هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد مصدر من الائتلاف السوري المعارض، انتخاب رئيس الائتلاف أنس العبدة رئيسا لـ"هيئة التفاوض السورية"، بدلا من نصر الحريري المنتهية ولايته.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن عدم التوافق على تسمية نائب رئيس الهيئة، وأمين سر الهيئة، تسبب في تأجيل الإعلان رسميا عن انتخاب عبدة رئيسا جديدا.
وقال إن الخلاف ما زال قائما بين الائتلاف ومنصة "القاهرة" و"هيئة التنسيق"، حول الشخصيات المقترحة لمنصبي نائب الرئيس وأمين السر.
وأكد أنه من غير الواضح تماما ما إذا كان الحريري سيُنتخب رئيسا للائتلاف السوري بعد عدم تمكنه من الحصول على ولاية جديدة لرئاسة هيئة التفاوض وفق نظامها الداخلي الذي يمنع أكثر من ولايتين.
اقرأ أيضا: نصر الحريري يتراجع ويقلل من أهمية لجنة الدستور السورية
وأضاف أن "مكونات الهيئة تجاوزت الخلاف الذي أثاره انتخاب الأعضاء الجدد من المستقلين في العاصمة السعودية الرياض، أواخر العام الماضي"، مؤكدا أن الخلاف تسبب في تأخير إجراء الانتخابات.
وكان الرئيس السابق لهيئة التفاوض، نصر الحريري، قد استنكر في وقت سابق على الرياض ما اعتبره تدخلا في تشكيلة "الهيئة" التي انبثقت عن مؤتمر "الرياض2" للمعارضة السورية، وقال: "يوجد فرق ما بين استضافة المعارضة وتصنيعها".
تحديات أمام اللجنة الجديدة
من جانبه، أشار عضو "الهيئة السياسية" في الائتلاف، عبد المجيد بركات، إلى تحديات عديدة ستواجه هيئة التفاوض برئاستها الجديدة، منها تحديات داخلية متعلقة بهيكلية الهيئة نتيجة المشاكل البينية بين مكوناتها.
ورأى أنه مطلوب من الهيئة ترتيب البيت الداخلي، بعد تعرضه لكثير من التصدعات على المستوى التنظيمي والسياسي، وخصوصا أن خلافا ظهر بشكل واضح على موضوع كتلة المستقلين المنبثقة عن مؤتمر الرياض الأخير، حيث رفضت مكونات الهيئة ضم الأعضاء الجدد، بسبب النظر إلى ما جرى في الرياض على أنه "مؤتمر غير شرعي".
وأشار بركات إلى ما يبدو أنه تصدع داخلي بين مكونات الهيئة، وخصوصا عندما أبدى أحد مكوناتها رغبته بنقل اجتماعات اللجنة الدستورية من جنيف إلى دمشق، وذلك في إشارة إلى المقترح الذي قدمته "منصة موسكو" على المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير يبدرسن.
تدخل سعودي
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أنه إلى جانب التحديات الداخلية، فإن من الملاحظ أن هناك تدخلا من دول بالسياسة الداخلية للهيئة، وهذا ما أثر بشكل عام على أداء الهيئة على المستوى الداخلي، والمستوى السياسي العام.
واستدرك بركات بالقول: "لكن يبقى التحدي الأساس أمام الهيئة هو الحفاظ على المبادئ والأهداف العامة للثورة السورية، ومطلوب من أي جسم معارض المحافظة على السقف الأساسي للثورة السورية، الذي ما زال الجميع متمسكا به".
وقال في هذا الصدد، إن شرعية الهيئة متعلقة بمدى حفاظها على أهداف الثورة، رغم محاولة بعض مكوناتها الالتفاف على ذلك.
اقرأ أيضا: تحديد موعد لانتخاب رئاسة "هيئة التفاوض" السورية المعارضة
منصة موسكو
الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أشار إلى محاولات "منصة موسكو" إحداث شرخ بين مكونات الهيئة، وذلك خدمة لأجندات معادية للثورة السورية، وقال إن "دخول المنصة على الهيئة، كان خطأ منذ البداية".
وحمّل السعيد، نصر الحريري مسؤولية ذلك، وقال لـ"عربي21"، إن "المنصة تتماهى مع الموقف الروسي المعادي للثورة، وقبول الحريري بضم المنصة تحت حجة توسيع الهيئة، أدى فيما بعد إلى الخلافات التي نراها الآن بين مكونات الهيئة".
وفي أواخر العام 2015، انبثقت الهيئة عن مؤتمر "الرياض 1" الذي عقد في الرياض، لمهام خوض المفاوضات مع النظام السوري تحت إشراف أممي، ويشكل "الائتلاف" النواة الصلبة لها، ويتشارك معه في تركيبتها "منصة القاهرة"، وهيئة التنسيق الوطني، وبعض الفصائل المسلحة، إضافة إلى شخصيات مستقلة.
وتم في عام 2017، اختيار أعضاء جدد في مؤتمر "الرياض 2"، وكذلك أدخلت "منصة موسكو" وكتلة من المستقلين إلى مكوناتها.