بشكل فعلي، فيما قدمت الجمعية الاستيطانية دعاوى إخلاء ضد 81 أسرة.
وفقا لمعطيات منظمتي "السلام الآن" و"عير عَميم" الإسرائيليتين، فقد حصلت قفزة من (2009 إلى 2016) بنسبة 70٪ في عدد المستوطنين الذين يعيشون في الأحياء الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس. كذلك حصلت زيادة بنسبة 39٪ في عدد من مجمّعات البناء الاستيطانية الجديدة لليهود في الأحياء الفلسطينية شرقي القدس.
وقسمت بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس، بلدة سلوان إلى 12 حيا يسكنها 55 ألفا، 6 أحياء منها معرضة لخطر هدم منازلها أو الاستيلاء عليها وهي: وادي حلوة (6000 نسمة)، والبستان (1500 نسمة)، وبطن الهوى (726 نسمة)، ووادي الربابة (1000 نسمة)، ووادي ياصول (1000 نسمة)، وعين اللوزة (500 نسمة).بحسب وكالة وفا.