ملفات وتقارير

NYT: إدارة ترامب كذبت على الأمريكيين بشأن انتشار كورونا

ليست المرة الأولى التي توجه فيها الاتهامات لترامب بالتستر عن خطورة فيروس كورونا- جيتي
ليست المرة الأولى التي توجه فيها الاتهامات لترامب بالتستر عن خطورة فيروس كورونا- جيتي

اتهم بروفسور في القانون بجامعة نيويورك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها تسترت على حقيقة انتشار فيروس كورونا في البداية.

واستعرض البروفسور ريان غودمان والطالبة دانييل شولكين في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تصريحات الرئيس وطاقمه خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر شباط/ فبراير، كما استعرضا المعلومات التي تحدثت عن التقارير الاستخبارية التي قدمت للرئيس وحذرت من انتشار وباء قد يصيب مليون أمريكي، وركزا على تصريحات كبير خبراء الفيروسات وأمراض التنفس في مركز السيطرة على الأمراض الدكتورة نانسي ميسونير في تلك الفترة، ومحاولة إدارة ترامب عزلها، وهي التصريحات التي قالت فيها إنها أخبرت أطفالها أنه يجب عليهم كعائلة "التحضير لإرباك كبير في حياتنا".

وفيما يلي نص المقال المشترك للبروفسور ريان غودمان والطالبة دانييل شولكين وترجمته "عربي21":


وفي مقال مشترك بصحيفة "نيويورك تايمز" قالا إن أشد النقاد لطريقة تعامل إدارة ترامب مع فيروس كورونا ركزوا على عدم جاهزية الإدارة وما تبع ذلك من مضيعة للوقت، إلا أن النظرة الفاحصة تكشف رؤية أسوأ، فعلى مدى خمسة أيام من شباط/ فبراير قام الرئيس وأركان إدارته بعمل شرير: فقد انخرطوا بعملية تستر. ونافذة الوقت هذه تعطي نظرة إلى الكيفية التي تلاعب فيها أفراد من طاقم الرئيس بالأمريكيين في وقت كانت فيه حياة الأمريكيين على المحك.

وتساعد التقارير التي تحدثت عن رغبة ترامب بعزل كبير خبراء الفيروسات وأمراض التنفس في مركز السيطرة على الأمراض ومنعها نانسي ميسونير على وضع قطع اللغز جنبا إلى جنب.

ففي مكالمة عبر الفيديو مع الصحفيين نهاية ذلك الشهر تحدثت ميسونير بصراحة: "نريد التأكد من جاهزية الرأي العام"، ثم وضعت كلامها في سياق شخصي حيث قالت إنها أخبرت أطفالها في الصباح: "نحن كعائلة علينا التحضير لإرباك كبير في حياتنا". ففي ذلك الوقت كان المسؤولون يعرفون أن فيروس كورونا تهديد خطير على الأمريكيين. وهذا يعود للمعلومات التي  قدمتها المخابرات الأمريكية عنه ومنذ أشهر. حيث حذر مسؤولو الاستخبارات من مرض "كارثي" قد يصيب 100 مليون أمريكي وناقشوا فكرة الإغلاق العام. وتم تقديم التحذيرات لترامب في الإيجازات اليومية التي تقدم إليه من المجتمع الأمني ومن وزير الصحة اليكس أزار وفي مذكرات قدمها مستشاره للشؤون الاقتصادية بيتر نافارو.

وفي نفس اليوم، وهو يوم الثلاثاء الذي تحدثت فيه ميسونير حذر المركز الوطني لمعلومات الأمن الطبي التابع للجيش وطلب من مستويات الحكومة المراقبة "راقب كون" أي كورونا وتوصل المركز إلى أن الفيروس سيتحول وبشكل محتوم إلى وباء كبير. إلا أن البيت الأبيض لم يكن راغبا بمعرفة الرأي العام بالأمر. وكانت مظاهر قلق الرئيس واضحة وهو أنه لم يكن راغبا بإثارة مخاوف الأسواق أو التأثير على اتفاق التجارة مع الصين. وكان على ما يبدو في حالة إنكار معتمدا على حدسه. ولهذا قام المسؤولون البارزون في الإدارة بالتحدث عبر الأثير وبصوت واحد: إنكار الحقيقة.

وفي ذلك الثلاثاء تحدث وزير الصحة أزار في مؤتمر صحفي وبمعية الدكتور أنطوني فوتشي مدير مركز التحكم بالأمراض وناقشا تعليقات دكتور ميسونير، وقال: "نحاول التواصل وبشفافية مع الرأي العام الأمريكي ومع تطور الأوضاع"، وبعد 20 ثانية أضاف دعاية رسمية للدولة حيث قال "نشكر جهود الرئيس وفريقه القوية للاحتواء"، وقد تم "احتواء الفيروس". وفي نفس اليوم قال مدير المجلس القومي للاقتصاد لاري كادلو لشبكة "سي أن أن" في تعليق مباشر على تصريحات ميسونير: "لقد احتوينا هذا، ولا أقول بشكل كامل ولكن قريبا من هذا". وفي اليوم التالي تحدث وزير الدفاع مارك إسبر إلى الجيش، وفي مؤتمر عبر الفيديو مع قادة القادة الأمريكيين حول العالم أمرهم بتقديم تقارير بشأن القرارات التي يتخذونها لحماية الجنود من الفيروس، رغم أن عمل هذا قد "يتضارب مع رسائل الرئيس" حسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز".

ونفى متحدث باسم البنتاغون هذا الكلام عندما ظهر إسبر لاحقا أمام الكونغرس ووصف التقرير بأنه "غير صحيح بالمطلق"، إلا أن موقع "ذي هيل" بدا وكأنه يؤكد التقارير عندما قال إنه طالب بالانتباه في اتخاذ القرارات والتأكد من أنها متوافقة مع بقية المؤسسات داخل الدولة بما في ذلك البيت الأبيض. وفي ذلك اليوم، الأربعاء استخدم ترامب الإيجاز اليومي عن فيروس كورونا وبجانبه الدكتور فوتشي للكذب على الرأي العام حيث قال: "لديك 15 شخصا ثم 15 شخصا في الأيام التالية حيث سينخفض العدد إلى صفر، وهذا عمل رائع قمنا به". وسيواصل ترامب مع وزير الصحة استخدام التأكيدات هذه على مدى اليوميين التاليين. وفي نهاية الأيام الخمسة تحدث دكتور فوتشي مع برنامج "توداي" في تصريحات بدت لاحقا مثيرة للجدل. وكان السؤال الذي طرح عليه: "حسنا دكتور فوتشي، هذا هو يوم السبت في أمريكا ويصحو الناس الآن على مخاوف حقيقية بشأن هذا. ويريدون الذهاب لمراكز التسوق ودور السينما وربما لمركز اللياقة، هل علينا تغيير عاداتنا وإن كان الأمر كذلك فكيف؟" وكان جواب فوتشي: "لا ليس الآن ولا حاجة لتغيير أي شيء تقوم به على قاعدة يومية، ولا تزال المخاطر متدنية في الوقت الحالي ولكن هذا قد يتغير". وربما ندم فوتشي على ذلك الجواب اليوم، ولكنه كان يعرف أن عليه الالتزام بالخط الرسمي. وبهذا يتبين أن الرئيس وطاقمه من المسؤولين البارزين قاموا وعلى مدى خمسة أيام بنشر رسالة غير صحيحة للأمريكيين. ولكن الرسائل ستستمر بعد هذه الأيام حتى بدأت شاحنات المشارح والبيانات الملونة تكشف عن تصاعد المرض وتوسعه في أمريكا.

يختم الكاتبان مقالهما بالقول: إن فهم كل هذا ليس من أجل فهم كيفية تصرف الإدارة وإن كانت اتبعت التعليمات المعروفة أم لا؟ ولكن حول الثقة بالإدارة عندما يبدؤون بالتفكير حول حماية حياتهم وإعادة تفعيل الاقتصاد.

 

اقرأ أيضا: الاستخبارات الأمريكية تنفي أن يكون كورونا سلاحا بيولوجيا

التعليقات (0)