سياسة دولية

هجوم قانوني لترامب وطلب ببدء التحقيقات.. وعرقلة لبايدن

ترامب مصر على موقفه المشكك بنتائج الانتخابات وبايدن ماض في اختيار مسؤولي إدارته- جيتي
ترامب مصر على موقفه المشكك بنتائج الانتخابات وبايدن ماض في اختيار مسؤولي إدارته- جيتي

واصل الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء، معاركه القانونية للطعن على نتائج الانتخابات الرئاسية، بعد أن طلب وزير العدل وليام بار من المدعين الاتحاديين التحقيق في أي مزاعم "ذات بال" عن مخالفات في عملية التصويت.

ودفعت تعليمات بار للمدعين المحامي المشرف على التحقيق في أي تلاعب بالأصوات إلى الاستقالة احتجاجا على ذلك. 

 

لمتابعة آخر المستجدات الخاصة بالانتخابات الأمريكية اضغط هنا

وجاء ذلك بعد انتقادات على مدار يومين لنزاهة الانتخابات من جانب ترامب وحلفائه الجمهوريين، الذين زعموا دون دليل حدوث تلاعب على نطاق واسع.

ولم يسلّم ترامب حتى الآن بفوز الديمقراطي جو بايدن الذي حصل يوم السبت على ما يفوق العدد المطلوب من أصوات المجمع الانتخابي للفوز بالرئاسة وهو 270 صوتا.

وأعلن ريتشارد بيلجر الذي شغل على مدار سنوات منصب مدير فرع الجرائم الانتخابية في رسالة داخلية بالبريد الإلكتروني للعاملين في إدارته استقالته من منصبه بعد أن اطلع على "السياسة الجديدة وتداعياتها".

وقالت حملة بايدن إن بار يغذي مزاعم ترامب غير المعقولة.


وفي وقت سابق يوم الاثنين رفعت حملة ترامب دعوى لمنع المسؤولين في بنسلفانيا من الإعلان رسميا عن فوز بايدن في الولاية.

وزعمت الدعوى أن نظام التصويت البريدي في الولاية يخالف الدستور الأمريكي بإقامة "نظام غير قانوني للتصويت على مستويين" حيث يخضع التصويت الشخصي لإشراف أكثر دقة من التصويت بالبريد.

فرص نجاح اعتراض ترامب


وقالت جيسيكا ليفنسون الأستاذة بكلية لويولا للقانون في لوس أنجلوس، إن من المستبعد أن تنجح الدعوى الأخيرة، وإنها "تبدو أشبه بتكرار لكثير من الحجج التي ساقها فريق ترامب القانوني في ساحة القضاء وخارجها".

ودعا فريق ترامب يوم الاثنين إلى الصبر لمتابعة الاتهامات بالتلاعب في الأصوات.

وقالت السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض، كايلي ماكيناني، للصحفيين: "الانتخابات لم تنته. أبعد ما تكون عن النهاية".

عدم اعتراف بفوز بايدن


وفي الوقت الذي يبدأ فيه العمل خلال الفترة الانتقالية يدرس فريقه اتخاذ إجراء قانوني في ما يتعلق بتأخير السلطات الاتحادية الاعتراف بفوزه على ترامب.

وعادة ما تعترف إدارة الخدمات العامة بالمرشح الرئاسي عندما يتضح فوزه حتى يمكن أن تبدأ عملية انتقال السلطة.

لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، ولا يلزم القانون الإدارة بموعد محدد للتحرك في هذا الاتجاه.


وقالت متحدثة إن إميلي ميرفي رئيسة الإدارة التي عينها ترامب في 2017 لم تحدد بعد من هو الفائز.
وقال أحد المسؤولين عن الفترة الانتخابية في فريق بايدن للصحفيين إن الوقت حان لكي تبت الإدارة في الأمر وإن الفريق الانتقالي سيدرس اتخاذ إجراء قانوني إذا لم يحدث ذلك.

 

الولايات التي لم تحسم بعد

  

وفي ما يأتي آخر نتائج التصويت في ولايات جورجيا وأريزونا ونورث كارولاينا:

جورجيا (16 صوتا في المجمع الانتخابي):


يتقدم بايدن بـ49.5% مقابل 49.3% لترامب مع فرز 99% من الأصوات حتى صباح الثلاثاء في الولايات المتحدة
بايدن: 2,469,353 صوتا
ترامب: 2,457,062 صوتا


نورث كارولاينا (15 صوتا في المجمع الانتخابي):
يتقدم ترامب بـ50% مقابل 48.7% لبايدن مع فرز 98% من الأصوات
ترامب: 2,734,561 صوتا
بايدن: 2,659,706 أصوات


أريزونا (11 صوتا في المجمع الانتخابي):
يتقدم بايدن بـ49.4% مقابل 49% لترامب مع فرز 98% من الأصوات
بايدن: 1,648,642 صوتا
ترامب: 1,633,896 صوتا


 



البيت الأبيض يمنع التعاون مع فريق بايدن


وأصدر البيت الأبيض، الذي ما زالت تسيطر عليه إدارة الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء، تعليمات لكبار المسؤولين الحكوميين تمنعهم من التعاون في الوقت الحالي مع الفريق الانتقالي للديمقراطي جو بايدن، الذي أعلنت كافة وسائل الإعلام فوزه بالانتخابات.

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء، للإشارة إلى "تلقي مسؤولين كبار في إدارات حكومية أمرا بعدم التعاون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن". 

وأوضحت أنّ الأوامر صدرت بعدما قام مسؤولون بإعداد كتيبات موجزة وتخصيص مساحات مكتبية لفريق بايدن المقرر قدومه إلى البيت الأبيض في وقت قريب هذا الأسبوع.

وبحسب الصحيفة، فقد أخبرت إدارة ترامب هؤلاء المسؤولين بأن انتقال السلطة "لن يتم الاعتراف به حتى يتم تأكيد انتخاب بايدن من قبل إدارة الخدمات العامة".

الجمهوريون يتظاهرن بفوز ترامب


وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها أيضا، إن ترامب خسر الانتخابات الرئاسية، لكن عددا من الجمهوريين يتظاهرون بأن هذا لم يحدث أبدا.  

وقالت إن يوم الاثنين جاء بعد يومين من  تقرير مصير السباق الرئاسي "يومان.. كان على الرئيس ترامب القبول بالخسارة والتعاون مع الرئيس المنتخب جوزيف بايدن وعملية نقل للسلطة منظمة. لكن الرئيس لم يظهر أي إشارة على القبول بالواقع أو احترام لإرادة المقترعين". 

وتضيف أن ما يطلق عليهم قادة الحزب الجمهوري الذين ساعدونه على مدى السنوات الأربع الماضية لخرق الأعراف الدستورية، يواصلون مساعدته على التشهير غير الشريف بالديمقراطية الأمريكية، وفق قولها. 

فقد أعلن السيناتور عن ساوث كارولاينا ليندزي غراهام، الأحد الماضي: "لم يخسر ترامب، ولا تتنازل، سيدي الرئيس وقاتل بشدة". 

وأشار إلى عدد من التجاوزات الهامشية والقليلة جدا لكي تؤثر على النتيجة. أما السيناتور تيد كروز عن تكساس، فقال: "لا يزال لدى الرئيس ترامب طريق للنصر، وطريقه هو كل صوت قانوني، ولكن ليس أي صوت مزور أو بطريقة غير قانونية". 

وألمح ماكونيل أيضا لوجود تجاوزات، قائلا: "يجب عد كل الأصوات القانونية، ويجب استبعاد كل الأصوات غير القانونية، ويجب أن تكون العملية شفافة ومراقبة ومن كل الأطراف". 

أوروبا: مرتاحون لرئيس أمريكي لا يعتبرنا خصما


واحتفت أوروبا بفوز بايدن، وأعرب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل عن ارتياحه للفرصة التي ستتاح للاتحاد للعمل مع "رئيس أمريكي لا يعتبر الاتحاد خصما".

وقال بوريل حول فوز بايدن: "هذه ليست مفاجأة، لأنها لم تكن انتخابات عادية"، مذكّرا بالاحتفالات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، عقب انتخاب بايدن رئيسًا للبلاد. 

وشدد بوريل على أن العديد من الأوروبيين سعداء بنتيجة الانتخابات، وأشار إلى أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كانت معقدة خلال رئاسة دونالد ترامب.

وأردف: "لدينا تاريخ طويل من العمل مع الولايات المتحدة على أساس القيم المشتركة، يسعدنا أن تتاح لنا الفرصة للعمل مع رئيس أمريكي لا يعتبرنا خصوما، ولا يؤمن بأن الاتحاد الأوروبي تأسس من أجل الاستفادة من الولايات المتحدة".

تصريحات طالبان لبايدن


من جانبها، دعت حركة طالبان الأفغانية اليوم الثلاثاء الإدارة التي سيشكلها الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى التمسك باتفاق فبراير شباط لسحب القوات الأمريكية.

وتسحب الولايات المتحدة القوات بمقتضى الاتفاق الذي ينص على إتمام الانسحاب بحلول مايو أيار 2021 وفق ضمانات أمنية معينة في حين تعقد طالبان محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية في الدوحة.

وفي أول تعليق مهم لها على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، قالت طالبان في بيان: "تود الإمارة الإسلامية أن تشدد للرئيس الأمريكي المنتخب الجديد والإدارة التي سيشكلها على أن تطبيق الاتفاق هو أكثر الأدوات معقولية وفعالية لإنهاء الصراع بين بلدينا".

ومع ذلك يتزايد العنف في مختلف أنحاء أفغانستان في وقت تشن فيه طالبان هجمات في عواصم الأقاليم وهو ما دفع الولايات المتحدة في إحدى الحالات إلى توجيه ضربات جوية وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المحادثات الجارية في العاصمة القطرية تقدما بطيئا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ستنتهي ولايته في كانون الثاني/ يناير قد جعل إنهاء الحرب في أفغانستان بندا مهما في حملته الانتخابية، وقال على "تويتر" في تشرين الأول/ أكتوبر، إن القوات يمكن أن تكون خارج أفغانستان بحلول عيد الميلاد، لكن مسؤولين، مثل مستشاره للأمن القومي، قالوا إنهم يعملون لإتمام الانسحاب في الموعد المتفق عليه وهو أيار/ مايو.

بايدن مع الشرق الأوسط


من جانبه، نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا لزيف تشافيتس، الذي عمل مساعدا لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيغن، قال فيه إن الرئيس الأمريكي المنتخب جوزيف بايدن لن يكون منشغلا في الشرق الأوسط كثيرا، إلا أن المنطقة طالما فرضت نفسها على الرؤساء الأمريكيين مثل جيمي كارتر بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حيث لم يتوقع أزمة الرهائن التي استمرت 444 يوما. 

وجاء جورج دبليو بوش إلى السلطة وهو يفكر بالتعليم، لكن هجمات 9/11 دفعته نحو المنطقة. 

أما باراك أوباما، فقد اعتقد أنه بالقوة الناعمة وجاذبيته يستطيع تحويل العالم العربي إلى منطقة تحترم فيها حقوق الإنسان والديمقراطية. وترك هذا النهج آثارا خطيرة على مصالح أمريكا ومكانتها. 

فقد فشل بتنفيذ خطه الأحمر بعد استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وأدى فشل أوباما في ليبيا لجعل أمريكا أضعف. والأسوأ من هذا أنه روجت إدارته للاتفاقية النووية التي نظر إليها حلفاء أمريكا العرب وإسرائيل كتهديد لأمنهم. 

وأشار الكاتب إلى خبرة بايدن في الشرق الأوسط على خلاف جورج دبليو بوش وأوباما وترامب.

وفي الوقت الذي قيل فيه الكثير عن علاقة ترامب ونتنياهو القريبة، فإن بايدن سيكون مختلفا في النبرة والجوهر. 
 
سي أن أن: السعودية قد تتجاوز خسارة ترامب 


وقال المعلق نيك روبرتسون  المحلل في شبكة "سي أن أن"، إن السعودية كانت تفضل فوز دونالد ترامب في الانتخابات، مشيرا إلى أن مخاوفهم من فوز المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن قد تكون مبررة. 

فمن بين القضايا التي تنتظر الرئيس المقبل في السياسة الخارجية لن تكون العلاقات الأمريكية-السعودية على رأس القائمة. 

وربما اهتم بالصين وإيران وكوريا الشمالية أمام الرياض التي تستضيف نهاية الشهر المقبل اجتماعات قمة العشرين، فستجد طريقها إلى كومة القضايا غير المهمة. 

وقال إن دبلوماسيا سعوديا بارزا أخبره قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية، أن بلاده مستعدة للعمل مع من يفوز.  

ولكنه خرج بانطباع من الحوار مع الدبلوماسي السعودي بأن تصريحات لبايدن في أثناء الحملة الانتخابية حول السعودية جعلته غير مفضل لها. 

وقال مصدر آخر على معرفة بالنقاش السياسي في المملكة إن السعوديين وجدوا ترامب جيدا، وإنه كان من الصعب التكهن به، ويمكن أن يكون حليفا خطيرا. 

وبعد صواريخ كروز التي ضربت المنشآت السعودية في نهاية أيلول/ سبتمبر العام الماضي حدد المحققون الأمريكيون والسعوديون أنها أطلقت "على أكبر احتمال" من إيران. ومع ذلك طلبت السعودية من ترامب عدم زيادة التوتر بالانتقام، لأن هذا قد يؤدي إلى حرب عن طريق الصدفة. 

ويخشى آخرون داخل المملكة من إمكانية ترتيب العلاقة من جديدة والعودة إلى سنوات أوباما الذي كان متساهلا مع إيران، وقد لا يكون موثوقا لحماية أمنهم. وربما كانت مخاوفهم مبررة. فقد تعهد بايدن بالتحاور مع إيران في الاتفاقية النووية التي وقعت عليها عدة دول وخرج منها ترامب. 

وأوضح الدبلوماسي أن السعودية ستتصرف بناء على مصالحها القومية.

بايدن وتل أبيب والسلطة 


وتحدث دبلوماسي إسرائيلي، عن سياسية ونهج الإدارة الأمريكية الجديدة، بإدارة مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي جو بايدن، بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، تجاه تل أبيب والسلطة الفلسطينية. 

وأكد السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية تحت عنوان "عالم جديد-قديم"، أن "الأسابيع القادمة حتى أداء بايدن اليمين القانونية، ستكون من الزاوية الإسرائيلية فترة حرجة وحساسة على نحو خاص، يتعين فيها على إسرائيل أن تسير بحذر كي لا تبدو أنها تبتعد بعجلة عن ترامب، الذي لا يزال رئيسا، ولكن يتعين عليها أيضا أن تسعى للحوار مع الإدارة الجديدة". 
 
ولفت إلى أن "انتصار بايدن معناه؛ عودة من عالم من العلاقات الودية غير المسبوقة، إلى عالم جديد - قديم من العلاقات الودية، ولكن لا تنعدم فيها الخلافات". 
 
وأشار إلى ما ذكر في تقرير صدر عن "معهد السياسة والاستراتيجية، أنه "أمام إسرائيل نافذة زمنية ضيقة كي تؤثر على موقف الولايات المتحدة". 
 
والمعنى بحسب شوفال، أنه "يتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المرحلة الانتقالية، أن يشرع في اتصالات سرية، كما أنه يتعين على تل أبيب أن تتفكر بخطواتها بالنسبة لسياستها الأمنية العامة في موضوع إيران، بما في ذلك الخيارات التي ألغيت في الماضي". 
 
وبين أن "بايدن يعد صديقا لإسرائيل ولنتنياهو، ولكن الصداقة السياسية هي دوما محدودة الضمان، فالتأييد الثنائي لإسرائيل في الكونغرس لم يختفِ، ولكنه ضعف في عهدي ترامب وأوباما، وأحد الأهداف الإسرائيلية الأهم يجب أن يكون ترميمه". 
 
وأضاف: "في المواضيع المتعلقة بإسرائيل يمكنها أيضا أن تحظى بتأييد سيناتورات ديمقراطيين كثيرين، المرشح لرئاسة لجنة الخارجية، السيناتور روبرت ماننداز". 
  
وحول التزام واشنطن بأمن الاحتلال، لفت إلى أن "بايدن أكد عدة مرات، أن التزامه بأمن إسرائيل هو التزام حديدي، وبالفعل فإن كل المؤشرات تظهر أنه سيواصل التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك في مجال المساعدة المباشرة وفي مواضيع أخرى أيضا، بما فيها تلك ذات الحساسية الخاصة". 
 
وتوقع شوفال، أن يكون هناك "تغيير واضح في الموضوع الفلسطيني-الإسرائيلي"، مضيفا أنه "صحيح أن السفارة الأمريكية ستبقى في القدس، لكن ربما سيعاد فتح القنصلية الأمريكية في شرق المدينة، وستتخذ خطوات لترميم العلاقات بين واشنطن والسلطة الفلسطينية، ولكن بتقنين، وفي موضوع النشاط الإسرائيلي خلف الخط الأخضر، قد تسود أجواء غير مريحة لإسرائيل". 
 
ورجح أن "موضوع السيادة الإسرائيلية في المناطق سيجمد في السنوات الأربعة القادمة، ولكن أجزاء أخرى بمبادرة ترامب كفيلة بأن توجه سياسة بايدن، لأن توسيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي هو مصلحة أمريكية أيضا، وعلى إسرائيل أن تعمل على أن تبقى هكذا". 

 

خطط ترامب الانتقامية

من جهتها، قالت صحيفة "الغارديان" إن الرئيس ترامب قد يترك إرثا من الفوضى لإدارة بايدن، بسبب تحركات سيتخذها في اللحظة الأخيرة من حكمه. 


وأشار مراسلها جوليان بورغر في تقرير له من واشنطن إن العزل المفاجئ لوزير الدفاع مارك إسبر والخطط التي قيل إنه يعدها لفرض عقوبات مشددة على إيران التي سيتخذها في العشرة أسابيع المتبقية له في الحكم قد تكون عقبة لبقية العالم.

 

ولم يعرف بعد قرار الرئيس عزل إسبر في تغريدة الاثنين؛ أهي مجرد تصفية حسابات مع وزير الدفاع المعزول الذي اختلف وبشكل مفتوح مع الرئيس أو أنها بداية لتحركات في المجال المحلي والخارجي الذي كان من اختصاص إسبر؟

 

وفي نفس اليوم الذي عزل فيه إسبر أعلن موقع "أكسيوس" نقلا عن مصادر إسرائيلية أن إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاءهما من دول الخليج تخطط لإضافة عقوبات جديدة إضافة للأخرى التي فرضت على إيران وبسلسلة من الإجراءات التي تسبق تنصيب بايدن بأسبوع.

 

وتقوم استراتيجية إدارة ترامب على زيادة الضغوط على النظام الإيراني لتستفز ردا من طهران بشكل يجعل من الصعوبة بمكان على الرئيس القادم إنقاذ الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015.

 

وظلت حتى هذا الوقت إيران تتصرف ضمن بنود المتفق عليه وفي الوقت نفسه تجاهلت بعض القيود التي فرضت عليها في محاولة منها للرد على العقوبات الأمريكية. إلا أن إدارة ترامب لم تفقد الأمل في محاولاتها لدفع طهران نحو مواقف لا يمكنها التراجع عنها.

 

وربما أعلن ترامب الخروج رسميا من معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا والتي تحدد الترسانة العسكرية للبلدين والتي ستنتهي في شباط/ فبراير القادم. وربما اختار عدم التوقيع على معاهدة حظر الاختبارات الشاملة والتي وقعت عليها الولايات المتحدة ولم يصادق عليها مجلس الشيوخ.

 

ويمكن للرئيس المقبل إلغاء القرارات، لكنها ستؤثر على موقف أمريكا وتبدد الثقة بها من ناحية عدم التزامها بالمواثيق.

 

وتشير التقارير عن العقوبات الجديدة إلى أن الرئيس أو وزير خارجيته مايك بومبيو لم يتخليا عن طموحهما لقتل الاتفاقية النووية مع إيران التي داس عليها، وأضعفها، لكنها لم تنته.

 

ويهدف فريق بايدن إلى التفاوض على العودة للاتفاقية، ولكن عقوبات جديدة ستعكر الأجواء. وفي يوم الأحد والاثنين كان مبعوث ترامب لإيران إليوت أبرامز في إسرائيل لإجراء محادثات حول معايير جديدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومن المتوقع أن يزور أبو ظبي والرياض.

 

وتقول الصحيفة إن العقوبات الجديدة ستفرض على برنامج الصواريخ الباليستية وارتباطه المزعوم بالإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان وليس البرنامج النووي، ما سيكون صعبا على إدارة بايدن من الناحية السياسية إلغاءه.

 

عرقلة ترامب لمساعي بايدن


من حانبه، نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا سلط فيه الضوء عما تداولته وسائل إعلام أمريكية من أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب تنوي إعلان عقوبات جديدة ضد إيران لعرقلة مساعي الإدارة القادمة لفتح قنوات الحوار مع طهران.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن تلك التسريبات جاءت بعد إعلان وزارة الخارجية الإيرانية أنها تنتظر الإجراءات العملية للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حيال إيران.

وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إدارة ترامب تستعد لـ"إغراق" إيران بالعقوبات، وأضاف أنه يجري العمل على حزمة العقوبات الجديدة بالتعاون مع إسرائيل وعدد من دول الخليج العربي.

ويؤكد "أكسيوس" أن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران وفنزويلا إليوت أبرامز، زار إسرائيل الأسبوع الماضي ضمن هذه المساعي، حيث التقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات.

وقالت مصادر أكسيوس إن أبرامز أكد أن البيت الأبيض سيعلن عقوبات جديدة ضد إيران أسبوعيا حتى 20 كانون الثاني/ يناير من العام المقبل. ومن المتوقع أن تشمل الإجراءات أحادية الجانب برنامج الصواريخ الإيرانية، وملف حقوق الإنسان. 

وبحسب الموقع، فإن إدارة ترامب تبدو واثقة من أن العقوبات الجديدة المتلاحقة ستزيد الضغط على طهران، وتعرقل جهود بايدن في إحياء الاتفاق النووي مع إيران. ويبدو هذا السيناريو مطروحا بقوة، في ظل ما صرّح به بايدن نفسه.

موقف إيران من فوز بايدن


وأكد الموقع أن إيران تلقت فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل إيجابي، حيث دعا وزير الخارجية محمد جواد ظريف دول الشرق الأوسط إلى التعاون والحوار بعد رحيل ترامب. وغرد ظريف على حسابه في تويتر أن "ترامب سيرحل بعد سبعين يومًا، لكننا باقون هنا إلى الأبد". 

وأضاف ظريف أن "الرهان على الأجانب لتوفير الأمن ليس مقامرة جيدة أبدا. نمد يدنا إلى جيراننا للحوار لحل الخلافات. يمكننا معا فقط بناء مستقبل أفضل للجميع.

وأعدت طهران بالفعل قائمة بالخطوات التي يجب على إدارة بايدن اتخاذها لتعويض إيران عن الأضرار الناجمة عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي والعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب خلال الفترة الماضية.

وصرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة بأن الفارق بين دونالد ترامب وبايدن واضح، لكن طهران تنتظر تحركا حقيقيا.

التعليقات (0)