ملفات وتقارير

مصر.. لماذا تربح جبهة عباس كامل في صراعها مع منافسيها؟

سودان: كامل يمثل الصندوق الأسود بالنسبة للسيسي- جيتي
سودان: كامل يمثل الصندوق الأسود بالنسبة للسيسي- جيتي
في الآونة الأخيرة؛ جرت العديد من المعارك والمواجهات الجانبية، طغت على المشهد السياسي، ووسائل الإعلام بين جبهات مختلفة داخل النظام المصري.

وظلت جميعها بين مؤيدي رئيس سلطة الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بهدف فرض السيطرة على الحياة السياسية من جهة أو الإعلامية من جهة أخرى.

تركزت أبرز تلك المعارك في أهم ملفين؛ الإعلام والانتخابات، والذي تشرف عليه جبهة مدير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل ومدير مكتبه المقدم أحمد شعبان.

لكن المحسوبين على جهات أخرى أو الوجوه القديمة داخل تلك الجبهة خسروا جميعا أمام جبهة اللواء عباس كامل ومكتبه الذي أحكم هيمنته على مؤسسات إعلامية وعلى الحياة السياسية والبرلمانية.

في الملف الأول؛ هيمن الجهاز بمساندة جهاز الأمن الوطني على انتخابات مجلس الشيوخ والبرلمان بشكل كامل عبر حزب "مستقبل وطن"، المحسوب على الأجهزة الأمنية.

واشتكى مؤيدون غاضبون خلال فترتي الانتخابات وما قبلها من سوء إدارة المشهد السياسي بعد استبعادهم تماما، واتهموا المسؤولين في مكتب اللواء عباس كامل بالتفرد في اتخاذ القرار، وإفساد المشهد البرلماني والسياسي برمته.


وقبل أسبوع؛ تداول نشطاء مصريون تسريب مكالمة هاتفية للصحفي والإعلامي المُقرب من جهات أمنية مصرية عبد الرحيم علي مع زوج ابنته يتحدى فيه السيسي، ويؤكد أنه فوق القانون، وسب القانون والدولة المصرية عدة مرات بألفاظ نابية.


لم يكن الإعلام أفضل حالا؛ إذ انهزم وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، المحرر العسكري السابق والمحسوب على جبهة مدير مكتب السيسي اللواء محسن عبد النبي، بعد أن هيّج المقدم أحمد شعبان الصحفيين والإعلاميين والبرامج على هيكل وسخرهم للهجوم عليه.

ولأول مرة منذ الانقلاب العسكري في 2013، تشن الصحف والإعلام هجوما غير مسبوق على وزيرها، بل ويقوم التلفزيون المصري الرسمي بإذاعة تسريب من مبنى يفترض أنه يخضع لسيطرته لا سيطرة الجهاز الذي ألب عليه الجميع.

"صندوق السيسي الأسود"

يعزو السياسي المصري محمد سودان قدرة جبهة اللواء عباس كامل على هزيمة منافسيه أو إقصائهم إلى "اعتماد السيسي عليه بشكل كبير في إنجاز تلك المهام بأي شكل؛ فهو ذراعه اليمنى، وصندوقه الأسود، وشريكه في كل الجرائم التي اقترفها منذ ٢٨ كانون الأول/ يناير ٢٠١١ حتى الآن".

وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "السيسي منذ المجيء به مديرا للمخابرات الحربية، اتخذ عباس كامل مديراً لمكتبه، وتمكن من التخلص من قياداته العسكرية التي كانت ترتعد فرائسه عندما يقف أمام أحدهم، وأطاح بهم جميعا رغم أقدميتهم وخبراتهم العسكرية، لذلك فإنها تربح جبهة عباس".

ورأى سودان، وهو أمين لجنة العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، أن "السيسي ترك إدارة البلاد سياسيا إلى عباس كامل ومكتبه، وأصبح من الصعب الاستغناء عنه أو التخلص منه حتى ولو على حساب ابن السيسي".

صاحب الحظوة والفضل


في تعليقه؛ قال السياسي المصري عمرو عبد الهادي إن هناك "معارك ربحها عباس كامل بالضربة القاضية وبعضها بالوقت والبعض الآخر بالمناورة والتأجيل، كما هي عادة ضباط المخابرات في التعامل مع الملفات التي تختلف طبيعتها من ملف لآخر".

وأوضح لـ"عربي21" أنه "على سبيل المثال؛ المعركة مع شيخ الأزهر ربحوها بالتحجيم والتسويف بينما معركة تعيينه رئيس المخابرات العامة ربحها بالقاضية، أما معركته داخل المخابرات العامة فربحها بالتسويف والمناورة والمماطلة بإرسال محمود السيسي إلى روسيا لكسب الوقت وعمل جهاز مخابرات مواز إلى أن يتم تفتيت وتهميش القديم".

وأرجع عبد الهادي السبب في ربح جبهة عباس كامل إلى "أن عامل الوقت في صالحه وعامل القوة والإمكانات فهو من يدير الدولة فعليا، بعد أن تفرغ السيسي لمشروعاته الأخرى، وهو صاحب الحظوة لدى السيسي لأنه صاحب الفضل في تقديمه لوزير الدفاع الأسبق، المشير حسين طنطاوي، الذي صعده إلى كل المناصب حتى حكم البلاد".

التعليقات (1)
ابن الجبل
الأحد، 01-11-2020 06:34 ص
الطنطاوي وعباس كامل عملاء المخابرات الامريكية هم من اوْصلوا السيسي الى الحكم