هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، مناظرتهما الأخيرة، الخميس، وسط هجوم متبادل من الطرفين، برز فيه اتهام كل منهما للآخر بتلقي أموال من الخارج.
ومنذ بدء الحملات الانتخابية قبل شهور، عاد الحديث عن وجود مزاعم "تدخل أجنبي"، على غرار ما حصل في انتخابات 2016، التي أفضت إلى وصول ترامب للبيت الأبيض، متفوقا على منافسته هيلاري كلينتون.
"التدخل الأجنبي"، الذي عادة ما يرتبط بروسيا والصين، لا يعني بالضرورة تمويل الحملات الانتخابية للمرشحين، إذ يتضمن عدة جوانب من شأنها التأثير بشكل أو بآخر على أصوات الناخبين.
ودائما ما ترتبط مزاعم التدخل الخارجي، بدعم الرئيس ترامب، إذ تحدثت تقارير عديدة أن التدخل الروسي في الانتخابات الماضية ساهم بشكل كبير في فوزه.
اقرأ أيضا: 10 أيام على الانتخابات | 7 ولايات ستحسم.. وترامب يدلي بصوته
تلاعب وتشويه
بحسب "وكالة الأمن السيبراني" التابعة لجهاز الأمن الداخلي الأمريكي "DHS"، فإن أبرز أشكال التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية يأتي عن طريق التلاعب والتشويه.
وأوضحت الوكالة أن التدخل، الذي عادة ما تقف خلفه حكومات أو جهات أجنبية نشطة، يعمل على التلاعب بالخطاب العام ي الولايات المتحدة، أو تشويه سمعة النظام الانتخابي، ناهيك عن التحيز بالخطاب لمرشح على حساب الآخر.
منصة "DFRLab" (مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي)، التابعة للمجلس الأطلسي، أنشأت موقعا مختصا برصد حالات مزاعم التدخل بالانتخابات ومصدرها.
وبحسب المنصة الجديدة، فإن قاعدة البيانات التفاعلية التي أنشئت تلتقط أي مزاعم لتدخل أجنبي بالانتخابات، وتقيم مصداقيته.
ورصدت المنصة أكثر من 80 ادعاء بالتدخل الأجنبي حتى يوم الخميس الماضي، كان مصدرها 7 دولة، مشيرة إلى أن هذه التدخلات حظيت بتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل 26.3 مليون شخص.
وبحسب ما رصدت المنصة، فإن 47 حالة من مزاعم التدخل كان مصدرها روسيا، تلتها إيران بـ24 حالة، ثم الصين بواقع 21 حالة تدخل في الانتخابات الأمريكية.
وفي ما يتعلق بخصمي الولايات المتحدة؛ فنزويلا، وكوريا الشمالية، قالت المنصة إنها رصدت مزاعم 4 حالات تدخل في الانتخابات الأمريكية.
فيما رصدت المنصة مزعما واحدا لحالة تدخل من دول "السعودية، الاحتلال الإسرائيلي، مقدونيا، كوسوفو، غانا، نيجيريا، تايلاند"، إضافة إلى 4 حالات من خارج الولايات المتحدة، لكن مصدرها مجهول.
أمثلة على مزاعم التدخل
في كانون أول/ ديسمبر 2019، أعلنت شركة "تويتر" أنها شنت عملية تطهير ضد شبكة حسابات وصل عددها إلى 8800 حساب، وتبين أن مصدرها من داخل السعودية.
قالت "تويتر" حينها إنها أجرت تحليلا حول نشاط هذه الحسابات، التي كانت متورطة بالتلاعب بالمنصة التي يستخدمها أكثر من 166 مليون مغرد يوميا، وتبين أنها سعت إلى تضخيم سمعة إيجابية للسعودية في المقام الأول، إضافة إلى تضخيم النقاش حول العقوبات الأمريكية على إيران، وهو ما يُعدّ أحد أشكال التدخل بالانتخابات.
مثال آخر على مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات، كشفت عنه صحيفة "واشنطن بوست"، إذ نقلت عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات تحذيرهم للبيت الأبيض، بأن رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس ترامب، قاد بالتعاون مع الاستخبارات الروسية ضغوطات على أوكرانيا؛ لإجبارها على ترويج نظريات المؤامرة ضد ترامب.
وكان الهدف الرئيسي من العمل المشترك بين جولياني وأجهزة مخابرات روسية إيجاد أي ثغرة على منافس ترامب، الديمقراطي جو بايدن، ونجله هانتر، الذي كان يعمل مستشارا لشركة طاقة في أوكرانيا.
تقول وسائل إعلام إن التدخل الروسي هنا حاول تشويه صورة بايدن بأثر رجعي، وذلك بالقول إنه ارتكب مخالفات بعلاقته مع أوكرانيا والصين، عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما.
اقرأ أيضا: WP: أخبار التدخل الأجنبي مفيدة لحملة ترامب وربما متعمدة
تحذيرات
في تموز/ يوليو الماضي، قال مدير المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس الأمريكي، وليام إيفانيا، إنه يتعين على الناخبين توخي الحذر الشديد؛ تحسبا لتدخل أجنبي في الانتخابات الأمريكية.
وتابع إيفانيا، في تصريحات صحفية، بأن أجهزة الاستخبارات متيقنة من وجود تدخل في الانتخابات، مستدركا بأن "للجمهور الأمريكي دورا في تأمين الانتخابات، خصوصا ما يتعلق بمواصلة بتوخي الحذر من النفوذ الأجنبي".
وتابع بأن طريقة القضاء على التدخل الأجنبي هي بـ"التحقق من المعلومات الواردة، وعدم نشر الرسائل والمنشورات التي ترتبط بالانتخابات دون وعي".
ولفت إيفانيا إلى أن جائحة كورونا، على سبيل المثال، أوجدت قضية خصبة لدول أجنبية للتغلغل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في إشارة إلى اتهامات إدارة ترامب بالتقصير بالتعامل مع الفيروس.