اقتصاد عربي

بعد الاحتجاجات.. "كورونا" تجهز على السياحة الدينية بالعراق

مرقد الإمام علي في العراق- جيتي
مرقد الإمام علي في العراق- جيتي

يشهد قطاع السياحة الدينية في العراق، ترديا مستمرا منذ انطلاق مظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكن انتشار فيروس كورونا في بلدان العالم أجهز تماما على قطاع السياحة الوحيد في البلد.

فبعد إغلاق الحدود مع إيران، ومنع التجمّع والتجمهر لأي سبب كان ومنها المناسبات الدينية، تجنبا لتفشي فيروس كورونا المستجدّ، بتوجيه من وزارة الصحة العراقية، توقفت المدن الدينية عن استقبال السياح من داخل وخارج البلد.

تضرر السكان


وتسببت تلك الإجراءات بخسائر كبيرة للسياحة الدينية بالعراق، ففي حديث لـ"عربي21" قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، إن "الأوبئة والأمراض تؤثر بشكل كبير على القطاعات الاقتصادية، وأكثر قطاع يتأثر هو قطاع السياحة، لكن العراق لا يمتلك غير الدينية، لذلك تأثرت بشكل كبير".

وأوضح أن "تأثيرها سيكون على الأفراد أكثر من تأثيره على الدولة، لأنها غير مستفيدة كثيرا من السياحة الدينية، لكن المستفيد هم الأفراد، لأن الفنادق والمطاعم والمتاجر تعتمد في مبيعاتها على السائحين، وبذلك تؤدي إلى توقف هذه المشاريع إضافة إلى البطالة، وتآكل رأس المال".

 

اقرأ أيضابسبب كورونا.. طرد مشجعين يابانيين بألمانيا والنادي يعتذر


وأكد الهماشي أن "عواقبها كبيرة جدا على المواطن نفسه، وخاصة أن المدن الدينية هي تجارية أكثر من كونها مراكز صناعية، مثل: كربلاء والنجف وسامراء".

وبخصوص الإحصاءات للخسائر الناجمة عن توقف قطاع السياحة الدينية، قال الهماشي إن "الأرقام التقريبية تفيد بأن أكثر من 20 بالمئة من سكان المدن الدينية يعتمدون باقتصادهم على السياحة الدينية سواء كانت الداخلية أو الخارجية".

خسائر بالمليارات

وفي خطوة نادرة، أغلقت السلطات العراقية، مرقد "الإمام علي" المقدس لدى الشيعة، بعدما أعلنت تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" لطالب إيراني يبلغ من العمر 22 عاما في مدينة النجف.

ونقلت وكالة "فرانس برس" الخميس الماضي، عن صائب أبو غنيم، رئيس جمعية الفنادق والمطاعم في النجف، قوله: "إنه تم إغلاق 300 من أصل 350 فندقا في المدينة". وأضاف: "عدد الزوار الإيرانيين سابقا تجاوز 4000 شخص في اليوم، لكن الآن لا يوجد أي زائر هنا وجميع الفنادق فارغة ومخيفة".

وصارت الفنادق المتبقية تعمل بنسبة 5 بالمئة جراء غلق الحدود وحظر الدخول إلى البلاد- بحسب أبو غنيم- الذي أكد أن "الوضع التجاري في النجف كان في وقت سابق يعاني جراء الاحتجاجات في بغداد والآن أصبح منهارا تماما بسبب تفشي الفيروس".

وكان محتجون عراقيون، قد أحرقوا في شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر الماضيين، القنصلية الإيرانية في النجف ثلاث مرات على التوالي، للتعبير عن غضبهم من تدخلات طهران في الشأن العراقي.

كما أحرق متظاهرون غاضبون في كربلاء، القنصلية الإيرانية بالمدينة، الأمر الذي دفع السلطات الإيرانية إلى إيقاف رحلاتها السياحية إلى المدينتين العراقيتين المقدستين لدى الشيعة.

وتقدر بيانات محلية، عدد السياح الدينيين الوافدين إلى العراق سنويا بين 4 إلى 6 ملايين زائر من جنسيات مختلفة، يتوجه أغلبهم إلى النجف وكربلاء. ووصلت عائدات العراق من السياحة الدينية في 2017 إلى نحو 5 مليارات دولار.

التعليقات (0)