صحافة دولية

الغارديان: الصين تفرض قواعد صارمة للرقابة على الإنترنت

الغارديان: تثير الضوابط على "النظام البيئي لمحتوى المعلومات على الإنترنت" قلقا كبيرا بشأن حرية التعبير- جيتي
الغارديان: تثير الضوابط على "النظام البيئي لمحتوى المعلومات على الإنترنت" قلقا كبيرا بشأن حرية التعبير- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعدته مراسلتها في هونغ كونغ، ليلي كو، تذكر فيه أن السلطات الصينية تقوم بقمع "التلميحات الجنسية" و"ثرثرات النجوم المعروفين"، في محاولة يعدها المراقبون أنها قمع جديد لحرية التعبير.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الإجراءات الجديدة هي جزء من قواعد رقابة واسعة على الإنترنت، ما أثار مخاوف من قيام السلطات بالسيطرة على المعلومات والنقاشات عبر الإنترنت، في وقت تواجه فيه البلاد انتشارا واسعا لفيروس كورونا.

وتلفت كو إلى أن سلطة الأمن الإلكتروني قامت منذ السبت بتنفيذ عدد من التنظيمات التي يعمل من خلالها نظام المعلومات على الإنترنت، وتشجيع ما تراه الحكومة "المحتويات الإيجابية"، ومنع المحتويات التي ينظر إليها بالسلبية أو غير القانونية.

وتذكر الصحيفة أنه تم الإعلان عن التنظيمات العام الماضي، في وقت أظهر فيه مستخدمو الإنترنت نقدا واسعا للرقابة التي تمارسها الحكومة، وحذف المعلومات والتعليقات حول معالجتها لانتشار فيروس كورونا، مشيرة إلى أن متطوعين يقومون بالحفاظ على المحتويات التي حذفتها الحكومة، في وقت يحاول فيه الناشطون البحث عن طرق لتجنب الرقابة. 

ويفيد التقرير بأن "أخبار النظام البيئي على الإنترنت" شوهدت في يوم الاثنين أكثر من 3 ملايين مرة على "ويبو"، فيما قامت بعض الحسابات الخبرية، التي نشرت مقالات إخبارية عن الموضوع، بتعطيل قسم التعليقات، وفي بعض المنشورات كتب المستخدمون: "في المستقبل ستكون هناك أخبار جيدة، وليست أخبار سيئة".

 

وتنقل الكاتبة عن مستخدم، قوله: "يريدوننا أن نرى ما يرونه ونسمع ما يريدون منا سماعه.. هذه نسخة الإنترنت من الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي"، وتساءل مستخدم آخر: "ماذا عن لي وينليانغ"، في إشارة إلى الطبيب من ووهان، الذي حذر من انتشار فيروس كورونا، والذي أدت وفاته إلى دعوة الصين لحماية حرية التعبير، كما ينص على ذلك دستور البلاد.

وتنوه الصحيفة إلى أن الرقابة أو القيود على ما ينشر من محتويات على الإنترنت زادت خلال السنوات الماضية، وتم حذف المواد المتعلقة بالمثليين، وتلك المدافعة عن المرأة، التي نظر إليها على أن فيها انتهاكا للمحتويات المسموح بها، مشيرة إلى أن ناشطين يقومون بالحفاظ على محتويات للمثليين منعت من 29 شباط/ فبراير. 

ويجد التقرير أن القواعد الجديدة تعزز من القواعد السابقة، التي شجعت منتجي المحتويات على الترويج للمحتويات الأيديولوجية، مثل النظرية الاجتماعية للرئيس الصيني شي جينبيغ، و"بطريقة شاملة ودقيقة وحيوية"، و"يجب أن تروج المحتويات للوحدة والاستقرار، وتؤكد أيضا إنجازات الصين الاقتصادية". 

وتستدرك كو بأن القواعد الجديدة تظل غامضة فيما يمكن تصنيفه على انه محتويات سلبية، التي تضم بناء على القواعد الجديدة "عناوين إثارة" و"ثرثرة مفرطة للمشاهير" و"تلميحات جنسية" وأي محتوى قد يترك "أثرا سلبيا".

وتورد الصحيفة نقلا عن الزميل البارز في مركز "بول تساي تشانيا" التابع لجامعة ييل، جيرمي داوم، قوله: "من الصعب تخيل فعالية (المعايير) في مجال تفاعلي على الإنترنت، حيث تحول كل مواطن لشخص ينتج المحتوى"، وأضاف: "تخيل وأنت تحاول فهم فيما إن كان محتوى أو مدونة مثيرا، أو تحاول تتبع التلميحات الجنسية كلها على الإنترنت أو (تويتر) والتعليقات في أقسام التعليق". 

 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن معلقا على الإنترنت، كتب قائلا إن "قواعد كهذه لا قيمة لها، وتقدم للحكومة مبررا، وهي ليست واضحة في طريقة عملها".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)