صحافة دولية

صحيفة فرنسية: ابن سلمان الخاسر الأكبر من رحيل ترامب

غطى ترامب على الكثير من المواقف والتوجهات والاتهامات التي قام بها ابن سلمان منذ تسلمه مفاتيح النفوذ بالمملكة- جيتي
غطى ترامب على الكثير من المواقف والتوجهات والاتهامات التي قام بها ابن سلمان منذ تسلمه مفاتيح النفوذ بالمملكة- جيتي

نشرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن أبرز الزعماء المتضررين من انتخاب جو بايدن وخسارة دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية الأخيرة. 

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هزيمة ترامب سبّبت صدمة كبيرة لعدد من القادة الشعبويين والمستبدين في أنحاء العالم، حتى أن معظمهم لم يجرؤ على تهنئة جو بايدن خوفا من غضب ترامب.

الخاسر الأكبر

 
واعتبرت الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو الخاسر الأكبر في هذه المعركة. وفي هذا السياق، يقول باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في فرنسا: "لن يتمكن ابن سلمان بعد الآن من الوصول إلى البيت الأبيض مباشرة عن طريق العلاقات الشخصية المميزة مع جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب ومستشاره الدبلوماسي، الذي كان يغض الطرف عن جميع المشاكل التي يتورط بها، مثل قضية الصحفي المقتول جمال خاشقجي". 

وكان ترامب قد ربط علاقات وثيقة مع المملكة وأبرم معها صفقات أسلحة ضخمة دعما لحربها على اليمن، وعمل معها على تقويض أركان النظام الإيراني من خلال خنقه اقتصاديًا.

ويضيف بونيفاس: "بالنسبة لجو بايدن، فإنه يعتزم استئناف الحوار حول الملف النووي مع طهران". بينما يعتقد جيمس كوهين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السوربون، أن "ترامب قد يعقّد المهمة من خلال فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران إذا بقي يتمتع بشيء من السلطة".

حلفاء يفقدون "الدرع" الحامي

 
ومن بين الشعبويين المتضررين من خسارة ترامب - كما تقول الصحيفة - الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الذي يلقب بـ"ترامب أمريكا اللاتينية"، نظرا لأسلوبه وما يكنه من عنصرية ضد المرأة، وعدم اهتمامه بقضايا المناخ والاحتباس الحراري. 

ويؤكد بونيفاس أن "بولسونارو سيجد نفسه أكثر عزلة في أمريكا اللاتينية التي تميل بالتأكيد إلى اليمين، ولكن ليس اليمين المتطرف".

 

اقرأ أيضا : البايس: هزيمة ترامب تضرب الشعبوية لكنها لا تسقطها

 

ويضيف أنّ قادة "الديمقراطيات غير الليبرالية" في أوروبا، على غرار المجري فيكتور أوربان أو البولندي ياروسلاف كاتشينسكي، سيفقدون بخسارة ترامب "الدرع" الذي كان يوفر لهم الحماية.

ويتابع بونيفاس: "لقد شكلوا حلفا مع الشخص الذي يُعتبر أقوى رجل في العالم"، لكن "الأجواء لا تبدو ملائمة، وسيجدون أنفسهم أكثر عرضة للضغوط، لا سيما من الاتحاد الأوروبي".

لكن حلفاء ترامب قد يتشبثون وفقا للصحيفة، بأن الرئيس الأمريكي خسر أمام منافسه بفارق ضئيل جدا، كما أنه حصل على أصوات تفوق ما أحرزه في 2016 بنحو 10 ملايين صوت. 

 

ويعبّر جيمس كوهين عن مخاوفه من أن تشكيك الرئيس المنتهية ولايته في نزاهة الانتخابات ونشر أخبار زائفة عن مؤامرات تحاك ضده، يمكن أن يمنح أولئك القادة اليمينيين ضوءا أخضر ليفعلوا الشيء ذاته في بلدانهم.

ورغم أنه فقد حليفا قويا، تؤكد الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يخسر الكثير جراء هزيمة ترامب.

 

ويقول بونيفاس في هذا السياق: "أعلن جو بايدن أنه لن ينقل السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب. وإذا كان الرئيس المنتخب ينوي استئناف المحادثات مع الفلسطينيين، فلن يضغط على إسرائيل لتوقيع اتفاق ما".

ويذكّر كوهين من جانبه بأنّ "الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين صوتوا لفائدة بايدن".

ماذا عن الصين وروسيا؟

 
وفيما يتعلق بموقف الصين بعد خسارة ترامب، يقول بونيفاس: "إنها تفقد الخصم المثالي، الذي عزل أمريكا وسمح للصين بأن تدفع بيادقها على الساحة الدبلوماسية، وفي منظمة الصحة العالمية". 

وكان هوبرت فيدرين، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق قد توقّع في تصريحات أدلى بها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن تستمر أجواء الحرب الباردة بين البلدين "لأن هناك نزعة قومية صينية معلنة، ولأن الولايات المتحدة لن تتنازل عن مكانتها كأقوى دولة في العالم".

وتختم لوباريزيان بأن الرئيس الروسي الذي يعشق الظهور بصورة الرجل القوي مثل ترامب، سيخسر قريبا ورقته المفضلة.

التعليقات (0)