هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت
صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن أصوات اليمين المتطرف، بدأت تتعالى في
الولايات المتحدة، لدعوة كبار السن المتقاعدين، للتطوع والعمل، لـ"إنقاذ
البلاد من الدمار المالي".
وأشارت
الصحيفة إلى أن الدعوات صدرت من دوائر محافظة، ومواقع ويب يمينية متطرفة، فضلا عن
إعلاميين وسياسيين بارزين، إضافة إلى قناة فوكس نيوز المؤيدة للرئيس دونالد ترامب.
وقالت
إن هذا التيار يدعو إلى تجنب الكساد العظيم، عبر هذه الفئة من الناس، بما يشبه
"صرخة ساحة المعركة وتقديم حياتك الخاصة من أجل الناتج المحلي
الإجمالي"، لكنها بالمقابل من وجهة نظر القطاع الصحي، فهي وصفة لتوسيع جائحة
فيروس كورونا.
وأوضحت
الصحيفة أنه على الرغم من أن هذه الدعوات، ليست التوجه الساحق للجمهوريين أو
المحافظين عموما، إلا أنها نشأت من "سلالة واحدة تعود لعقلية زمن الحرب"،
وبينما يقترب ترامب من نهاية الـ 15، للتباعد الاجتماعي، إلا أن الحديث يمكن أن
يؤثر على عملية صنع القرار داخل البيت الأبيض، فترامب يتلقى إشارات من نقاد
محافظين هم خارج الإطار.
ولفتت
إلى أن الطريقة التي يتحدث بها أصحاب هذه الفكرة، أشبه إلى حد كبير بـ"القومية
الشعبوية، المشكّلة للموجة التي ركبها ترامب للحصول على الترشيح الجمهوري، ثم
الصعود للبيت الأبيض، لأنها صيغت بطريقة تتحدث عن الصالح العام.. باستثناء" وهو
ما يؤيده سيث ماندل، المحرر التنفيذي في "واشنز إكزامينر" والذي قال:
"الجيد في الواقع هو أن المحصلة النهائية للبلاد تنجح".
ووسط
دعوات اليمين المتطرف، حذرت الجهات الصحية، من أن تخفيف إجراءات التباعد
الاجتماعي، خاصة في منتصف نيسان/أبريل، يمكن أن تسمح لفيروس كورونا بالاندماج في
مجتمعات جديدة، والانتشار بسرعة أكبر في بؤر التوتر الموجودة، خاصة مع قلق
المستشفيات من نقص المستلزمات الطبية ومحدودية الأسرة، وأي تفاقم إضافي سيهدد
بإرباك النظام الصحي بالكامل.
وقالت
الصحيفة، إن المعلقين اليمينيين، وعلى مدار الأيام الماضية، جادلوا بأن التكاليف
الصحية لاحتواء فيروس كورونا، والذي أصاب حتى الآن أكثر من 90 ألف أمريكي وأودى بحياة
أكثر من 1400 آخرين، لا يستحق التكلفة الاقتصادية التي لا يمكن إصلاحها، مع إبقاء
الملايين من العاطلين عن العمل، مشيرة إلى أن 3.3 ملايين أمريكي قدموا طلبات
الأسبوع الماضي، للحصول على إعانات بطالة.
اقرأ أيضا: وفيات قليلة رغم الإصابات الكثيرة.. ما سر ألمانيا؟
ولفتت
إلى أنه وفي الوقت الذي يميل كبار السن من الأمريكيين، إلى كسب أموال أكثر من نظرائهم
صغار السن، وشغل أدوار إدارية في أعمالهم، الأمر الذي يجعلهم أحد محركات الاقتصاد
الرئيسية، إلا أنهم أكثر عرضة لخطر الموت، وظهور أعراض كورونا الحادة، في حال
أصيبوا به.
وخلال
الفترة الماضية، بدأت المواقع التقليدية المحافظة، عرض مقالات تشير إلى الانهيار
الاقتصادي في التباعد الاجتماعي"، يمكن أن يدمر حياة الناس إلى درجة، سيكون
الجميع على استعداد للعيش حياة أقصر إلى حد ما، بدلا من حياة أطول في ظل الظروف
الحالية.
ودعت
المواقع إلى استضافة حفلات أشبه بـ"جدري الماء" وتعريض الأطفال إلى فيروس
كورونا الجديد، لبناء مناعة القطيع، وهو مقال علّقه موقع تويتر بسبب تشجيعه على
التضليل العلمي.
ولم
تقتصر الدعوات على المحافظين القوميين والمتشديين، بل قال "آر روبين"
محلل مجلة "فيرست ثينغ" الدينية، إن إعلان حاكم نيويورك، أندرو كومو،
أنه سيفعل أي شيء لإنقاذ الأرواح هو "شيطاني في طبيعته".
وقال
روبين: "الشيطان يفضل الإنسانيين العاطفيين" واصفا الإغلاق الجماعي على
نيويورك بأن القادة السياسيين والدينيين، من خلال أفعالهم "يقبلون هيمنة
الموت".
ووصلت
هذه الدعوات إلى نجم شبكة فوكس نيوز المؤيدة لترامب، جلين ليك، والذي قال هذا
الأسبوع: إنه "يفضل الموت على قتل الاقتصاد".
وقال:
"أفضل أن يبقى أطفالي في المنزل، وكلنا ممن تجاوزنا الخمسين عاما نبقي الاقتصاد
يعمل، حتى لو مرضنا جميعا.. أفضل الموت على قتل البلاد لأنه ليس الذي الاقتصاد يموت بل
البلاد كلها".
وخلال
برنامج حواري، قال حاكم ولاية تكساس دان باتريك، وهو مقدم برامج حواري إذاعي سابق،
إن الأمريكيين الأكبر سنا سيضحون بأنفسهم طوعا، للحفاظ على الاقتصاد واقفا على قدميه
ومنع البلاد من الانزلاق إلى الكساد.
وأضاف: "دعونا نعود إلى الحياة،
ونكون أذكياء حيال ذلك، وأؤلئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما
قال باتريك: "دعنا نعود إلى
الحياة ، دعونا نكون أذكياء حيال ذلك ، وهؤلاء الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا ،
سنهتم بأنفسنا".
في حين وصف مذيع قناة فوكس نيوز بريت
هيوم، لاحقا نظرية باتريك، بأنها "وجهة نظر معقولة تماما".
وقال مات لويس كاتب عمود رأي محافظ في
صحيفة "ديلي بيست"، إنه "لم يفاجأ بأن زملاءه قدموا هذه المقترحات،
رغم تحذيره من أن غالبية الأمريكيين اليمينيين والمعلقين والسياسيين لم يشاركوه".
وأضاف: "أشك في أن معظيم
المحافظين يعتقدون ببساطة أن المخاوف من فيروس كورونا، مبالغ فيها، وأنه قد توجد
أرضية وسطية ننقذ فيها الاقتصاد ونحمي الأرواح".
وتابع: "هذه الدعوات الجديدة،
لعبت دورا في الصورة النمطية الشائعة عن الجمهوريين، وأن هناك شعورا بأننا نهتم
أثر بالمال ونؤمن بنوع من فكرة البقاء للأصلح".
وقالت الصحيفة، إن ترامب شجع الجمهور،
على النظر إليه على أنه رئيس في زمن الحرب، ويخوض معركتنا التاريخية مع العدو غير
المرئي".
وأشارت إلى أن الطروحات الاقتصادية
الوطنية، أجرت مقارنات مع ما يسمى بـ"لوحة الموت" خلال مناقشات حول "أوباما
كير" (خطة أوباما الصحية)، حين قال المحافظون إن خطة أوباما ستسمح في النهاية
للحكومة، بإملاء من يعيش ومن يموت لأجل الصالح العام لاقتصاد البلاد.
لكن الكاتب لويس، أشار إلى أن فكرة
"تضحية المسنين" كانت محافظة بشكل فريد، أو على الأقل من المحافظين في
عهد ترامب حول كيفية حماية البلاد.
وأشار إلى أن فكرة "لوحة الموت
كانت مقلقة، قبل سنوات، وكانت نوعا من الفرز بأنه إذا كانت الحكومة تدفع الفواتير
فقد تقرر أن بعض الناس المرضى مكلفون لدرجة أنهم يستحقون الإنقاذ".
وأضاف: "إذا تم تشكيل لوائح الموت،
سيتم اتخاذ القرارات لكل على حالة على حدة، ورغم وجود مبادئ توجيهية لهذه النسخة
الصغيرة، إلا أن النسخة الكلية هي أنه للقائد تقرير أن يضحي بالمسنين والضعفاء من
أجل الناتج المحلي الإجمالي".
وقالت الصحيفة: إنه رغم استبعاد إقدام
إدارة ترامب على تبني هذا الاقتراح، إلا أن مجرد وجود الحجة مقلق بشأن حصيلة فيروس
كورونا على اقتصاد البلاد، ومكانتها بالعالم.
وللاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفايروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا