هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، بقول فيه إن ولي عهد السعودية قال إنه يتحمل "المسؤولية كاملة" عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، كما تشير أول مقابلة له مع وسيلة إعلام غربية منذ مقتل خاشقجي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأمير محمد بن سلمان، المعروف بـ"أم بي أس"، استمر في إنكار معرفة شيء عن القتل مسبقا، وألقى باللوم على مسؤولين، بحسب ما ورد في نصوص جزئية للمقابلة التي ستبث الأسبوع القادم، ما يترك غموضا حول حجم المسؤولية التي يتحملها، لافتا إلى قول ابن سلمان في المقابلة: "أتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك لأنه حدث تحت إدارتي".
ويلفت سبنسر إلى أن مقتل خاشقجي، الذي كان مقربا سابقا للعائلة الحاكمة، وحرر الصحف، وعمل متحدثا باسم السعودية في لندن وفي واشنطن، تسبب بصدمة للعالم، وتوقف لحملة علاقات عامة تروج لخطط التطوير في المملكة.
وتنوه الصحيفة إلى أن خاشقجي قد اختار المنفى في أمريكا بعد أن انتقد ولي العهد، الذي صعد الى السلطة عندما اعتلى أبوه الملك سلمان العرش عام 2015، مشيرة إلى أن خاشقجي قتل في 2 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، على يد المخابرات السعودية وضباط الأمن الذين أرسلوا إلى إسطنبول، حيث كان يعتزم السكن مع خطيبته التركية.
ويفيد التقرير بأنه في المقابلة، التي هي جزء من وثائقي تقوم بإنتاجه شركة "بي بي أس"، سئل الأمير كيف يمكن لفريق أن يرسل إلى هناك على متن طائرة حكومية دون علمه، فقال: "إن لدينا 3 ملايين موظف حكومي.. ولدي مسؤولون لمتابعة الأمور وهم المسؤولون، ولديهم السلطة لفعل ذلك".
ويقول الكاتب إن ظروف القتل ووحشيته صدمتا حلفاء السعودية، لافتا إلى أن السلطات في الرياض حاولت إنكار معرفة اي شيء عن اختفاء خاشقجي لمدة أسبوعين، بالرغم من التسريبات التركية حول تسجيلات من القنصلية، زعمت بأنه أعطي مخدرا وتم تقطيع أوصاله.
وتذكر الصحيفة أن السعودية قالت في نهاية المطاف إنه قتل عن طريق فريق حاول إقناعه بالعودة إلى السعودية فتحول المشهد إلى شجار، مشيرة إلى أنه تتم محاكمة 11 من المتورطين، لكن لم يتم التوصل إلى أي نتيجة إلى الآن.
ويورد التقرير نقلا عن وكالة الاستخبارات المركزية، قولها بأنها تعتقد بأن الأمير أصدر الأوامر بالقتل، لافتا إلى أن أمريكا ضغطت لاعتقال المستشار الخاص والمقرب من ولي العهد، سعود القحطاني، الذي لم يظهر في العلن لأشهر، بالرغم من أن إشاعات مقتله تم التشكيك بها بشكل كبير.
ويشير سبنسر إلى أنه تم تسجيل وثائقي "بي بي أس" على مدى العام الماضي، لافتا إلى أن شبكة أمريكية أخرى، وهي "سي بي أس"، ستقوم ببث المقابلة مع ولي العهد كاملة يوم الأحد.
وتجد الصحيفة أن من الواضح أن فرصة ظهور الأمير على الإعلام الأمريكي تهدف إلى دعمه في واشنطن قبل حملة الدعاية المرافقة لذكرى مقتل خاشقجي الأولى الأسبوع القادم، التي سيحييها مؤيدوه.
وبحسب التقرير، فإن الرئيس ترامب اضطر بشكل متكرر للدفاع عن استمرار الدعم للمملكة والأمير شخصيا بعد جريمة القتل، وقد أمر الرئيس بنشر مزيد من القوات هناك بعد التوتر المتزايد مع إيران، مشيرا إلى أن أمريكا سترسل المزيد من الدفاعات الجوية من بطاريات باتريوت ومنظومة للصواريخ قصيرة المدى.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن السعودية ستكرر في الوقت ذاته محاولاتها لتسويق نفسها على أنها دولة تقوم بالتحديث مرة أخرى، لافتة إلى أنها أعلنت عن نظام تأشيرات زيارة جديد مصمم للسماح للسياحة في البلد لأول مرة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)