هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن معايير النصر لدى حركة "حماس"، التي تسعى لإيجاد معركة مستمرة بصيغة الانتفاضة الثالثة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948، وهذا هو الخطر الأكبر.
وأوضحت الصحيفة في مقال للخبير العسكري عاموس هرئيل، أن "المعركة التي تديرها حماس لم تستكمل بعد، فالاحتكاك العسكري مع إسرائيل تم استغلاله لتحقيق إنجازات ملموسة في المنافسة الداخلية بين حماس والسلطة الفلسطينية".
وذكرت أن حالة التوتر التي سادت في مدينة القدس والمسجد الأقصى بسبب اعتداءات قوات الاحتلال المتصاعدة بحق أهل القدس وخاصة في الشيخ جراح والأقصى، "وفرت لقائد حماس يحيى السنوار وقائد جهازه العسكري محمد الضيف، الذريعة لإطلاق الصواريخ، وبعد ذلك وفرت الإمكانية لحماس من أجل الامساك بزمام النضال الفلسطيني في القدس وفي الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر".
وأضافت: "عندما تحولت الصلاة في أيام الجمعة في الأقصى إلى مظاهرات لدعم حماس، اعتبر هذا هو الإنجاز الرئيسي بالنسبة لرئيس الحركة".
ولفتت الصحيفة، إلى أنه "دوى صوت القذائف الاسرائيلية هنا وهناك قرب السنوار والضيف، لكن كل ذلك هو جزء من الواقع الذي تربيا عليه في مخيم خانيونس للاجئين، ومن المشكوك فيه ما إذا كان أي شيء كهذا سيردعهما فيما بعد"، مبينة أن حديث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن بني غانتس وأيضا كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي، أنه "عندما سيخرج قادة حماس من المخابئ فإنهم سيصابون بالصدمة من حجم الدمار، ما هو إلا مجرد أمنيات".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: حرب غزة كشفت عن ثغرات استخبارية
وأكدت أن "القوة العسكرية التي استخدمتها إسرائيل في غزة، لن تحطم معنويات حماس التي تشن ضدنا نضالا أيديولوجيا"، منوهة إلى أن "وسائل الإعلام في إسرائيل، استقبلت وقف إطلاق النار بارتياح، وسبق ذلك الخوف من عملية طويلة جديدة مثل حرب 2014، وهي العملية الطويلة وغير الحاسمة المقرونة بخسائر عسكرية كبيرة".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن "هناك خطرا أكبر تسعى إليه حماس؛ يكمن في تكتل الساحات في غزة والضفة والقدس وداخل الخط الأخضر، عبر معركة مستمرة بصيغة الانتفاضة الثالثة"، مضيفة أن "الإمكانية الكامنة في ذلك برزت في الفترة الأخيرة، وبروزها يزداد إزاء وضع السلطة الفلسطينية الحساس".
ونوهت إلى أنه "في زمن المواجهة في غزة، قام عباس بسحب قوات الأمن لديه إلى الخلف وقلص التنسيق الأمني وسمح بإجراء مظاهرات كبيرة إلى جانب انطلاق فلسطينيين لتنفيذ عمليات"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ستكون بحاجة لإعادة ترميم علاقتها مع السلطة، وفي نفس الوقت العمل بشكل حازم ضد خلايا حماس في الضفة التي تعمل على المس بإسرائيل، وهذا هو الظل الكبير الذي يهددنا، وهو الذي نبع من المواجهة الأخيرة".
المناطق تغلي ونتنياهو تحت الاختبار
ونبهت الصحيفة، إلى أنه "رغم وقف إطلاق النار، فإن المنطقة ما زالت تغلي، والقدس بشكل خاص حساسة إزاء طرد عائلات فلسطينية من بيوتها في الشيخ جراح وصراعات السيطرة على الحرم، وسيكون من السهل نسبيا إشعال هذا الحريق من جديد، وهنا يتبن أن إسرائيل بحاجة إلى خطوات في الحرم تبني الثقة مع الأردن والسلطة، ولكن نتنياهو يخشى أن هذه الخطوة ستورطه مع أحزاب اليمين، في الوقت الذي تكون فيه علاقته مع ملك الأردن، متعكرة".
وأفادت بأنه "تنتظر نتنياهو ثلاثة امتحانات في غزة والضفة؛ الامتحان الفوري يتعلق بالرد على الصاروخ الأول، علما بأن إسرائيل فشلت في هذا الامتحان سنوات كثيرة، وفي هذه المرة رئيس الأركان، أفيف كوخافي، أوصى نتنياهو وغانتس برد دراماتيكي على أي هجوم من غزة؛ وسنرى ما إذا كان سيتم تطبيق توصيته".
والامتحان الثاني يتعلق بازدياد قوة "حماس"، في "السنوات السبع الأخيرة.. زادت ترسانة الصواريخ لدى حماس، وتم تطوير المدى ودرجة الضرر التي يمكن أن تتسبب بها، وجزء من المسؤولية عن ذلك يوجد في إسرائيل. مواد ثنائية الاستخدام تم تهريبها في المعابر إلى القطاع؛ ساعدت على تحسين الصواريخ، والجيش سيكون بحاجة إلى العثور على طرق لتشديد الرقابة، والحكومة ستكون بحاجة إلى الإقرار؛ هل ستقوم بخطوات هجومية لوقف زيادة القوة هذه، مثلما تفعل في سوريا ولبنان ضد حزب الله؟".
وأما الامتحان الثالث و"الأهم منها جميعا، فيتعلق بالاستراتيجية في الساحة الفلسطينية، فخلال سنوات امتنع نتنياهو عن إجراء أي نقاش استراتيجي في هذا الأمر، وعمليا، اتبع سياسة غير علنية سعت إلى التهدئة مع حماس مقابل "غض النظر" عن زيادة قوتها".
وكشفت أن العديد من قادة جهاز الأمن الإسرائيلي، يعتقدون أن "المعركة الأخيرة أثبتت أن إسرائيل بحاجة إلى التغيير، أو على الأقل إلى نقاش جدي في السياسة، ومن المشكوك فيه أن يحدث ذلك طالما أن نتنياهو يستثمر معظم جهوده في المعركة على بقائه".