هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت
اتهامات "متشابهة" وجهها بعض أعضاء البرلمان في طبرق، وكذلك مجلس الدولة ضد جماعة الإخوان
في ليبيا، حول عرقلة ملتقى تونس ومخرجاته ومحاولة السيطرة عليه، تكهنات بأن تكون
الخطوة محاولة لاستبعاد "الإسلاميين" عامة من المشهد الليبي المرتقب.
وقال
رئيس الكتلة الوطنية في مجلس الدولة الليبي، ناجي مختار، إن "البعض يحاول فرض جماعة
الإخوان كأمر واقع في ليبيا، وإن البعثة الأممية تقبّلت هذه الفكرة بقوة، وذهبت في هذا
الإطار، علما بأن المجلس لا يمثله الإخوان لا عددا ولا توجها"، وفق تصريحات صحفية.
"سيطرة
وتحكم"
في حين
زعم عضو البرلمان الليبي، محمد العباني، أن ما يجري في تونس طبخة أمريكية بنكهة إخوانية،
مشيرا إلى أن 45 أو يزيد من لجنة الحوار هم من أعضاء الجماعة أو من يدور في فلكهم،
وهذا يؤكد سطوة الإخوان على المشهد السياسي".
وقالت
عضو برلمان طبرق، صباح الترهوني، إن "أغلبية المشاركين في حوار تونس من التيار
الإسلامي ومتحالفين معهم، وهذا قد يؤدي إلى وجود إملاءات وتدخلات خارجية تؤثر على المشاركين في الحوار"، حسب كلامها.
"أجواء إيجابية"
في المقابل،
عبر رئيس حزب "العدالة والبناء" الليبي (إسلامي)، محمد صوان، عن تفاؤله والحزب
بأن يستكمل الاتفاق على ما تبقى من بنود خلال جولات الحوار المقبلة، واصفا ما حدث في
تونس بأنه حوار تم في "أجواء إيجابية"، وإن تخللها بعض المخاوف الناتجة عن
سنوات طويلة من الحروب والانقسام وفقدان الثقة، وفق بيان.
اقرأ أيضا: لماذا أخفق "ملتقى تونس" في حسم حكومة ورئاسة ليبيا؟
ويطرح
الهجوم الشرس باتهامات "متشابهة" على الإخوان تساؤلات حول إن كانت خطوة استباقية
لعزلهم ومؤيديهم من المشهد القادم بليبيا، وما صحة هذه الاتهامات؟ وما تأثيرها
على الجولة القادمة من الحوار؟
"تشتيت
وإقصاء"
من
جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة "الرأي" الليبية، حسين العريان، لـ"عربي21"
أن "ما يتم تداوله من تصريحات واتهام الإسلاميين بالانفراد أو السيطرة على جلسات
الحوار ما هو إلا لتشتيت الرأي حول القضايا المصيرية التي أهملتها البعثة بقصد، وهي:
الاستفتاء على مشروع الدستور، ومطالبتها بتشكيل لجنه قانونية لإعداد مشروع الانتخابات
القادمة".
وأضاف
في تصريحاته أن الهدف الآخر من هذه الحملة هو "تمكين عقيلة صالح من رئاسة المجلس
الرئاسي الجديد، والذي سيتمتع بصلاحيات واسعة وكافية تمكنه من السيطرة على البلاد وإقصاء
الجميع، لهذا يقومون بتوجيه الرأي العام على منصب رئيس الحكومة، وإبعاده عن رئيس المجلس
الرئاسي والاستفتاء على الدستور".
"إجحاف
وتضليل"
في حين
رأى الكاتب والمدون الليبي المراقب للملتقى، فرج فركاش، أن محاولة تصنيف كل من وقف ضد
الحرب الأخيرة على طرابلس أو ضد عسكرة الدولة بأنهم من "التيار الإسلامي"
هو "إجحاف وتضليل"، مضيفا: "ما أفشل حوار تونس في الوصول إلى النتيجة
النهائية والمرجوة هو اصطدامه بحائط الأسماء".
وأضاف
خلال تصريحات لـ"عربي21": "رأينا تحالفات بين تيار الكرامة (حفتر) وبين
الإسلاميين لدعم أسماء بعينها، وفي هذين التيارين نفسهما هناك انقسام وخلاف حول من سيتولى
المناصب التنفيذية، سواء في المجلس الرئاسي أو في الحكومة الجديدة، وهذا الخلاف والمال
الفاسد سيلقي بظلاله على الجولة القادمة".
اقرأ أيضا: ألاعيب خبيثة على خارطة الطريق الجديدة في ليبيا
وتابع:
"لا بد من خطة بديلة ربما تكون متوفرة من خلال المسار الاقتصادي والمسار العسكري،
وستلعب روسيا دورا مهما في الأيام القادمة بالتحالف مع تركيا، وربما بمباركة وتعاون
أمريكي ومصري، وستكون هذه المسارات أكثر حظوظا؛ نظرا لعلاقاتها مع القوى الفاعلة على
الأرض"، وفق تقديراته.
"أزمات
الإخوان"
في
المقابل، فإن المحلل السياسي الليبي، إسماعيل المحيشي، يرى أن "إخوان ليبيا ليس
لهم أي مشروع إلا البقاء في السلطة"، وقال: "هم يتحملون جزءا كبيرا مما وصلت
إليه البلاد الآن، وعندهم أزمات داخلية، ورأينا عدة استقالات لأعضائهم من الجماعة، لكن
هذا لا يعني إقصاءهم من المشهد السياسي الذي يجب أن يكون متنوعا".
وقال
لـ"عربي21": "الإخوان أعاقوا الكثير من الملفات والعلاقات مع العديد
من الدول، وبالرغم من هذه الأزمات، إلا أن وجودهم في ملتقى الحوار في تونس كان مهما
حتى نصل إلى حلول جذرية للأزمة، أما فشل الملتقى فليس بسببهم"، معتبرا أن
"الملتقى خطوة فاشلة قبل أن يبدأ؛ لأن البعثة الأممية لا تريد تحقيق حل سياسي في
ليبيا"، وفق رأيه.