سياسة عربية

كيف تواجه فضائيات المعارضة المصرية بتركيا وباء كورونا؟

إعلام النظام المصري زعم تفشي كورونا وسط الإعلاميين بتركيا- عربي21
إعلام النظام المصري زعم تفشي كورونا وسط الإعلاميين بتركيا- عربي21

استغلت وسائل الإعلام المصرية المؤيدة لنظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي إعلان الإعلامي بقناة مكملين الفضائية، حسام الشوربجي، إصابته بفيروس كورونا المستجد، السبت الماضي، لتروج بأن الفيروس منتشر بشكل كبير جدا في صفوف الإعلاميين المصريين العاملين بالقنوات الفضائية المعارضة بتركيا، وأن هناك ما وصفوه بـ "حالة هلع شديدة" تنتاب العاملين بتلك القنوات، على حد قولهم.

 


وزعم الإعلامي المُقرب من الأجهزة الأمنية، مصطفى بكري، غلق قناة مكملين، قائلا: "‏يمهل ولا يهمل، تم إغلاق قناة مكملين الإخوانية العميلة بعد إصابة المذيع الإخواني حسام الشوربجي بمرض كورونا"، مُدعيا أنه تم فرض الحجر الصحي على الإعلامي محمد ناصر والإعلامي حمزة زوبع، بحسب قوله.

 

 

وعززت وسائل الإعلام المؤيدة لنظام السيسي مزاعمها الخاصة بقنوات المعارضة المصرية بكثرة عدد المصابين بفيروس كورونا داخل دولة تركيا.

ومساء الإثنين، أعلنت وزارة الصحة التركية، ارتفاع عدد المصابين إلى 61 ألفا و49، فيما بلغت حالات الشفاء 3 آلاف و957، فضلا عن تسجيل 1296 حالة وفاة بكورونا.

إلا أن مسؤولين وإعلاميين بقنوات المعارضة المصرية نفوا تماما صحة الأقاويل التي روجتها وسائل إعلام النظام، مؤكدين أن "جميع الأمور تسير لديهم بشكل طبيعي، وأنه لم يتم رصد أي إصابات داخل صفوف الزملاء بهذه القنوات سوى حالة الزميل حسام الشوربجي"، مشيرين إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية منذ بداية أزمة كورونا بتركيا.

"العمل من المنازل"

من جهته، قال رئيس تحرير قناة الشرق، مسعد البربري، إنهم قاموا بمجموعة من "الإجراءات مع بداية تفاقم الأزمة في تركيا، من أجل الحفاظ على أرواح وسلامة جميع الزملاء، مع استمرار عمل القناة في نفس الوقت دون توقف، لتظل مستمرة في تأدية مهمتها ورسالتها".

وأوضح أن الإجراءات التي اتخذوها اختلفت من قسم لآخر داخل المؤسسة؛ "فقد سمحنا للزملاء بالأقسام التحريرية في البرامج بتأدية عملهم من منازلهم، طالما أنه يمكنهم فعل ذلك، على أن يتم إرسال زميل واحد فقط، وفق جدول دوري توافقوا عليه، لتنفيذ بث الهواء، وكذلك في قسم الأخبار بالقناة حيث يعمل الجميع من منازلهم باستثناء زميلين فقط أحدهما مسؤول عن الأعمال التحريرية وتنفيذ الهواء، والآخر مسؤول عن المونتاج وبعض الأمور اللوجستية".

وتابع البربري، في تصريح لـ"عربي21": "أما بخصوص باقي الزملاء في الأقسام الأخرى، ومنها قسما المونتاج والسويشال ميديا، فقد سمحنا لكل من يستطيع أداء عمله من المنزل بأن يفعل ذلك على الفور، وبالتالي فقد قمنا بتخفيض عدد المتواجدين داخل المؤسسة إلى أقصى درجة ممكنة، ووصلنا لنتيجة جيدة تحول دون احتكاك الزملاء ببعضهم البعض بشكل مباشر".


جانب من أعمال التعقيم داخل مقر قناة الشرق

ونوّه إلى أنهم قاموا باتخاذ "إجراءات وتدابير احترازية، حيث يتم تعقيم القناة من وقت لآخر بشكل دوري عبر شركة متخصصة تعاقدنا معها، وقمنا بإحضار أدوات التطهير والنظافة بشكل مستمر ودائم، ونقوم كذلك بإجراءات تخص سلامة الزملاء المذيعين الذين يظهرون على الشاشة من خلال تطهير الاستديو والأماكن التي يجلسون فيها، وتعقيم جميع الأدوات التي يستخدمونها".

جانب من أعمال التعقيم داخل مقر قناة الشرق

 

وشدّد رئيس تحرير قناة الشرق على أن جميع الأمور لديهم "مستقرة تماما، ولا توجد أي إصابات أو اشتباه في إصابات بكورونا، حتى هذه اللحظة"، منوها إلى أن "خريطة برامج القناة، رغم جائحة كورونا، لم تتأثر مطلقا؛ فكل مساحات الهواء التي كنّا نبثها قبل أزمة كورونا ما زالت قائمة كما هي دون تغيير، وستستمر مؤسساتنا في أداء دورها".


كما أوضح البربري أنهم قرروا "استضافة الضيوف الذين يظهرون على شاشة قناة الشرق عبر خدمة اسكايب أو من خلال إجراء مداخلات هاتفية، وهو الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في حل المشكلة كحلول بديلة لحين انتهاء جائحة كورونا".

 

اقرأ أيضا: منظمات تدعو لتغليب المصلحة الإنسانية في أزمة كورونا بمصر

"مزاعم أذرع السيسي الإعلامية"

وأشار الكاتب الصحفي، قطب العربي، إلى أن "الأذرع الإعلامية للنظام أحدثت ضجة كبيرة، وكانت في حالة فرح واضحة، بزعم تفشي الإصابات وسط الإعلاميين المعارضين، وزعموا أنه تم إغلاق قناة مكملين، وكأن هذا الأمر هدية لهم من السماء".

وأكد العربي، في مقطع فيديو نشره، الثلاثاء، على قناته باليوتيوب، أن "قناة مكملين لم تُغلق على الإطلاق، بل تُمارس عملها بشكل طبيعي مثل قناتي الشرق ووطن"، مؤكدا أن "جميع المنابر الإعلامية في تركيا مستمرة في عملها بشكل عادي ودون تأثر بأزمة كورونا".  

 


وأضاف: "ربما بعض هذه القنوات الفضائية اتخذت بعض التدابير الاحترازية لمنع انتشار كورونا، بتقليل تواجد العاملين داخلها، وأن يكون هناك تناوب في العمل فيما بينهم، وبعضهم لديه جهاز كشف مبدئي لفحص العاملين لمعرفة إذا ما كانت هناك إصابات من عدمها، وهذه إجراءات طبيعية للسلامة والوقاية".

وتابع: "أود القول لمصطفى بكري وغيره إن القنوات (المعارضة) لا زالت تعمل حتى الآن وبشكل جيد جدا، وكان لها الفضل في كسر حالة التعتيم الإعلامي الذي حاول النظام فرضه على الأزمة في بدايتها في مصر؛ فالقنوات ومواقع التواصل هم مَن كشفوا النظام وأجبروه على الاعتراف بالأزمة والحقائق".

"تدابير احترازية"

كما نفى الإعلامي بقناة مكملين، أحمد سمير، صحة الأقاويل التي تروجها وسائل الإعلام الداعمة للنظام بشأن مكملين، مؤكدا أن "الأوضاع داخل القناة مستقرة تماما، وأن كل شيء على ما يرام حتى الآن، خاصة أنه لم يتم رصد أي إصابات وسط الزملاء باستثناء حالة الزميل حسام الشوربجي، والذي بدأ في التعافي من إصابته، وقد يعود لجمهوره ولشاشته قريبا إن شاء الله".

ولفت، في تصريح لـ"عربي21"، إلى أنهم، وقبل نحو شهر، اتخذوا "العديد من الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجهة كورونا، حيث تم تقليل أعداد المتواجدين داخل مقر القناة بشكل كبير، وتم السماح للعديد من الزملاء بالعمل من منازلهم، فضلا عن التوسع في إعطاء الإجازات، مع العمل بمعظم الأقسام عن طريق التناوب بين الزملاء".     

وأكد سمير، الذي يُقدم برنامج "ألو مكملين" اليومي، أن "المزاعم التي روّجتها وسائل إعلام النظام تفتقر تماما لأدنى درجات الأمانة أو المصداقية، ولا تتماشى مع أي معايير مهنية محلية أو دولية، إلا أنها كانت مُتوقعة، وردود فعلهم خير مُعبّر عن افتقادهم لأي مشاعر إنسانية من الأساس، وهذا شيء ليس بجديد عليهم".

وأشار سمير إلى أن "هناك بعض البرامج كان مُخططا لها البث من منازل بعض الزملاء المذيعين بقناة مكملين - حتى قبل إصابة الزميل حسام الشوربجي- ومنها برنامج (مصر النهاردة) الذي يقدمه الزميل محمد ناصر، الأمر الذي استغله إعلام النظام للادعاء بأن ناصر وحمزة زوبع يخضعون للحجر الصحي داخل منازلهم، وهذا أمر غير صحيح تماما".

 

جانب من برنامج "الشارع المصري" الذي يقدمه الإعلاميان أحمد عطوان وعماد البحيري

التعليقات (0)