صحافة دولية

الغارديان: هل تحولت مؤتمرات ترامب الصحافية لحملة انتخابية له؟

الغارديان: مؤتمرات ترامب الصحافية تشبه التجمعات الانتخابية لأنصاره لرئاسة 2020- جيتي
الغارديان: مؤتمرات ترامب الصحافية تشبه التجمعات الانتخابية لأنصاره لرئاسة 2020- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها من واشنطن، ديفيد سميث، يتساءل فيه عن مؤتمرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعما إن كانت عبارة عن خطابات انتخابية لحملة رئاسة 2020. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس الأمريكي قام على مدى أربع ساعات في المنصة بتعظيم نفسه، وأعاد كتابة التاريخ، وحمل المسؤولية للآخرين، وصفى حسابات سياسية، وتطرق للإعلام، وقام بإرسال عدد من المعلومات التي تحتاج لتدقيق، وأنهى منبره بجعل الآخرين يسبحون بحمده. 

ويقول سميث إنه في غياب بحر من القبعات التي كتبت عليها عبارة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" والموسيقى الخلفية لرولينغ ستون، فإن مؤتمرات ترامب الصحافية، التي بات يعقدها الرئيس في البيت الأبيض لمناقشة فيروس كورونا، تشبه التجمعات الانتخابية لأنصاره لرئاسة 2020، كما يقول النقاد. 

وتلفت الصحيفة إلى أن عددا من النقاد طالبوا شبكات التلفزة بوقف التغطية المباشرة واليومية للمؤتمرات، فمن خلال نقل كلام الرئيس كما هو فإنها تسهم في تضليل المشاهدين بشكل قد يضر بصحة الرأي العام. 

وينقل التقرير عن مايك ماكوري، الذي عمل سكرتيرا إعلاميا للرئيس بيل كلينتون، قوله: "هذه تجمعات انتخابية من خلال المؤتمرات الصحافية المنقولة على الهواء مباشرة ويجب ألا تكون كذلك"، وأضاف: "هي ليست بديلا عن المؤتمرات الصحافية للسكرتير الإعلامي، التي تقدم المعلومات الحقيقية للرأي العام والإجابة على أسئلة الصحافيين وتحمل المسؤولية، بل أصبحت إنتاجا مسرحيا وليست مؤتمرات صحافية حقيقية".

 

وينوه الكاتب إلى أن آخر مؤتمر صحافي عقده المسؤول الإعلامي للبيت الأبيض تم في العام الماضي، قبل أن يقرر ترامب أن يصبح المتحدث الرسمي باسمه، حيث يجيب وبشكل منتظم على أسئلة الصحافيين في البهو الجنوبي من البيت الأبيض، قبل أن يركب طائرة المارينز المروحية فيما يعرف باسم "تشوبر تولك". 

وتستدرك الصحيفة بأنه بعد ذلك جاء فيروس كورونا والوباء، وجرى تفعيل غرفة المؤتمرات الصحافية في الجناح الغربي الساكنة منذ وقت، مشيرة إلى أن نائب الرئيس، مايك بنس، الذي يدير لجنة المهام الخاصة لمواجهة فيروس كورونا، حصل في البداية على ثناء الجميع لطريقة إدارته المؤتمرات حتى كتب أحد المعلقين مازحا ومقترحا بأن يتولى بنس منصب السكرتير الإعلامي.  

ويفيد التقرير بأن ترامب شعر أن هناك فرصة سياسية، ولهذا تحرك وخطف الأضواء وأصبح سيد الاحتفالات، وفي بعض الأحيان كان مطمئنا للحاضرين وبنبرة هادئة، وفي مرات أخرى عاد إلى أسلوبه العشوائي ليقدم وعودا مبالغا فيها بإنتاج اللقاح والعلاج للفيروس، بشكل أجبر الخبراء على مناقضة كلامه، وهاجم ذات مرة صحافيا تحدى كلامه.  

 

ويذكر سميث أنه عندما سئل ترامب في يوم الأحد إن كان قد غير استثماراته الخاصة قبل الوباء، فإنه قدم جوابا مدهشا، وجاء في 850 كلمة، وجاء فيه: "يقولون إن جورج واشنطن كان غنيا، غنيا نسبيا ثم ترشح للرئاسة، لكنه أدار تجارة في الوقت ذاته، وقالوا كان لديه مكتبان ولا أحد اشتكى حتى جئت، وانتخبت بصفتي رجلا غنيا، وكلفني مليارات الدولارات لأكون رئيسا، وأنا سعيد لقد حققت الفوز، والسبب من يهتم من يهتم؟". 

وتشير الصحيفة إلى أنه عادة ما يظهر ترامب مع أعضاء فرقة المهام الخاصة، بنس والدكتور أنتوني فوسي والدكتور دبيرا بيركس وجيروم آدمز، الذين يقفون قريبا منه أكثر مما يسمح للصحافيين بالجلوس قرب بعضهم. 

ويلفت التقرير إلى أنه تم انتقاد الصحافيين في الحملة الانتخابية لعام 2016 لمنحهم ترامب تغطية إعلامية، والسماح له بحضور مجاني يكلف مليارات الدولارات كإعلانات، مستدركا بأنه رغم أن التجمعات الانتخابية قد توقفت بسبب الفيروس، إلا أن هناك مخاوف من إعادة التاريخ نفسه، فأصبحت لدى ترامب ميزة على منافسه في الرئاسة جوزيف بادين، وتم تغيير وقت المؤتمرات في يومي الأحد والاثنين، ما أعطى ترامب فرصة مشاهدة في ساعات الذروة. 

ويورد الكاتب نقلا عن ماكوري، الذي يعمل أستاذا في كلية ويزلي التكنولوجية، قوله إنه "يميل للموافقة" مع الفكرة التي ترى أن على شبكات التلفزة عدم نقل المؤتمر كاملا، وأضاف: "نقله لعدم وجود شيء أفضل في البرامج التلفازية العادية ليس سببا جيدا، ويجب عدم تحوله إلى منبر للرئيس لينقل رسالته، فهذا ليس تلفزيون الواقع". 

وتنوه الصحيفة إلى أن المعلقة الإعلامية في "واشنطن بوست" مارغريت سوليفان، ذهبت إلى أبعد من ذلك في مقال تحت عنوان "يجب على الإعلام التوقف عن منح بث حي لمؤتمرات ترامب الصحافية عن فيروس كورونا المدمرة والخطيرة"، وكتبت قائلة: "يستخدم الرئيس ترامب مرة تلو الأخرى مؤتمراته الصحافية بديلا عن حملاته الانتخابية التي أجبرت على التوقف بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، فجلسات البيت الأبيض هذه كان من المفترض أن تقدم للرأي العام معلومات حقيقية ونقدية عن الأزمة المخيفة، لكنها تعمل ضد الهدف". 

ويستدرك التقرير بأن المتحدث الإعلامي السابق، شون سبايسر، دافع عن مؤتمرات البيت الأبيض باعتبارها ضرورية لمعرفة الرأي العام عما تقوم به الحكومة لمواجهة الفيروس، مشيرا إلى أن سبايسر يقدم برامج على القناة المحافظة "نيوزماكس"، وكان أول مسؤول سابق يوجه سؤالا للرئيس الذي خدمه ذات مرة من الغرفة ذاتها. 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه على خلاف التجمعات الانتخابية فإن المؤتمرات الصحافية تعطي الصحافيين فرصة لتحدي الرئيس.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)