أثار غياب حركة
فتح عن المشهد الجاري في
فلسطين، التي خاضت بكل مناطق الوجود فيها معركة مع الاحتلال، لتثبيت الحق في
المسجد الأقصى، ودفع اعتداءاته، تساؤلات حول ما تقوم به، واختفاء دورها وأجهزتها.
وسط شكاوى لقياداتها بتجاهل دولي.
التجاهل على الصعيد الدولي، كشفه أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح،
جبريل الرجوب، الذي قال؛ إن "أي من الزعماء العرب لم يتصل برئيس
السلطة محمود عباس، خلال العدوان
الإسرائيلي الحالي".
وفي مقابلة مع تلفزيون "فلسطين"
التابع للسلطة، اتهم جبريل الرجوب أطرافا عربية، دون تسميتها،
بـ"التواطؤ" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتكريس
"الانقسام الفلسطيني".
وقال الرجوب: "بعض الأدوات العربية تفرض
حصارا سياسيا واقتصاديا، ولا زعيم عربي اتصل بالرئيس أبو مازن".
وأضاف: "ليش قاطعين عنا كل شيء، ومسكرين
تلفوناتكم؟ عليكم واجب وضريبة، هذه معركة إسلامية مسيحية تدافع عن كرامتكم.. الشعب
الفلسطيني في خط الدفاع الأول عن كرامتكم وبترولكم وأمنكم".
وطرحت تساؤلات فلسطينية عن ما تفعله حركة فتح
في هذه اللحظة، التي تهدأ فيها أصوات المدافع، وغياب أي قرارات لها، وهو ما عبر
عنه الكاتب الفلسطيني الدكتور إبراهيم أبراش.
وقال أبراش في مقال له عبر وسائل إعلام؛ إن
العالم كله انفعل وتفاعل مع ما يجري في القدس وغزة، وكل ربوع الوطن، بينما القيادة
الفلسطينية هي الأقل انفعالا وفعلا بما يجري .
وتساءل أبراش: "أين منظمة التحرير واللجنة
التنفيذية، ورئيسها وهل ما زالوا يبحثون الأوضاع ليقرروا ما يعملون؟ أين حركة
فتح ولجنتها المركزية الذين لم نعد نسمع لهم صوتا، بينما كانت تصريحاتهم
وتغريداتهم لا تتوقف في أمور أقل شأنا مما يجري؟".
وطرح أبراش تساؤلات عن الإعلام الرسمي للسلطة
وتلفزيون فلسطين، الذي قال إنه "وقف موقف المتفرج والمحايد، ولم يتحرك إلا بعد
أن أصبحت بعض الفضائيات العربية، وخصوصا قناة الجزيرة فلسطينية أكثر من تلفزيون
فلسطين؟".
ولفت إلى أن العالم بعد جولات الحرب السابقة في غزة، وبعد أن تهدأ
الأمور، كانت قيادة المنظمة والسلطة، "تستلم مجددا زمام الأمور ويخاطبها
العالم كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولكن في الحالة الراهنة، الأمر مختلف وهناك ممثلون جدد فرضوا حضورهم
والعالم سيتعامل معهم، سواء تعلق الأمر بملف القدس أو الأوضاع في غزة".
وشدد على أن "ما يجري يؤسس لحالة وطنية
جديدة، وستحتاج لقيادة جديدة إن لم تتدارك قيادة السلطة والمنظمة الأمر، والزمن
سيتجاوزها، وعلى حركة فتح ان تتذكر أنها انتزعت قيادة الشعب والمنظمة بعد معركة
الكرامة ونتيجة كفاحها المسلح".
من جانبهم، تساءل مغردون كذلك عن غياب حركة فتح
والسلطة عن المشهد، في ظل المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال، ومشهد مقاومة
الشعب الفلسطيني في أنحاء فلسطين كافة.
وقال المغردون: