سياسة عربية

رموز مصرية وعربية تدعو لتدخل أممي للإفراج عن المعتقلين بمصر

العديد من الأحزاب والمنظمات الحقوقية والشخصيات العامة طالبوا بضرورة الإفراج عن السجناء خوفا من تفشي كورونا- أرشيفية
العديد من الأحزاب والمنظمات الحقوقية والشخصيات العامة طالبوا بضرورة الإفراج عن السجناء خوفا من تفشي كورونا- أرشيفية

دعت رموز حقوقية وسياسية مصرية وعربية، الأمم المتحدة، إلى التدخل العاجل من أجل الإفراج مؤقتا عن المعتقلين في السجون المصرية، لتجنب الانتشار السريع لفيروس كورونا داخل مراكز الاحتجاز المختلفة، مما قد يتسبب في مقتل عشرات الآلاف.

جاء ذلك في بيان مشترك لهم، الأربعاء، وصل "عربي21" نسخة منه، وقاموا بتوجيهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، ورئيسة مجلس حقوق الإنسان الدولي إليزابيث تيشي- فيسبيرغر، ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت.

وأشارت الشخصيات المصرية والعربية إلى خطورة ما وصفوه بالوضع المأساوي للسجناء المحتجزين في مصر، حيث يتفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد بشدة.

ولفتوا إلى رسالة تسربت من سجن العقرب المصري تكشف عن وجود حالات متزايدة للمصابين بأعراض فيروس كورونا، مؤكدين أن "السجناء لم يتلقوا أي مساعدة على الإطلاق حتى الآن".

والثلاثاء، حصلت "عربي21" على رسالة استغاثة لعدد من المعتقلين بسجن العقرب خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد بينهم، في ظل تجنب الضباط وأفراد الأمن والأطباء التعامل معهم، مشدّدين على أن "هناك تجاهلا تاما ومُتعمدا لكل صرخاتهم رغم تزايد ظهور أعراض كورونا على المعتقلين".

 

اقرأ أيضا: معتقلو سجن العقرب بمصر يستغيثون من كورونا (رسالة مُسربة)

وقال المعتقلون، في رسالتهم: "نواجه الموت مُكبلي الأيدي بلا هواء، بلا شمس، بلا دواء، بلا طبيب، بلا أهل، بلا طعام، بلا رحمة؛ فمن حوالي أسبوع بدأت الأعراض في الظهور على كثير منا سعال، وارتفاع درجات الحرارة، ورشح، والتهاب بالرئتين، ودبّت حالة من الفزع والرعب بين الجميع، واهتم الجميع بكتابة وصيته".

وأوضح بيان الشخصيات المصرية والعربية أنه تم تعليق العمل بجميع المحاكم المصرية لمدة أسبوعين بسبب وباء كورونا، مما يعني أن "السجناء سيبقون في الحبس بدون اتصال حتى المحاكمة".

وتابع البيان: "السجون المصرية معروفة للأسف بأوضاعها القذرة، والأكثر إثارة للقلق في هذا الوقت هو وباء كورونا"، مشيرا إلى أن "السجناء مُحاصرين في زنزانات صغيرة لدرجة أنهم يضطرون إلى انتظار دورهم للنوم".

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن "السجناء المصريين يشكون من الظروف اللاإنسانية والمتدهورة والمهينة".

وقال مسؤول الملف المصري بهيومن رايتس ووتش، عمرو مجدي، في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني: "يخبرنا السجناء أن حراس السجن يعاقبونهم بمصادرة مواد النظافة الشخصية مثل الصابون وفراشي الأسنان ومعجون الأسنان وورق الحمّام. المراحيض قذرة، ويضطر السجناء أحيانا إلى استخدام المياه في (جرادل) دلاء لعدم وجود مياه جارية"، لافتا إلى أن "التهوية المناسبة وأشعة الشمس هي عملات نادرة. وإذا كانت هناك نصيحة واحدة يقدمها سجين في مصر إلى سجين جديد، فستكون على الأرجح، لا تمرض".

وأكدت الشخصيات المصرية والعربية الموقعة على البيان أن "السجناء غير قادرين على احترام قواعد الإبعاد والنظافة الاجتماعية التي تطلبها منظمة الصحة العالمية لمنع الفيروس من الانتشار. وهذا يمثل خطرا كبيرا للتلوث الجماعي بين السجناء وكذلك حراس السجون وحراسها وكذلك عائلات موظفي السجن.

ونصحت منظمة الصحة العالمية بأن مسافة 6 أقدام (مترين) مثالية بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس لوقف انتشار المرض.

وأوضح البيان أنه "منذ عام 2013، توفي أكثر من 600 شخص في السجون المصرية بسبب الظروف اللاإنسانية التي احتجزوها، وبسبب الإهمال الطبي الجسيم"، مؤكدا أن هناك السجناء يعانون من نقص للرعاية الصحية الأساسية، فضلا عن أن الطعام الذي يحصلون ليس متنوعا بما فيه الكفاية، معبرين عن خشيتهم من أن "معظم السجناء يعانون بالفعل من ضعف جهاز المناعة، ولن يتم تزويدهم بالرعاية الصحية اللازمة في حالة إصابتهم بكورونا".

ونوّه البيان إلى أن إيران أفرجت مؤخرا عن 85000 سجين، بمن فيهم السجناء السياسيين والجنائيين، عقب دعوة خبير الأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في إيران جافيد رحمن، مشيرا إلى أن "السجناء المصريين يُحتجزون في ظروف مماثلة، ويجب أن يحظوا بنفس الاهتمام من الأمم المتحدة".

ومن أبرز الموقعين على البيان: أيمن نور (المتحدث الرسمي باسم مجموعة العمل الوطني)، والمنصف المرزوقي (الرئيس التونسي الأسبق)، وخالد أبو النجا (فنان مصري)، وآية حجازي (مديرة مؤسسة بلادي)، ويحيى حامد (وزير الاستثمار السابق)، وحاتم عزام (أمين عام لجنة الطاقة والصناعة بالبرلمان سابقا)، وعمرو دراج (وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق)، وماجدة رفاعى (باحث في الفلسفة السياسية)، وتوكل كرمان (ناشطة يمينة حائزة على جائزة نوبل للسلام)، أحمد سميح (مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف)، وعماد الدائمي (نائب في البرلمان التونسي).

وصفي الدين حامد (رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية)، وقطب العربي (مدير المرصد العربي لحرية الإعلام)، وسامية هاريس (ناشطة سياسية وحقوقية)، ومحمد شريف كامل (ناشط سياسي وحقوقي)، وإيهاب لُطيّف (رئيس التحالف المصري الكندي من أجل الديمقراطية)، وأمين محمود (عضو مركز العلاقات المصرية الأمريكية)، ووليد مصطفى (ناشط سياسي)، ومحمد كمال عقدة (مدير مركز نظرة في الأزمات بأمريكا)، وعلي العوضي (رئيس الائتلاف المصري الألماني لدعم الديمقراطية)، وعادل راشد (برلماني سابق).

كما وقّع أسامة رشدي (عضو سابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان)، ومحمد شوبير (مركز العلاقات المصرية الأمريكية)، منى عمران (مركز العلاقات المصرية الأمريكية)، وفريد الزيات (رئيس اتحاد المصريين في البوسنة والهرسك)، وشريف دياب (ناشط سياسي)، ومصطفى الدسوقي (مركز العلاقات المصرية الأمريكية)، وسوسن غريب (ناشطة سياسية)، محمد طاهر (الائتلاف المصري الكندي من أجل الديمقراطية).

يُذكر أن العديد من الأحزاب والمنظمات الحقوقية والشخصيات العامة، قد طالبوا خلال الأيام الماضية بضرورة الإفراج عن السجناء خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأكدت عدة مبادرات على حتمية الإفراج عن السجناء، كما حدث في دولتي إيران والبحرين وجزئيا في بعض الدول الأخرى كالأردن وغيرها، من مخاوف انتشار الفيروس.

التعليقات (1)
ابوعمر
الأربعاء، 18-03-2020 06:53 م
لو أن هؤلاء المعتقلين من الأقباط أو الكلاب لتدخلت الأمم المتحدة وكل المنظمات الانسانية الدولية..وأستعملت كل الوسائل والطرق لتحريرهم ...لكن أن تكون مسلما فأنت نسيا منسيا...