صحافة إسرائيلية

فرضيات إسرائيلية بشأن الانتخابات الأمريكية

نتائج متأرجحة للانتخابات الأمريكية في عدد من الولايات- جيتي
نتائج متأرجحة للانتخابات الأمريكية في عدد من الولايات- جيتي
تناول كاتب إسرائيلي، العديد من الفرضيات التي تخص انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020، والتي تجري في ظروف بالغة الحساسية، بين المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.

مدخل للمشاكل

ورأى سيفر بلوتسكر، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أنه "في يوم الانتخابات الأمريكية، مسموح التشكيك ببضع حقائق تكونت خلالها"، منوها إلى أن الفرضية الأولى؛ أن "الاستطلاعات في أمريكا أخطأت وتخطئ".

وأوضح أن "الخطأ الأكبر يوجد في الانتقال من المعطيات الخام كما جمعت في الميدان في الاستطلاع، إلى نشرها كتوقع لنتائج الانتخابات، وفي الطريق تتراكم العوائق؛ والمستطلع الجيد يزيل من الحساب المعطيات المتطرفة التي تبدو غير ذات مصداقية، ويضيف تقديرات عن أنماط تصويت جماعات غير ممثلة كما ينبغي في العينات، ويحاول التقدير كيف سيصوت المترددون ورافضو الإجابة".

ونبه الكاتب إلى أن "كل المعالجات (الحيوية إحصائيا)، من شأنها أن تتسبب بتحيز غير مقصود للمستطلع، ولا سيما عندما تكون الفوارق ضيقة جدا؛ 2- 3 في المئة، وأما بالنسبة لاستطلاعات الانتخابات الحالية، أفترض أن الدروس من الإخفاقات في الماضي قد تم تعلمها واستيعابها، بعض من المستطلعين عدلوا أنفسهم بفضل العدد الهائل للاستطلاعات؛ التي كلما كثرت كثر اليقين".

وفي المقابل، "عندما يصوت 66 في المئة من جمهور الناخبين المحتملين، فإن الاستطلاعات الأخيرة لا تتنبأ بنتائج الانتخابات التي كانت، بل تعكس الانتخابات التي تمت، هذه ظاهرة لا يعرف المستطلعون حقا كيف يأكلونها، وهي مدخل للمشاكل".

الثانية، "لن نعرف حتى منتصف تشرين الثاني من سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة"، وذكر بلوتسكر أنه "توجد إمكانية كهذه، ولكنها غير معقولة على نحو خاص، وعلى فرض أن الاستطلاعات دقيقة وأن بايدن سيفوز على ترامب بفارق 10 في المئة، فإن فوزه سيعلن في غضون وقت غير طويل".

وأضاف: "بدون تعقيد، فإن احتمال خسارة الرئاسة الأمريكية للمرشح المتصدر في إحصاء أصوات الناخبين قطريا بفارق واضح كهذا متدنٍ وقريب من الصفر"، موضحا أنه "حتى لو أخرت معارك قضائية في الهوامش انعقاد المجمع الانتخابي، ستكون هوية الرئيس واضحة".

أمريكا متوترة

وأما الفرضية الثالثة، "ستهتز أمريكا بالمظاهرات والاضطرابات وستسود الفوضى"، وعلق على ذلك بقوله: "صحيح أن الأجواء في أرجاء أمريكا متوترة، ولكن في اللحظة التي يكون فيها المنتصر واضحا، فإن الأمة ستقف إلى جانبه وتعطيه الفرصة"، مستدركا أنه "في حال كانت فوضى واضطرابات، فهي قد تنشب في حال فاز ترامب".

وبشأن الفرضية الرابعة، "في حال انتصر بايدن، سيقود ثورة اقتصادية اشتراكية، هذا هراء وأنباء زائفة"، وبين الكاتب أن "الخطة الاقتصادية التي طرحها بايدن، براغماتية وملجومة؛ فقد تعهد بأن ينفذ رزمة الحوافز والمنح لمتضرري كورونا التي تقدم بها حزبه للكونغرس، ولكنها واجهت اعتراضا شديدا من المحافظين".

وتابع: "هذه اللعبة المالية تساوي واحدا في المئة من الناتج المحلي، بعيدا عن المطالب الثورية للكتلة الراديكالية في حزبه، والتي سينطفئ تأثيرها إذا ما انتصر، وأما الإصلاحات المتواضعة الأخرى التي وعد بها في الصحة، الضريبة وغيرها، فستنتظر حتى السنة المالية القادمة التي تبدأ في تشرين الأول/أكتوبر 2021".

والفرضية الخامسة، أنه "في حال فاز بايدن، ستكون ثورة في السياسة الشرق أوسطية للإدارة الأمريكية"، قدر أن "تغييرا في مواضع التشديد سيكون، أما التغيير الاستراتيجي فلا، بايدن، السياسي والديمقراطي الصهيوني المعلن، لن يغلق السفارة في القدس وسيفتح سفارة في طهران، ولن يشطب عن جدول الأعمال "صفقة القرن" ولن يمنع تصدير السلاح الأمريكي لدول إسلامية شريطة أن تطبع مع تل أبيب، بايدن لن يشرع في حملة تقرب للسلطة الفلسطينية، والعلاقات مع العالم العربي وإسرائيل لن تتراجع إلى الوراء".

والأخيرة، "إذا انتصر ترامب، نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال) سيحتفل"، زعم أن "نتنياهو يختلف جدا عن ترامب، والاختلاف تعمق مؤخرا؛ فهو ليس ناكرا لكورونا، هو في فزع من الوباء، وهو لا يستخف بالخبراء، هو واعٍ، بينما ترامب جاهل وسوقي".

وقدر الكاتب بلوتسكر، أن "استياء ترامب من نتنياهو، سيطلب من إسرائيل تنازلات كثيرة؛ مطالب سيصعب على حكومات إسرائيل أن ترفضها بالذات لأنها ستأتي على لسان صديق يغدق علينا بالدلال".
التعليقات (0)