هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أحد أبرز وأهم كتاب الدراما التاريخية، وتعد أعماله الدرامية من أشهر وأفضل ما قدمته الدراما العربية.
يحرص على الدقة التاريخية كثيرا في ما يكتب، فالتاريخ من أصعب العلوم لأن الدقة فيه تتطلب مجهودا استثنائيا وقراءة موسوعية لجميع وجهات النظر حول الواقعة الواحدة، وهو ينطلق من ثقافة موسوعية خصبة ومتعددة.
كاتب متعدد مجالات الإبداع فهو كاتب درامي، وشاعر، وكاتب قصة قصيرة، ومؤلف مسرحي، وناقد وباحث أكاديمي.
ولد وليد سيف في مدينة طولكرم بالضفة الغربية عام 1948، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس طولكرم. وبعد أن أنهى الثانوية العامة التحق بالجامعة الأردنية عام 1966 وحصل منها على شهادة البكالوريوس في اللغة والأدب العربيين، كما حصل على شهادة الدكتوراه في اللغويات من مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن عام 1975.
عمل بعد تخرجه محاضرا في قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية مدة ثلاث سنوات قبل أن يترك القسم ليعمل كاتبا متفرغا للدراما التلفزيونية.
وحضر اسم سيف في بداية تجربته شاعرا على الرغم من قلة إنتاجه الشعري وانقطاعه عنه، بعد أن استحوذت الكتابة التاريخية على تفكيره وصنعت شهرته.
ونشر سيف تجربته الشعرية الأولى في صفحات المجلات، مثل "الأفق الجديد"، و"الآداب البيروتية"، وأصدر ديوانه الأول "قصائد في زمن الفتح" عام 1969.
وفي السبعينيات أصدر ديوانه الثاني بعنوان "وشم على ذراع خضرة" عام 1971، وبعدها أصدر ديوانه الثالث "تغريبه بني فلسطين" عام 1979.
امتلكت أعمال سيف الشعرية الحس الجماعي بالمعاناة والهم العام الفلسطيني، خصوصا تلك المتعلقة بطرح الأسئلة الإنسانية والوطنية والاجتماعية.
وأصبح عام 1987 مديرا للإنتاج التعليمي في جامعة القدس المفتوحة التي ساعد في إعداد برامجها التحضيرية. وتنهل الدراما التلفزيونية التي يكتبها وليد سيف من التراث العربي الغني. وهو يكتب أيضا مسرحيات ومقالات تتناول المأساة الراهنة التي يعانيها الشعب الفلسطيني. ومن بينها كتب مسلسل "الدرب الطويل" وهو دراما تلفزيونية تحكي حياة أجيال متعددة لعائلة فلاحة فلسطينية.
عمل سيف على تقديم التاريخ خارج أبعاده التقليدية، كما أنهحرص على تحرير الدراما من التزامها بالرواية الرسمية والتاريخ الحرفي، وعمل على توظيف التراث العربي والإسلامي في نطاق سياقات جديدة، وقد شكل فريق عمل مع المخرج السوري حاتم علي وقدما معا أعمالا درامية وتاريخية توضع في قائمة الأعمال التي تركت بصمة واضحة على خارطة الدراما العربية.
إذ يصنف الكثير من النقاد "ثلاثيته الأندلسية" على أنها العمل الأبرز في التاريخ الفني في المنطقة العربية حتى الآن، حيث شكل مع المخرج حاتم علي والممثلين تيم الحسن وجمال سليمان ومحمد مفتاح خماسيا نال إعجاب الكثيرين، بالرغم من تأجيل العمل الرابع للسلسلة الأندلسية "آخر أيام غرناطة" لأكثر من مرة لظروف مختلفة.
ومن أهم كتاباته الدرامية التي تشارك فيها في البداية مع المخرج الأردني صلاح أبو هنود ثم مع المخرج حاتم علي: "الخنساء" إخراج صلاح أبو هنود (1977). "عروة بن الورد" إخراج صلاح أبو هنود (1978). "شجرة الدر" إخراج صلاح أبو هنود (1979 ). "المعتمد بن عباد" إخراج عبد الوهاب الهندي (1981). " طرفة بن العبد" إخراج صلاح أبو هنود (1982 ). "جبل الصوان" إخراج صلاح أبو هنود (1983). "بيوت في مكة" إخراج علاء الدين كوكش (1984). "الصعود إلى القمة" إخراج صلاح أبو هنود (1985). "ملحمة الحب والرحيل" إخراج وفيق وجدي (1869). "الدرب الطويل" إخراج صلاح أبو هنود (2000). "صلاح الدين الأيوبي" إخراج حاتم علي (2001 ). "صقر قريش" إخراج حاتم علي (2002 ). "ربيع قرطبة" إخراج حاتم علي (2003). "التغريبة الفلسطينية" إخراج حاتم علي (2004). "ملوك الطوائف" إخراج حاتم علي (2005). "عمر" إخراج حاتم علي (2012).
وليد سيف قرر منذ اللحظة الأولى ألا يتنازل عن المستوى البلاغي الأدبي وفقا لمقتضيات الموقف الدرامي والعصر الذي تدور فيه الأحداث. وهو يرى أن التعريف القديم للبلاغة بأنها "موافقة الكلام لمقتضى الحال" صحيح ومفيد لمن يكتب النصوص التاريخي.
إضافة إلى الدراما والشعر أصدر وليد سيف عام 2016 كتاب "الشاهد المشهود: سيرة ومراجعات فكرية"، وهو سرد روائي لسيرته، حيث تحدث فيه وليد سيف عن ولادته في مدينته طولكرم، وعن حياته اليومية بين أشجار وشوارع وأحياء مدينته طولكرم، وصولا إلى حياته الدرامية.
وأصدر أخيرا رواية "مُلتقى البحرين"، الصادرة عن دار الأهلية في عمان، وتعتبر هذه الرواية هي الرواية الأولى للكاتب، فبعد التجربة الدرامية والشعرية ها هو يخوض تجربة الكتابة الروائية. وترى هبة عصام في حديث مع "عربي21" "أن رواية ملتقى البحرين ذات أسلوب لغوي محبب، لكنه الأسلوب المعتاد للكاتب ولم يختلف عن أسلوبه الدرامي في الأعمال التلفزيونية التي قدمها، حتى أنه قد يخيل للقارئ أنه عمل درامي لم يكتب له أن يتم بصورة تجعل منه عملا تلفزيونيا، فكان رواية أشبه بنموذج مصغر لما سبق من أعمال تاريخية صيغت بأسلوب حكائي أدبي جيد".
وفي رثاء شريكه ورفيق مسيرته في الدراما حاتم علي يعترف وليد سيف أن الكلمات تخونه طالبا أن يكون إرث حاتم علي شاهدا عليه وأن يكون طريقا إلى المستقبل، مؤكدا أن النص الضعيف لا يستطيع إنقاذه مخرج حاذق مهما كانت موهبته، وفي المقابل فإن الإخراج الهزيل ممكن أن يهبط بالنص الممتاز مهما يكن مستوى تميزه، وأن الأمر يتطلب تكامل الجانبين.