صحافة دولية

NYT: عالم منهك يحبس أنفاسه ترقبا لانتخابات أمريكا

انقسامات في دول ومجتمعات بين ترامب وبايدن في انتخابات تجتذب اهتمام العالم- جيتي
انقسامات في دول ومجتمعات بين ترامب وبايدن في انتخابات تجتذب اهتمام العالم- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا سلطت فيه الضوء على ترقب أنحاء مختلفة من العالم لنتيجة الانتخابات الأمريكية، التي يتنافس فيها كل من الرئيس دونالد ترامب وغريمه الديمقراطي جو بايدن على مفاتيح البيت الأبيض.

 

وبدأ التقرير، الذي ترجمته "عربي21" من الشرق الأوسط، قائلا: "لو كان العالم له حق التصويت في انتخابات أمريكا لكانت إسرائيل من أكثر النقاط الحمر في العالم (أي مع الجمهوريين)، فقد منح الرئيس دونالد ترامب الهدية وراء الأخرى لحكومة اليمين المتطرف مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وصولا إلى اتفاقيات التطبيع التي جعلت العالم العربي أقل عداء للدولة اليهودية".

 

ونقل التقرير عن "سالاي ميردور"، سفير الاحتلال الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، قوله إن فوز بايدن سيكون خسارة شخصية لبنيامين نتنياهو، و"قد نخسر ما كسبناه ولن نكسب المزيد".

 

وعادة ما تكون الانتخابات الأمريكية محط اهتمام العالم، لكن هذا العام استثنائي نظرا لتسيد ترامب الأخبار وإثارته أعصاب كل زاوية من العالم بطريقة لم يفعلها أحد في التاريخ الحديث.

 

والعالم يعيش على أحر من الجمر لمعرفة من سيفوز في انتخابات يوم الثلاثاء بعد أربعة أعوام من السياسة المتقلبة التي نفرت الحلفاء واحتقرت الأعراف.

 

وفي أوروبا، يعيش الألمان حالة من الهوس بشأن الانتخابات التي تحتل العناوين الرئيسية وعددا لا يحصى من تقارير البودكاست والبرامج الوثائقية، بعناونين مثل "ترامب المجنون والكارثة الأمريكية"، بحسب التقرير.

 

أما في أستراليا فإن هنالك محاولات للتغلب على القلق من الرهان على الفائز حيث تميل كل التوقعات نحو بايدن.

 

وفي كييف يخشى المسؤولون هناك من محاولة ترامب طلب دعم مباشر، ولا سيما أنه حوكم أمام الكونغرس بسبب ضغطه على الرئيس الأوكراني، فولدومير زيلنسكي، للبحث عن مواد ضارة ببايدن.

 

ولا توجد دولة في العالم راقبت الانتخابات الأمريكية بحس من الغضب والمظلومية مثل الصين، وهناك الكثير على المحك من التجارة إلى التكنولوجيا وفيروس كورونا والتي أدت لتردي العلاقات إلى أدنى مراحلها منذ اعتراف واشنطن بجمهورية الصين الشعبية عام 1979.

 

ويأمل القادة في الصين بهزيمة ترامب وتحسن في العلاقات. ويتعاملون مع خطاب بايدن المتشدد نحو بلادهم على أنه بمثابة تحد معقد.

 

وصور إعلام الدولة والناس العاديين في الصين السباق الانتخابي الأمريكي على أنه منافسة بين عجوزين.

 

وتساءلت مجلة "كايغين" عن المناظرة بين ترامب وبايدن قائلة: "لماذا تبدو المناظرة بين ترامب وبايدن مثل مشاجرة في سوق رطب؟".

 

وبدا الرئيس الصيني شي جينبينغ وكأنه يهاجم ترامب مباشرة الأسبوع الماضي، قائلا: "في العالم المعاصر لم تعد القرارات من طرف واحد أو الحمائية تنجح فيه".


وفي روسيا التي توصلت المخابرات الأمريكية إلى أنها شنت حملة دعائية لدعم حملة ترامب التي أوصلته إلى البيت الأبيض، اهتم الإعلام المؤيد للكرملين بإمكانية حدوث عنف وفوضى في الانتخابات الحالية، ما فتح المجال أمام المعلقين الناقدين للديمقراطية الأمريكية "المتعفنة" للقول "لقد حذرناكم" من أن هذا سيحدث.

 

وعنونت صحيفة "كوموسوليسكيا برافدا" مقالا بـ"هل تقترب أمريكا نحو الحرب الأهلية؟".

 

لكن غالبية الروس يقولون إن الفائز لا يهم. وقال صاحب محل تجاري صغير في موسكو: "كان ترامب رئيسا جيدا لنا لكن لا يهم.. ليكن بوتين رئيسا جيدا لروسيا".

 

تابع التطورات لحظة بلحظة عبر صفحة "عربي21" الخاصة بالانتخابات الأمريكية

 

وبالنسبة للأوروبيين فإن إعادة انتخاب ترامب تعني أن الأمريكيين يتخلون عن دورهم كقائد للتحالف الغربي. فبالإضافة للتشكيك بالناتو، فقد وصف ترامب الاتحاد الأوروبي بالمنافس للولايات المتحدة، وحاول أن يزرع الخلاف بين الدول الأوروبية ويدعم خروج بريطانيا من التكتل القاري، بجانب تساؤله عن خروج ألمانيا وفرنسا منه وتشجيعه الجماعات الشعبوية.

 

ويخشى القادة من أن يكون ترامب في ولاية ثانية أقل انضباطا وأن يتبع نزواته في رده على التحديات مثل "كوفيد-19" والذي أكد أنه سينتهي قريبا ورفض الالتزام بالاحتياطات مثل ارتداء القناع.

 

وانتخاب بايدن يعني بعبارات فرانسوا هايسبورغ المحلل الدفاعي الفرنسي "عودة للمدنية".

 

لكن المواقف بين المسؤولين البريطانيين متناقضة في ضوء الدعم الحماسي الذي قدمه ترامب للبريكسيت وعلاقته مع رئيس الوزراء بوريس جونسون.

 

ويخشى المسؤولون البريطانيون أن يهمل بايدن أولويتهم الأولى وهي اتفاقية التجارة بين البلدين. وربما كان جونسون بحاجة للقيام بعملية إصلاح للعلاقة مع مساعدي بايدن بسبب تصريحات أطلقها ضد الرئيس باراك أوباما عام 2016.

 

لكن الرأي العام البريطاني ليس قلقا من هزيمة ترامب، وتظهر استطلاعات الرأي دعما لبايدن بهامش كبير.

 

لكن ترامب لديه أنصاره في أوروبا الشرقية الذين يشعرون بأنهم مدينون له لأنه قوى الوجود الأمريكي على الحدود مع روسيا.

 

وعلى الحدود الأمريكية-المكسيكية يتابع المهاجرون الانتخابات بترقب فهي كما يقول جويل فيرنانديز، المهاجر الكوبي: "شعاع الأمل الوحيد الذي نملكه"، في إشارة إلى فوز بايدن.

 

ويقول الفنزويليون إنهم يراهنون على مساعدة ترامب للمعارضة الفنزويلية في التخلص من حكم نيكولاس مادورو "الديكتاتوري". ويقول جوليو أوريباري، الأستاذ بجامعة ماراكيبو: "كان ترامب هو الذي ساعد على إظهار مشكلة فنزويلا وجعل العالم يهتم بما يجري هناك".


وفي نيجيريا ينقسم سكانها المسلمون والمسيحيون حول الانتخابات. وبحسب القس جوزيف هاياب، مدير الجمعية المسيحية، فإن أجراس الكنائس ستدق يوم الأحد دعما لترامب، لأنه "جلب المسيحية إلى البيت الأبيض".

 

وبالنسبة للرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، الذي ساعد في فتح العلاقات الأمريكية مع كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونغ-أون، فإن فرصة التوصل إلى صفقة تظل أفضل مع ترامب.

 

ولكن الرأي العام الكوري قلق من تملق ترامب "لديكتاتور أعدم خاله وقتل مواطنا كوريا جنوبيا وفجّر كامل مكتب التنسيق"، كما يقول شيون سيؤونغ وون، مدير المعهد الكوري للوحدة الوطنية، مضيفا أن "ترامب صدم الكوريين الجنوبيين أكثر من مرة ووضعهم في حالة من التأهب".

 

وتظهر الاستطلاعات أن الرأي العام يفضل بايدن بنسبة أربعة مقابل واحد.

 

وواصل ترامب استعداء العالم قبل الانتخابات حيث توقع ضرب مصر سد النهضة الإثيوبي بشكل فاقم التوتر بين البلدين.

 

ويدعم معظم الإثيوبيين بايدن، لكن ياسر رزق، الصحفي المقرب من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصفه ترامب مرة بـأنه "ديكتاتوري المفضل" إن المصريين يدعمون ترامب و"للأسف ليس لنا صوت". 


ولكن فوز بايدن سيجعل قادة السعودية ومصر وتركيا بدون أصدقاء في واشنطن. وربما يدفع هذا السعودية، التي وصفها بايدن بالدولة المارقة، إلى تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي لمنع الإدارة المقبلة من تقييد العلاقات بين البلدين.

 

وبشكل مماثل لا يمنح فوز بايدن الكثير من الضمانات. وحتى بولاية ثانية لترامب فلربما اندفع للتفاوض مع إيران، خاصة أنه أعطى الجماعات الإنجيلية المؤيدة لإسرائيل ما تريده. ويرى ميردور سالاي السفير السابق أن ترامب كان بالتأكيد جيدا لإسرائيل لكن الأخيرة تعامت عن حقيقة تراجع القيادة الأمريكية في العالم وخلال السنوات الماضية؛ "ما تهتم به إسرائيل هو أمريكا قوية".

التعليقات (0)