صحافة إسرائيلية

تحذيرات إسرائيلية من فوضى عارمة يشهدها الائتلاف والمعارضة

كاتب إسرائيلي: الكنيست يشهد انتشار رائحة نفاذة للانتخابات- جيتي
كاتب إسرائيلي: الكنيست يشهد انتشار رائحة نفاذة للانتخابات- جيتي

قال كاتب إسرائيلي؛ إن "الانتخابات بدأت تلوح في الأفق، وفيما يتزايد الضغط داخل حزب الليكود على رئيس الوزراء للانفصال عن أزرق-أبيض، فإن زعيم الأخير بيني غانتس الذي يشعر بوقوعه في الفخ، يحرق الجسور بيد واحدة من خلال إنشاء لجنة التحقيق في شراء الغواصة، ويحاول من جهة أخرى التمسك بتسوية الميزانية الحكومية".


وأضاف ماتي توكفيلد في تقريره بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "الكنيست يشهد انتشار رائحة نفاذة للانتخابات، بالتزامن مع تفكك الأطر، والهجمات المتبادلة، ومفردات التلاوم الثنائية، كل هذا حدث بكثافة عالية، ليس فقط بين التحالف والمعارضة، وهو أمر يحدث بشكل روتيني، ولكن داخل التحالف الحكومي نفسه، خاصة أن المواجهة المستمرة بين الليكود وأزرق أبيض ارتفعت بمقدار عشر درجات".


وأشار إلى أنه "رغم كل هذه الفوضى، فليست كل الطرق تؤدي لإجراء الانتخابات، ويبدو أن نتنياهو مستعد لمنح التحالف فرصة أخرى، مع التحضر لصياغة استراتيجية للرد على خطوة غانتس، والاستنتاج الذي توصل إليه المحيطون بنتنياهو يشير إلى أنه رغم كل شيء، فإن وجهه غير جاهز للانتخاب في الوقت الحالي، لكن الأمور بالنسبة إلى غانتس، أكثر تعقيدا". 


وأوضح أن "وقوف غانتس بمفرده من المحتمل أن يسرع من نهايته السياسية في حملة انتخابية قد يفقد فيها كل مكانته، ليس فقط باعتباره رئيس وزراء بديلا على الورق، وهو ما لن يقبله، ولكن أيضا كونه وزيرا للحرب. ووفقا لاستطلاعات الرأي في الوقت الحالي، فإذا كانت هناك انتخابات، فسيكون غانتس إما وزير عاديا في حكومة نتنياهو، أو عضوا كاملا في الكنيست والمعارضة، وهو احتمال شديد القسوة".


وأكد أنه "وفقا لتعبير غانتس، فإن فوضى عارمة ستشهدها الحلبة الحزبية الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة، ليس بالضرورة فقط أمام نتنياهو، وإنما أمام كبار أعضاء حزبه هو بالذات، أزرق-أبيض، صحيح أنه ينفي بشدة أنه قبل الاستسلام بشأن قضية الميزانية، لكن وراء الكواليس، لا يتوقف أبدا عن إرسال مبعوثين، ويتلمس طريقهم مع كبار أعضاء الليكود ليرى كيف ينزلون من هذه الشجرة بأقل قدر ممكن من الضرر". 


وأشار إلى أن "غانتس يريد جدولا زمنيا ملزما لميزانية 2021 للسماح له بالتراجع، أما نتنياهو فهو ليس في عجلة من أمره للتعاون، ويرفض الحلول المقترحة، ويعرف غانتس أن نتنياهو لن يرمش له جفن، لكنه لن يتخلى عن التناوب أبدا رغم علمه بأنه لن يحصل عليها، وهو لن يعطي هذه الهدية لنتنياهو، حتى لو كانت انتخابات".


وأكد أنه "في رسائله الأخيرة لنتنياهو، أشار غانتس لقراره تشكيل لجنة تحقيق في فضيحة الغواصة، مما سيصيب نتنياهو بالجنون، وتفجير كل شيء، لكنه في الرسائل نفسها، أوضح من خلال فريقه لكبار أعضاء الليكود أنه أنشأ عن عمد لجنة بلا أسنان، هدفها إرضاء القاعدة الحزبية فقط، وتعهد بعدم إلحاق أي ضرر بنتنياهو بعد تشكيل اللجنة، لأنه لا يريد خلط جميع الأوراق، والمهم بالنسبة له أن يخرج بشكل لائق".


في الاتجاه اليميني، رأى الكاتب أن "نتنياهو يعتقد أن نفتالي بينيت يوسع كتلة اليمين بشكل كبير، ومنذ انضمامها للمعارضة، نمت الكتلة إلى 67 مقعدا في صناديق الاقتراع، وفق استطلاعات الرأي، ولا يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت هذه المقاعد ستذهب إليه بالفعل، أما السيناريو الذي يفضل فيه اليمين الذهاب مع يائير لابيد، هو مصدر قلق نتنياهو الحقيقي". 


وأشار إلى أن "نتنياهو يشعر بفقدان السيطرة على الأحداث، لأن بينيت تسبب له بقدر كبير من عدم اليقين، فهو يحاول إقناعه بالتزام صريح بالانتماء لكتلة اليمين، والتخلي عن إمكانية السير مع لابيد، ولكن في هذه المرحلة، لا يتعجل بينيت بالتعاون، صحيح أنه لن يذهب مع لابيد بعد الانتخابات، لكنه لم يعرب عن التزامه تجاه نتنياهو، وكان قراره الترشح لرئاسة الوزراء بمفرده يهدف للتهرب من رغبة نتنياهو في الولاء".


وأكد أن "أضواء نتنياهو التحذيرية حول سلوك بينيت المستقبلي بعد الانتخابات، تتمثل في حقيقة أنه لم يتعهد بتزكيته مرشحا لتشكيل الحكومة، لأن بينيت يحقق الآن نتائج غير عادية في استطلاعات الرأي، وبمفرده".

التعليقات (0)

خبر عاجل