قال عضو أمانة حركة "رشاد"
الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت: "إن السلطات الحاكمة في الجزائر تعمل على استغلال
الحرب الكونية ضد فيروس كورونا، لتطويع المجتمع وإسكات كل صوت معارض".
وأوضح زيتوت في حديث مع
"عربي21"، أن "النظام لجأ إلى استخدام الدين لتبرير سياساته الاستبدادية، وشكل لجنة سماها لجنة الفتوى من أجل توفير الغطاء الديني للحرب على المجتمع السياسي والمدني".
وأضاف: "نحن أمام نظام ديكتاتوري وقاتل يسعى لفرض خياراته للمستقبل السياسي للبلاد، ويختلق اتهامات جديدة تحت اسم مخاطر الإشاعات، والدعوة إلى محاربة مصادر المعلومة والتشكيك في كل المعلومات التي أصبحت موثقة بالصوت والصورة".
واعتبر زيتوت أن "ما يضعف من مواجهة
وباء كورونا أن من يقود دفة الأمور في الجزائر هي عصابة حاكمة، درجت على الكذب طيلة العقود الماضية، فاقدة لكل مصداقية، وهو ما يدفع بالجزائريين إلى اقتناص المعلومة من مصادرها مباشرة".
وقال: "لجنة الفتوى التي يتم إحياؤها الآن لم تنظر لأي من المظالم التي ارتكبها نظام العصابات الحاكمة على مدى العقود الماضية، وهي التي لم تنظر إلى الجرائم التي ارتكبها نظام بوتفليقة على مدى سنواته الماضية، ولا ما ارتكبه الجنرالات من مجازر في حرب قذرة في التسعينيات، ولا فتح الأجواء ومساعدة فرنسا لقتل سكان شمال مالي باسم الحرب على الإرهاب".
واتهم زيتوت النظام الجزائري بالعمل على صناعة ذباب إلكتروني وقنوات أصحابها في السجون وهي تقدس النظام، همهم محاربة كل نفس حر، من أجل تحميل الشعب مسؤولية كل ما يجري للجزائر بما في ذلك هذا الوباء الجائحة الذي يهدد حياة الجزائريين بالكامل"..
وأضاف: "لقد اعتاد النظام الجزائري على السعي لاختراق الإعلام الخارجي عن طريق شراء بعض الصحفيين وتمرير معلومات وتقارير مضللة عن حقيقة ما يجري في الداخل".
وتابع: "إذا تبقى هناك من عقلاء في النظام الحاكم، فإنهم مدعوون لمصارحة الشعب الجزائري بحقيقة الوباء أولا، وبالاهتمام بالملايين من الفقراء والمساكين في هذه الظروف العصيبة، بدلا من شراء الذمم في الداخل والخارج".
وتابع: "بدل صناعة الذباب وصرف الأموال على الدعايات المضللة، كان الأولى صرف هذه الميزانيات على المستشفيات وعلى الأطباء والممرضين الذين مات بعضهم لأنهم لا يجدون القناع الواقي لهم لممارسة مهامهم في إنقاذ المرضى، وأيضا ما كان له أن يترك آلاف الجزائريين يهيمون في مطارات العالم وهو الذي زعم حينما قال له الناس لا تأتوا بالجزائريين من إيطاليا وفرنسا بسبب انتشار الفيروس، زعم أنه لن يترك أبناء بلاده في الخارج، ولكنه فعل وما زال مئات الجزائريين عالقون في الخارج".
ورأى زيتوت أن العالم وهو يواجه هذا الفيروس القاتل على أعتاب مرحلة جديدة ونظام عالمي جديد، وأن الدول التي بنيت بالأكاذيب والخداع قد تنهار في أي لحظة، وأن إنقاذ الجزائر يكمن في تولي أمرها من أبنائها الصادقين دون إقصاء، وليس من أولئك الذين ساهموا في تخريبها وإيصالها إلى هذا المستوى من الضعف على مدى العقود الماضية"، على حد تعبيره.
وحتى الجمعة، سجلت الجزائر 235 حالة وفاة من بين 1666 إصابة بكورونا فيما بلغ عدد حالات التعافي 374.