سياسة دولية

إيران قد تمدد "اتفاق الذرية" شرط مضي مباحثات فيينا بشكل صحيح

تخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي مباحثات في فيينا بهدف عودة الولايات المتحدة لها- جيتي
تخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي مباحثات في فيينا بهدف عودة الولايات المتحدة لها- جيتي

أعلنت إيران، الإثنين، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنها قد تمدد اتفاقا تقنيا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات التفتيش، بحال مضي المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي على "المسار الصحيح".

 

من جهتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الصفقة القديمة لم تعد صالحة لأي من طهران وواشنطن.

فالإيرانيون يطالبون بالسماح لهم بالاحتفاظ بمعدات إنتاج الوقود النووي المتقدمة التي قاموا بتركيبها بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الاتفاقية، ورفع العقوبات.

من جانبها، تقول إدارة بايدن إن استعادة الصفقة القديمة هي مجرد نقطة انطلاق. يجب أن يتبع ذلك على الفور اتفاق على الحد من الصواريخ ودعم الإرهاب، وجعل من المستحيل على إيران إنتاج وقود كافٍ لصنع قنبلة لعقود.  

 

ومنذ مطلع نيسان/أبريل، تخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا والصين)، مباحثات في فيينا بهدف عودة الولايات المتحدة بعد انسحابها الأحادي منه عام 2018، وعودة طهران لالتزاماتها التي كانت تراجعت عنها بعد الانسحاب.

 

ويحضر وفد أمريكي في العاصمة النمساوية من دون خوض مباحثات مباشرة مع الوفد الإيراني، ويتولى الأطراف الآخرون التنسيق مع كل منهما.

 

وكانت إيران أبرمت اتفاقا تقنيا لثلاثة أشهر مع الوكالة، يتيح للأخيرة مواصلة "مراقبة وتسجيل كل النشاطات الرئيسية"، وفق ما أفاد مديرها العام رافايل غروسي في تصريحات سابقة.

 

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن الاتفاق التقني يمتد "حتى 21 أيار/مايو". وأضاف في مؤتمر صحفي: "أحد الخيارات لما بعد 21 قد يكون، بالتنسيق بين الطرفين، وفي حال كانت المباحثات على المسار الصحيح وطهران موافقة بالطبع، يمكن (للمهلة) أن تمدد بطريقة ما".

 

وتابع: "لأننا غير متعجلين لإنجاز هذه المباحثات، إضافة إلى أننا لا نسمح بالمماطلة والتسويف (...) لا نريد لأي تاريخ أن يمنع فريقنا المفاوض من تنفيذ تعليمات طهران بدقة".

 

وحسب تقرير الـ"نيويورك تايمز" فإن استعادة اتفاق 2015، بكل عيوبه، يبدو ممكنًا، وفقا لمسؤولين أوروبيين وإيرانيين وأمريكيين. لكن الحصول على ما وصفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن باتفاق "أطول وأقوى" يمنع إيران من تكديس المواد النووية لأجيال، ويوقف تجارب الصواريخ وينهي دعم الجماعات الإرهابية، يبدو بعيدًا أكثر من أي وقت مضى.

  

ونقلت الصحيفة عن فالي نصر، المسؤول الأمريكي السابق الذي يعمل الآن في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، قوله إن "إيران والولايات المتحدة تتفاوضان بالفعل على صفقات مختلفة، لهذا السبب كانت المحادثات بطيئة للغاية".


وبحسب الصحيفة، يرى الأمريكيون أن استعادة الصفقة القديمة خطوة أولى لشيء أكبر بكثير. لكن الإيرانيين يرفضون حتى مناقشة اتفاقية أكبر. 


وتؤكد الصحيفة أن المحادثات بين البلدين تتم في ظل قيود سياسية دقيقة. على الرغم من أن المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، قد دعم محادثات فيينا، فإن روحاني وظريف يتعرضان للسخرية من قبل المتشددين الأقوياء في طهران.


وفي أمريكا يشكك الجمهوريون في الصفقة ويتعاطفون مع الرفض الإسرائيلي لعودة الصفقة.

التعليقات (0)