يواجه
الاحتلال لحظة حاسمة في مفاوضاته مع
حماس بشأن الأسرى، حيث يقترب
الموعد النهائي يوم السبت القادم وسط ضغوط أمريكية مكثفة.
الخيارات المطروحة
تتراوح بين صفقة تضمن الإفراج عن الأسرى أو تصعيد عسكري واسع بدعم من واشنطن، رغم
إعلان حماس اليوم عن الأسرى الثلاث الذين من المفترض إطلاق سراحهم.
في مقال نشرته صحيفة "
إسرائيل اليوم"، أكدت الكاتبة شيريت أفيتان
كوهن أن المشهد السياسي والعسكري لدى الاحتلال يشهد توتراً متزايداً مع اقتراب موعد حاسم
يوم السبت القادم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، حيث سيكون أمامها خياران
لا ثالث لهما إتمام صفقة الأسرى أو التصعيد العسكري الواسع ضد قطاع غزة، فيما
وصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ"فتح بوابات الجحيم".
السيناريو الأول: صفقة بضغط أمريكي
بحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطًا كبيرة على
حركة حماس، بدعم مباشر من ترامب، لدفعها إلى الإفراج عن تسعة من الأسرى
خلال الأيام المقبلة. يهدف هذا التحرك، من بين أمور أخرى، إلى منع
عودة الحرب، وكذلك لإحياء المحادثات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، والتي قد
تتضمن تمديد الهدنة وضخ المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ورغم امتناع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن التصريح بعدد الأسرى المتوقع
الإفراج عنهم خلال الأيام القليلة المقبلة، حتى لا يؤدي ذلك إلى تعثر الصفقة، فإن
مصادر أمريكية ووسطاء إقليميين يبذلون جهودًا مكثفة لإعادتها إلى مسارها الصحيح.
اظهار أخبار متعلقة
وفقاً للمعلومات المتاحة، فإنه من المفترض أن يتم يوم السبت إطلاق
سراح ثلاثة أسرى فقط. ومع ذلك، فإن هناك توقعات بأن تبادر حماس خلال الأيام
المقبلة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء الذين تشملهم المرحلة الأولى من
الصفقة، كخطوة لإبداء حسن النية، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة التالية من
التفاوض.
نجاح هذا السيناريو يعتمد على استمرار الضغط الأمريكي، وكذلك على مدى
جدية التهديد باستئناف العمليات العسكرية في حال فشل الصفقة.
السيناريو الثاني: استمرار الصفقة بشروط حماس
ترى الكاتبة أنه في هذا السيناريو، "تتراجع حماس عن بعض شروطها المتشددة
وتلتزم بإطلاق سراح الأسرى الثلاثة يوم السبت، كما كان مخططًا مسبقًا. وفي
المقابل، تواصل إسرائيل تنفيذ التزاماتها، بما في ذلك الإفراج عن الأسرى
الفلسطينيين والسماح بدخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة".
اظهار أخبار متعلقة
يضمن هذا السيناريو استمرار المحادثات حول المرحلة الثانية من الصفقة، لكنه
يواجه معارضة قوية من داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وتحديدًا من قبل أحزاب
اليمين المتطرف، وعلى رأسها "الصهيونية الدينية"، التي ترفض أي اتفاق
يتضمن انسحابًا من محور فيلادلفيا دون ضمانات أمريكية واضحة بعدم بقاء
حماس كجهة حاكمة أو عسكرية في القطاع.
السيناريو الثالث: بوابات الجحيم
وقالت الكاتبة "إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى بحلول ظهر السبت، فإن
إسرائيل، بدعم مباشر من البيت الأبيض، قد تلجأ إلى تصعيد عسكري شامل، استجابةً
لإنذار ترامب".
وبحسب ما كشفه مصدر إسرائيلي مطلع على مداولات
"الكابينت"، فإن الاستعدادات العسكرية جارية لشن حرب جديدة تشبه من حيث
القوة والشمولية الشهر الأول من القتال بعد 7 أكتوبر.
يؤكد المصدر أن أي عملية عسكرية جديدة ستكون أكثر عنفًا، مع استخدام ترسانة
ذخائر متجددة، ودون التزامات بتقديم مساعدات إنسانية للقطاع.
كما أن واشنطن أعطت
تل أبيب ضوءًا أخضر لممارسة أقصى درجات الضغط على حماس، بما في ذلك استخدام الفيتو
في مجلس الأمن لمنع أي تحرك دولي يوقف الهجوم الإسرائيلي.
وفي المقابل، يبدو أن حماس مستعدة أيضًا لاستئناف القتال، ما يجعل هذا
السيناريو مفتوحًا على تصعيد قد يكون الأخطر منذ بدء الحرب.
السيناريو الرابع: الصفقة الكاملة أو الحرب
رغم أن هذا السيناريو لا يبدو مرجحًا، إلا أن بعض الأصوات في أوساط الاحتلال تدعو إلى موقف حاسم يقضي بالإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، وإلا فإن البديل
الوحيد هو الحرب.
ومع ذلك، فإن هذا الخيار غير مفضل لدى صناع القرار، لأن حماس
تسعى للحفاظ على أوراق التفاوض عبر إطلاق الأسرى على مراحل، بهدف ضمان استمرار
المفاوضات وتأمين بقائها كجهة حاكمة في غزة.
اظهار أخبار متعلقة
من بين وزراء "الكابينت"، كان وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش
الوحيد الذي طالب بتنفيذ إنذار ترامب بحذافيره، إلا أن باقي الوزراء يخشون أن يؤدي
هذا الخيار إلى انهيار الصفقة تمامًا، دون تحقيق أي مكاسب.
بين الصفقة والحرب
ويسعى الاحتلال وفقًا لمقال شيريت أفيتان كوهن في "إسرائيل
اليوم"، إلى تحقيق أقصى المكاسب من الصفقة دون التراجع عن هدفها الرئيسي
المتمثل في القضاء على حماس.
ومع ذلك، فإن المتغيرات الجديدة في البيت الأبيض والدعم
الأمريكي غير المحدود قد يفرض على حماس تبني نهج مختلف عن السابق، خاصة بعدما فقدت
الكثير من أوراق الضغط في ظل المتغيرات الدولية الأخيرة.