هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي؛ إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعدّ رئيس أركان الجيش مساعدا لوزير الحرب المنافس بيني غانتس، مما يعيد إلى الأذهان عام 1996، بعد أيام قليلة من الانتخابات التي هزم فيها شمعون بيريس، حين استدعى نتنياهو عضوا بارزا في حزب الليكود مقربا منه للتشاور معه حول المهام المقبلة، بما في ذلك
تشكيل ائتلاف حكومي جديد وتعيينات وزارية.
وأضاف بن كاسبيت في
مقال على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "الرجل المقصود في
حينه كان قائد الجيش الجنرال أمنون ليبكين شاحاك، الذي أصبح لاحقا يساريا سياسيا،
لكن الجيش الإسرائيلي كان في حينه مؤسسة حكومية رسمية للغاية، وقائده يحظى
بالاحترام العام، لكن نتنياهو حدد بحسه الشديد التهديد السياسي الذي يشكله له
الجيش قبل ظهوره بوقت طويل".
اقرأ أيضا: FT: هذا ما دفع ابن سلمان للقاء نتنياهو في "نيوم"
وأوضح بن كاسبيت،
وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الأمني والسياسي، ومقدم البرامج الإذاعية
والتلفزيونية، أنه "بعد ذلك بثلاث سنوات، أسس شاحاك حزب الوسط، جنبا إلى جنب
مع تاركي الليكود يتسحاق مردخاي ودان مريدور وروني ميلو، وأدى تأسيس الحزب لإضعاف
الليكود، وساعد زعيم حزب العمل إيهود باراك، وهو قائد سابق آخر للجيش على هزيمة
نتنياهو في انتخابات 1999".
وأكد أنه
"اليوم بعد عشرين عاما، لم يتغير شيء، حيث يستمر نتنياهو باستهداف الجنرالات
العسكريين والتهديدات التي يمثلونها بوصفهم يساريين، وهذه المرة، وضع رئيس أركان
الجيش الجنرال أفيف كوخافي في مرمى النيران، لأن خطيئته أن يكون تحت حماية وزير
الحرب بيني غانتس، وهو قائد سابق للجيش، وحاليا عدو سياسي مرير لرئيس الوزراء،
لكن نتنياهو يتطلع لأن يدير شؤون الدولة بمفرده، ويبقيهما خارج الحلقة".
وأشار إلى أنه
"في نوفمبر، سافر نتنياهو للسعودية دون إبلاغهما، ودون تعيين بديل مؤقت في أثناء
غيابه، ودون إجراء نوع المشاورات والمناقشات التي تسبق هذه الخطوة التاريخية،
وكذلك جاء قراره في سبتمبر 2019 بضم غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية، دون
إجراء مناقشة مهنية حول الآثار المحتملة لهذه الخطوة بعيدة المدى مع رؤساء الأجهزة
الأمنية الإسرائيلية، مما أدى لإغضابهم".
وأضاف أن
"نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لبيع الولايات المتحدة مقاتلات إف35 للإمارات
عشية التطبيع معها، دون مناقشة مع قادة الجيش والأمن، ولم يخبرهم مسبقا، وبحلول
الوقت اكتشف رؤساء الأجهزة الأمنية أن نتنياهو وافق على بيع المقاتلات بعد فوات
الأوان، وبات يحمل العصا من الطرفين، ولا يثق سوى بنفسه، ويتخذ القرارات بنفسه،
ويغذي جنون العظمة العميق تجاه الجنرالات، ويحد من طموحاتهم السياسية".
وأكد أن "شكوك
نتنياهو لا أساس لها من الصحة، فقد أحبط أحد الجنرالات محاولة إعادة انتخابه من
جديد، وهو باراك، وتحدى آخرون قبضته على السلطة على مر السنين، بينهم قادة الجيش
السابقون: شاؤول موفاز، ويتسحاق مردخاي، ومؤخرا موشيه يعلون، وبيني غانتس، ووزير
الخارجية غابي أشكنازي".
وأوضح أن "نتنياهو
وغانتس يواجهان قرارا دراماتيكيا بشأن تفكيك حكومة الوحدة، والاستعداد لجولة رابعة
من الانتخابات خلال عامين، ربما في الربيع، رغم أن غانتس يفضل السقوط على سيفه
الآن، بينما لا يزال يتمتع بقدر ضئيل من الفخر، والوقوف بدلا من انتظار نتنياهو
لإذلاله أكثر، ومع ذلك لا يملك غانتس الكلمة الفصل، والقرار يعود لنتنياهو".
وأشار إلى أنه
"حتى يتم اتخاذ قرار ما، يستمر نتنياهو في تلطيخ خصومه بوصمة اليسار القاتلة،
وأثارت رحلته للسعودية، ولقاؤه بولي العهد محمد بن سلمان قلقا كبيرا في إسرائيل
من إمكانية تكرار صفقة إف35 مع السعوديين، مع أن المملكة ليست الإمارات، وإن
تجهيزها بهذه المقاتلات المتقدمة مقلق للغاية، نظرا لنقاط الاحتكاك المحتملة مع
إسرائيل في البر والبحر".
وأضاف أنه
"يمكن للمملكة المحافظة على سرية هذه الصفقة، لكن موقفها المؤيد للغرب، لا
يجعلها في مأمن من الخضوع لفرضية تغيير النظام فيها، مما يشكل خطورة على أمن
إسرائيل، مع العلم أن نتنياهو، الذي انضم لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في
زيارته للسعودية، لم يبلغ شركاءه السياسيين، ولعله شارك مع إدارة ترامب في أيامها
الأخيرة بصفقة أسلحة ضخمة تضم إسرائيل والسعوديين والأمريكيين".
وقال إن "مثل
هذه الصفقة تمهد طريق السعوديين للتطبيع مع إسرائيل، لكن رئيس هيئة أركان الجيش
ووزراء الحرب والخارجية ورؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات ليس لديهم إجابات على هذه
التخوفات، وليس لديهم من يسألون عنه، لأن نتنياهو يمثل النموذج الفردي الذي يضرب
به المثل، الشخص الوحيد الذي يتحمل المسؤولية أمامه هو الرئيس الأمريكي السابق
دونالد ترامب".