هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جاءت مواقف إعلاميين وكتاب ومشايخ مصريين محسوبين على نظام عبد الفتاح السيسي معارضة لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، في وقت تجاوبت قطاعات شعبية واسعة بدول عربية وإسلامية مع المقاطعة، ردا على نشر باريس رسوما مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
وواجه الإعلام المصري المحسوب على نظام السيسي دعوات المقاطعة بالتشكيك فيها ومهاجمتها والتقليل من جدواها.
وكان لافتا تقليل الإعلام المصري من حملة المقاطعة من ناحية، ودفاعه عن موقف
الرئيس الفرنسي من ناحية أخرى، معتبرين أن ما يجري هو جزء من حملة تحريضية تقودها
تركيا ضد فرنسا تارة، أو جماعة الإخوان المسلمين تارة أخرى، على حد تعبيرهم.
واستخف خالد
الجندي، أحد شيوخ برامج التوك شو، في برنامجه على قناة "دي إم سي" بدعوات المقاطعة، وقال: "في ناس بتحرضكم عشان تكونوا ألعوبة في
أيدي النظام التركي الذي يحاول عمل أي زعزعة".
كما ذهب الكاتب المصري،
شريف الشوباشي، إلى أبعد من ذلك، وزعم أن ماكرون بريء من اتهامه بالإساءة للإسلام،
وقال، خلال لقاء تلفزيوني على فضائية "TeN"، قبل أيام، "احنا بنقول أن
ماكرون هاجم الإسلام، أنا لا أرى أنه هاجم الإسلام".
تأتي تلك
المواقف متناقضة مع موقف الأزهر الشريف في مصر، حيث أدان شيخ الأزهر، الدكتور أحمد
الطيب، في تغريدة على "تويتر" الحملة الممنهجة ضد الإسلام والزج به في
معارك سياسية، والإساءة للرموز والمقدسات الإسلامية، تحت أي مزاعم.
— أحمد الطيب (@alimamaltayeb) October 24, 2020
في ذات السياق،
أعلن مجلس حكماء المسلمين، خلال اجتماع عقده الاثنين برئاسة شيخ الأزهر، عزمه على
رفع دعوى قضائية ضدّ صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، التي نشرت
رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، وكذلك أيضا ضدّ "كل من يسيء للإسلام ورموزه
المقدّسة".
— مجلس حكماء المسلمين (@MuslimElders) October 26, 2020
عكس السير
ورأى الباحث
والداعية الإسلامي، مصطفى البدري، أنه يجب التفريق بين موقف الشارع المصري،
والنظام السياسي، قائلا: "في كل موقف يثبت الشعب المصري حبه وولاءه للإسلام
ولمقدساته"، مستشهدا "باستمرار الشعب المصري في نصرة قضية القدس والأقصى ببعدها الديني، رغم محاولة إعلام النظام تصويرها على أنها
قضية وطنية خاصة بالفلسطينيين فقط".
وأضاف
لـ"عربي21": "وهذا الموقف للشعب المصري يبرز أكثر عندما يتعلق الأمر بالرسول
الكريم عليه الصلاة والسلام؛ وقد رأينا ذلك عندما ظهرت مسألة الرسوم المسيئة في
الدنمارك ومن بعدها النرويج، والمصريون في هذه المواقف لا يختلفون عن بقية الشعوب
العربية والإسلامية التي تعلن استعدادها للبذل والتضحية فداء للدين الإسلامي
ورموزه".
اقرأ أيضا: إدانة لموقف فرنسا بعد الإساءة للنبي.. وتواصل حملة المقاطعة
وأكد أن
"ما يفعله النظام وأدواته الإعلامية هو إثبات وتأكيد على بغضهم لدين وهوية
الشعب المصري؛ فهم أعداء لهذا الشعب ولكل موروثه الثقافي والحضاري المرتبط
بالإسلام، لذا من الطبيعي أن يكون تفاعلهم مع الحدث مناقضًا لما يريده ويميل
إليه الشعب المصري".
الانفصال عن
الواقع
من جانبه؛ اعتبر
الكاتب الصحفي، سمير العركي، موقف إعلام السيسي من أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى
الله عليه وسلم ودعم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لها، "متسقا مع جملة مواقف هذا الإعلام، مشلول الإرادة، الذي يتحرك وفق التعليمات الأمنية".
وأضاف لـ"عربي21": "المشايخ والعلماء المتماهون مع نظام السيسي لم تخرج
مواقفهم عن ذات الإطار بعكس موقف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر د. أحمد الطيب
الذي بدا واضحا بعيدا بعض الشيء عن الموقف الرسمي وأدان الإساءة إلى الرسول صلى
الله عليه وسلم أو استخدامه لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة".
اقرأ أيضا: قناة سعودية تدعو فرنسا لـ"تجفيف" منابع "الإسلاميين" (فيديو)
ويعتبر أن موقف الشيوخ أو "شيوخ الفضائيات"، وفقا لوصف العركي، لم يكن معبرا عن موقف الشعب المصري الرافض للإساءة إلى الرسول، والذي عبر عنه كثيرون في
مواقع التواصل الاجتماعي.
المصالح أولا
وأيد مؤسس تيار
الأمة، محمود فتحي، بأن موقف النظام المصري و"إعلامه المخابراتي" هو "مناهض لكل ما هو ديني وما يتبناه الإسلاميون"، مضيفا: "يحاولون تفكيك هذا الرفض الشعبي باعتبار الأمر مزايدة سياسية ملقين تهمة التحريض على محور تركيا–قطر".
وأرجع في حديثه
لـ"عربي21" هذا الموقف "المشين" لعدة أسباب منها: "وجود
مصالح مباشرة بين فرنسا ونظام السيسي سواء على صعيد تجارة السلاح، وتطابق الرؤى فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا، ومناهضة كل ما هو
إسلامي".
واستبعد السياسي
المصري أن يستجيب الشارع المصري لموقف النظام، قائلا: "الشعب المصري منعزل عن
إعلام السيسي ونظامه، والدليل أن السيسي يتحدث طوال الوقت عن إعلام الخارج، وكذلك
اعتراف وزير الإعلام أن المصريين لا يتابعون إعلام الدولة، والشعب المصري بطبيعته
محافظ حتى التيارات الإسلامية غير المسيسة منها كالتيار الصوفي لا تقبل بهذه الإساءة للإسلام".