صحافة إسرائيلية

بين غزة والضفة وإيران هذه تحديات الحكومة الإسرائيلية القادمة

يعكوب لافين: الوضع في الضفة الغربية متوتر جدا وقابل للاشتعال رغم التواجد الإسرائيلي المكثف- وفا
يعكوب لافين: الوضع في الضفة الغربية متوتر جدا وقابل للاشتعال رغم التواجد الإسرائيلي المكثف- وفا

قال كاتب إسرائيلي إن "التحديات الأمنية العاجلة أمام الحكومة القادمة تبدأ بقطاع غزة، مرورا بالضفة الغربية، وصولا إلى لبنان، وانتهاء بسوريا وإيران. وفي هذه الخارطة المتعددة من التهديدات، فإن كل حكومة إسرائيلية سوف تضطر في نهاية الأمر إلى اتخاذ قرارات حاسمة مصيرية وفورية تجاه إدارة التحديات الماثلة أمامها في كل هذه الجبهات القائمة، وفي وقت واحد". 


وأضاف يعكوب لافين، في تحليله العسكري المنشور على موقع ميدا الإسرائيلي، وترجمته "عربي21"، أن "كل رئيس حكومة وكل كابينت أمني قادم سيتعاملان مع وضع أمني خطير وحساس، وهو ما وجد طريقه على لسان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، حين أعلن أن الجبهتين الشمالية والجنوبية توجدان في وضع متوتر جدا، وقابلتان للتدهور إلى صراع مسلح، رغم أن أعداءنا ليسوا معنيين بهذه الحرب". 

 

وأشار لافين، محلل الشؤون الاستراتيجية العسكرية بالشرق الأوسط، والباحث بمركز بيغن- السادات بجامعة تل أبيب، إلى أن "الجيش سيعمل بلحظة ما على إخراج خططه المعدة سلفا إلى حيز التنفيذ، ومنها الخاصة بالجبهة الشمالية التي تشكل تحديا أمنيا لإسرائيل، انطلاقا من منطقتين مباشرتين: الأولى إيران المنتشرة في سوريا، والثانية خطة إيران وحزب الله لمنحه صواريخ دقيقة، وتوجيهها نحو أهداف استراتيجية في إسرائيل". 

 

وأكد أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية تابعت في الآونة الأخيرة جملة إجراءات إيرانية متلاحقة في كل أنحاء الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا، وأخذت هجماتها المذكورة مديين أساسيين: كميا ونوعيا، ما جعل الجيش الإسرائيلي في حالة جاهزية كاملة على الجبهة السورية؛ لذلك ستضطر الحكومة القادمة لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل استراتيجية "المعركة بين الحروب"؛ للتشويش على الخطط الإيرانية". 

 

وأوضح أن "الاستراتيجية الإسرائيلية القادمة تأتي من خلال حملة تقودها المنظومة الأمنية والعسكرية؛ بهدف إحباط أي عمليات وهجمات تستهدف الجبهة الداخلية الإسرائيلية؛ لأن إسرائيل ليس بوارد لديها التسليم بالجهود الإيرانية المتجهة نحو إقامة بنية تحتية عسكرية متكاملة في سوريا، كما هو عليه الحال في لبنان". 

 

ونوه إلى أن "إيران تسعى للانتقام من الإهانات التي تلقتها من سلاح الجو الإسرائيلي في عديد المرات الماضية، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة أكثر من أي وقت مضى؛ لأنه محظور على إسرائيل أن تمنح إيران شعورا بالراحة وهي تنفذ مخططاتها في المنطقة". 

 

واستدرك بالقول إن "إسرائيل مطالبة بأن تأخذ بعين الاعتبار الدور الروسي المتوقع، في حال اندلعت مواجهة عسكرية إيرانية إسرائيلية على أرض سوريا، لأن التواجد الروسي فيها جعل موسكو جارة ملاصقة لتل أبيب، مع كل ما يحمله هذا التطور من تبعات إسرائيلية على مختلف الأصعدة".

 

وانتقل الكاتب للحديث عن مستقبل المواجهة مع غزة، قائلا إنها "تبدو اليوم الجبهة الأقل استقرارا في المنطقة، صحيح أن حماس تسعى لمنع اندلاع تصعيد أمني، وتحديث الحوارات مع مصر والمجتمع الدولي، بهدف منع نشوب أزمة اقتصادية خطيرة في القطاع، ولكن في حال فشلت هذه الجهود فإن حماس قد تتجه لتصدير أزمتها الداخلية لمنع حصول مظاهرات في غزة". 

 

وأشار إلى أن "الحكومة القادمة ستضطر للتعامل مع المعضلة الغزية، فهل ستذهب لمساعدتها اقتصاديا لمنع اندلاع تصعيد عسكري معها، دون استغلال المنظمات المسلحة لهذه المساعدات لبناء قدراتها العسكرية؟ وفي حال فشلت الجهود فسنكون أمام تصعيد إسرائيلي كبير في القطاع، مع أن غزة فيها عشرات آلاف المسلحين، مع ترسانة صاروخية من عشرين ألفا من مختلف المديات والأنواع، تصل لمختلف المدن الإسرائيلية". 

 

وأوضح أن "إسرائيل مضطرة للتعامل مع الأهداف المرشحة من تلك العملية العسكرية في غزة، سواء المس بحماس، أو إبقاءها في السلطة، أو القضاء عليها كليا، مع أن هذا السيناريو سيرفع من فرضية صعود قوى أخرى في غزة، أو العوة لاحتلال القطاع كليا، وفرض حكم عسكري، ما يعني تورط إسرائيل فيها، واستنزافها في المستنقع الغزي سنوات طويلة". 

 

أما على صعيد الضفة الغربية، فذكر الكاتب أن "الوضع فيها متوتر جدا، وقابل للاشتعال، رغم التواجد الإسرائيلي المكثف فيها، وتأثيرها الكبير داخلها، ما يسمح لها بإقامة منظومة أمنية استخبارية واسعة، وتنفيذ اعتقالات يومية للنشطاء الفلسطينيين بصورة ليلية، انطلاقا من تنفيذ سياسة جز العشب الإسرائيلية لمواجهة التهديدات المحلية الموضعية". 

 

وأكد أن "هذه السياسة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية تتزامن مع تعزيز الفرص الاقتصادية، والمحافظة على هدوء نسبي في هذه المنطقة، ومع ذلك فإن المستقبل الأمني للضفة الغربية يحمل في طياته مشكلة سياسية وأمنية مزدوجة، ستضطر إسرائيل للتعامل معها، من خلال اتخاذ قرار بشأن استمرار الوضع القائم كما هو، خاصة في حال غاب محمود عباس فجأة عن المشهد السياسي". 

 

التعليقات (0)