ملفات وتقارير

"النهضة" ليست في عزلة.. هذه حظوظها بتشكيل حكومة تونس

تصدرت النهضة الانتخابات التشريعية ويرتقب تكليفها بتشكيل الحكومة بعد انتهاء السباق الرئاسي- جيتي
تصدرت النهضة الانتخابات التشريعية ويرتقب تكليفها بتشكيل الحكومة بعد انتهاء السباق الرئاسي- جيتي

تحتاج حركة النهضة في تونس إلى تحالف عريض، من أجل تشكيل الحكومة، في ظل عدم تمكنها من الحصول على الأغلبية وفق المؤشرات الأولية لمؤسسات سبر الآراء، لتكون في مهمة صعبة أمام تشتت الأحزاب وحالة الاستقطاب الشديد بينها.

وحصلت النهضة على صدارة الأحزاب من حيث نتائج الانتخابات التشريعية، إذ فازت بـ57 مقعدا، مقابل 41 لـ"قلب تونس" في المركز الثاني.

وتحتاج النهضة إلى غالبية بـ109 مقاعد من أصل 217 مقعدا في البرلمان، لكي تتمكن من تشكيل الحكومة وفق الدستور.

 

اقرأ أيضا: الحكومة التونسية القادمة.. امتحان جديد للديمقراطية

والمدة المحددة في الدستور ليتمكن الحزب صاحب الصدارة في نتائج الانتخابات التشريعية -الذي لم يتمكن من الحصول على الأغلبية في الاقتراع- لتشكيل الحكومة، أربعة أشهر من أجل إيجاد تحالف يضمن لها الغالبية.

وفي حال عدم تمكن الحزب المكلف من الرئيس من تشكيل الحكومة، يتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة، إلا أن الوقت أمام النهضة متاح بشكل أكبر، لا سيما أن الرئيس لم يحدد بعد، بانتظار الجولة الثانية لحسم المنصب الرئاسي.

أحزاب موافقة

وما يكسر عزلة النهضة التي روجت لها وسائل إعلام محلية ودولية، موافقة حزبي ائتلاف الكرامة (20 مقعدا)، وتحيا تونس (15 مقعدا)، على التحالف مع الحركة.

وأكد القيادي في ائتلاف الكرامة يسري الدالي، الاثنين، أن التحالف ممكن، وأن سبب ذلك يعود إلى اختلاف الرؤى والبرامج مع حزب نبيل القروي "قلب تونس". 

وأضاف: "نحن الأقوى والأشرف سياسيا… قلب تونس حزب فقد عذريته السياسية، لأنّه كان غطاء لنداء تونس"، بحسب تعبيره.

وأكد: "مستعدون للتحالف مع الجميع، وسنكوّن كتلة برلمانية بعيدا عن الفوضى والغوغاء، لإيصال صوت جزء من التونسيين ممن منحونا ثقتهم".

وسبق أن أعلن حزب تحيا تونس، على لسان الأمين العام لحركة تحيا تونس، سليم العزابي، أنه ضد الانقسامات الحزبية.

وحذر العزابي في صفحته الرسمية في "فيسبوك"، "من خطورة الانقسامات والتهجمات داخل العائلة الوطنية الديمقراطية، ووجهنا دعوات متعدّدة لتوحيد الصف، ولكن للأسف باءت هذه المحاولات بالفشل، واليوم تونس تواجه خطورة التشتت الهائل الذي يعاني منه المجلس المنتخب، ما يمثّل عائقا هاما أمام تكوين أغلبية متجانسة قادرة على المسك بزمام الحكم في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به تونس".

وبذلك يظهر حزب تحيا تونس جاهزيته للمشاركة في حكومة أغلبية.

مفاوضات تجري

ويظهر حزب التيار الديمقراطي معارضة للتحالف مع النهضة، إلا أن مصدرا مطلعا، أكد لـ"عربي21"، الثلاثاء، أن الحزب وفقا للكواليس وما يجري بشكل غير ملعن من مفاوضات، قد يغير موقفه على الرغم من تصريحه بالرفض. 

وكشف عن أن حزب التيار، سيشترط في مفاوضاته مع النهضة حقائب وزارية، مؤكدا أن "النهضة تعرف كيف تفاوض".

وأكدت كذلك قيادات رئيسة من بينها علي العريض وعماد الحمامي، أن النهضة ستتمكن من تشكيل الحكومة، وأنها "ليست في عزلة سياسية".

 

ونفى القيادي بحركة النهضة علي العريض لـ"عربي21"، أن تكون الحركة في عزلة، وأنها لن تتمكن من تشكيل الحكومة.

 

وقال: "الحركة ليست في عزلة وهناك عدة أطراف أعلنت موافقتها المبدئية بأن تكون في الحكومة القادمة".


وشدد العريض على أن "المشاورات لم تنطلق بعد، وأي حكم على كيف ستكون الحكومة وأطرافها وهل ستشكل أم لا حديث سابق لأوانه"، وذلك في رده على تقارير إعلامية تحدثت عن ذلك.


وأفاد العريض بأن الواقع يؤكد تشتتا في الأصوات، ولكن تشكيل الحكومة ليس أمرا مستحيلا، وفق قوله.


وعن موعد بدء المشاورات، أوضح العريض أن ذلك سيكون قريبا، وأن الحركة تنتظر إعلان الهيئة عن النتائج الأولية وشبه النهائية، وبعد ذلك سيكون التشاور داخل مؤسسات الحركة، وكيف تكون الحكومة وأطرافها.

كل شيء وارد

وعلى الرغم من موقف قلب تونس الرافض تماما للتحالف مع النهضة، إلا أنه يعد كل شيء وارد في السياسية التونسية، ولا يمكن نسيان قول الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي: "النهضة والنداء لا يلتقيان"، إلا أنه حصل توافق وائتلاف حكومي.

وكان قال مدير المكتب التنفيذي لحزب " قلب تونس"، أسامة الخليفي، لـ"عربي 21"، إن الحزب غير معني بحكومة تشكلها حركة النهضة؛ لأن "مشروعنا غير مشروعهم، ولا يمكن التحالف مع أناس فشلوا في إدارة البلاد، والحزب يطرح مشروعا بديلا" .

 

اقرأ أيضا: النهضة لـ"عربي21": هذا ما حصلنا عليه من مقاعد حتى الآن

وأكد الخليفي أنه في حال تأكد حصول حركة النهضة على المرتبة الأولى، فإن "قلب تونس" سيكون في المعارضة، و"إن حصلنا على المرتبة الأولى فلن نتحالف معها".

ولكن فور إعلان النتائج الرسمية، فإن من المنتظر أن تنطلق المشاورات، وتكون مفتوحة على كل السيناريوهات، وفق ما يؤكده المتابعون للشأن التونسي.

طبيعة ثقل الرافضين

وفي النظر إلى المعارضين للتحالف مع النهضة، فإن ثقلهم داخل البرلمان لا يكفي لإفشال الأغلبية، وفق الأرقام التي أعلنتها مؤسسات سبر الآراء.

فإن حزب "الدستوري الحر" حصل على 14 مقعدا، و"عيش تونسي" 5 مقاعد فقط.

ومع الموافقين وفق تصريحاتهم المعلنة، فإن النهضة تكون قد حصلت إلى جانب 40 مقعدا لها، على 18 مقعدا من ائتلاف الكرامة، و16 مقعدا من تحيا تونس..

بالإضافة إلى وجود 40 مقعدا للمستقلين ستقوم الحركة بالتواصل معهم خلال فترة تشكيلها الحكومة، إلى جانب 18 مقعدا لم تحسم بعد في الخارج.

ووفقا لما سبق، فإن حظوظ النهضة تعد جيدة بتشكيل الحكومة، وفق ما أكدته قيادات حزبية.

التعليقات (2)
حمادى
الأحد، 13-10-2019 01:56 م
التحالف مع النهضة هو انتحار سياسى إلا إذا أتى من محتالين
adem
الثلاثاء، 08-10-2019 08:49 م
لا أعرف من أيّ مدرسة سياسية تخرّج من يزعم ذلك ؟ حتّى وإن اتّفق أدعياء الديمقراطية على رفض حكومة النهضة المرتقبة ما البديل ؟ انتخابات جديدة و لكن بمعطيات أخرى سياسيا سيتعرى أدعياء الديموقراطية أمام الشعب لأنّهم سيزيدون الوضع تأزّما سياسيا اقتصاديا و اجتماعيا و هذا ما لا تتحمّله تونس على الإطلاق في الوقت الرّاهن ما سيدفع التوانسة إلى معاقبتهم في أوّل استحقاق قادم ، زد على ذلك معروف على أدعياء الدّيموقراطية أنّهم لا ملّة و لا دين لهم سياسيا و بالتالي ستكون انشقاقات كبيرة خوفا على المقاعد و الامتيازات فمن يضمن عدم حدوث ذلك ؟ أمنيتي الوحيدة أن تركّز النهضة جهدها على تثبيت المسار الدّيموقراطي سياسيا و اقتلاع الفساد اقتصاديا و النّزول إلى الشّوارع والمهمّ مراقبة دقيقة يوميّة لأبنائها الّذين سيتولون زمام المسؤولية .