هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحافي آدم تايلور، يقول فيه إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وصل إلى الرياض، ليلتقي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويؤكد دعم أمريكا للسعودية بعد الهجوم المفاجئ والمدمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، الذي شل إمكانيات السعودية النفطية.
ويشير تايلور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بومبيو غرد بعد لقائه ولي العهد، قائلا إن الولايات المتحدة تقف مع السعودية، و"تدعم حقها في الدفاع عن نفسها".
ويقول الكاتب: "ما لم يذكره أحد هو الذكرى الأولى لحدث هز العلاقة بين السعودية وأمريكا: قتل عملاء الحكومة السعودية لجمال خاشقجي، الذي كان يكتب في (واشنطن بوست)، وكان منتقدا للأمير وإصلاحاته".
ويرى تايلور أن "الحادثين يشكلان ازدواجية صعبة، ومع أن السعودية كانت هي المعتدى عليها يوم السبت، إلا أن كثيرا من البلدان لا تتعاطف معها، فبشكل عام ينظر إلى محمد بن سلمان على أنه المجرم وليس الضحية".
ويلفت الكاتب إلى أن استطلاعا أجري بعد مقتل خاشقجي أشار إلى أن سمعة السعودية شوهت بشكل كبير نتيجة لذلك، مشيرا إلى أن استطلاعا قامت به "واشنطن بوست" في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2018، أظهر أن 84% من المشاركين قالوا إنهم يعتقدون أن الزعماء السعوديين حاولوا التغطية على قتل الصحافي.
ويفيد تايلور بأن استطلاعا لـ"غالوب" أجري في شباط/ فبراير 2019، أظهر أن أكثر من ثلثي الأمريكيين لا ينظرون بشكل إيجابي إلى السعودية، وشكل ذلك زيادة بنسبة 12% عن العام الذي سبقه، وأكثر من بلدان مثل الصين وفنزويلا.
وينقل الكاتب عن الزميل في مجلس العلاقات الخارجية ستيفين كوك، قوله في رسالة إلكترونية إنه ليست هناك مؤشرات كثيرة تشير إلى أن الهجمات على السعودية غيرت شيئا، وأضاف كوك: "لقد أصبح خاشقجي رمزا دفع بالناس في واشنطن للجوء للقضاء بشأن العلاقة مع السعودية".
ويجد تايلور أن "قضية الهجمات ليست مشكلة للسعودية فحسب، لكن أيضا لحلفائها الغربيين، ما عدا أمريكا، التي أشارت بسرعة إلى تورط إيران، وكانت الدول الغربية حذرة في بياناتها حول هجمات السبت، وحثت على عدم القيام برد فعل أحادي الجانب".
وينوه الكاتب إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اتصل يوم الثلاثاء بولي العهد، وشجب الهجمات، لكنه أشار إلى "الحاجة للتوصل إلى حقيقة ما حصل"، بحسب متحدثة باسمه في لندن، مشيرا إلى أن فرنسا قالت إنها سترسل خبراء لدراسة الهجوم، وأكدت "تفاعل فرنسا لأجل أمن السعودية واستقرار المنطقة"، بحسب ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمحمد بن سلمان يوم الأربعاء، دون توجيه إصبع الاتهام إلى أحد.
ويورد تايلور نقلا عن وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، قوله يوم الاثنين، بأن بلده قلقة بسبب خطورة تصعيد الوضع أكثر، مشيرا إلى أن سياسيا كنديا استغل الهجمات للإشارة إلى أن حقول النفط في ألبيرتا، غرب كندا، بعيدة وآمنة.
ويقول الكاتب إن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو واحد من قليل من زعماء العالم الذين لم يبتعدوا عن محمد بن سلمان العام الماضي، لم يتعاطف كثيرا معه، وقال للحضور الذين كان من بينهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن على السعودية شراء منظومة دفاع صاروخي روسية، وتندر بوتين خلال اجتماع يوم الاثنين في تركيا، قائلا: (ستحمي بفعالية عناصر البنية التحتية في السعودية كلها، بشكل موثوق)".
ويشير تايلور إلى أن روسيا وغيرها من البلدان تبقى أطرافا في الاتفاقية النووية الموقعة في عام 2015 مع إيران، التي عارضتها السعودية، وانسحبت أمريكا منها العام الماضي، مستدركا بأن ردود فعلها الصامتة قد تشكل انعكاسا لتحالفها مع الرياض أيضا.
ويلفت الكاتب إلى أن محمد بن سلمان، البالغ من العمر 34 عاما، يعد من ناحية فنية رقم 2 في القيادة في السعودية، بعد والده البالغ من العمر 83 عاما، لكنه شكل رأس الحربة في سياسة إصلاحات طموحة في المملكة، منذ أن تم تعيينه وليا للعهد في 2017، ويعد بشكل عام الحاكم الفعلي.
ويذكر تايلور أن دفع محمد بن سلمان باتجاه الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السعودية قوبل بالترحيب المتحمس بين القوى الغربية، التي لطالما أملت أن يحصل تحول لليبرالية في ظل حكم العائلة المالكة السعودية، ولذلك تم الاحتفاء بولي العهد السعودي في عواصم أمريكا وأوروبا.
ويستدرك الكاتب بأن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، في تاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي غير ذلك كله، مشيرا إلى أن خاشقجي كان معروفا في الدوائر السياسية الغربية، وبصفته واحدا من النخبة السعودية كانت انتقاداته تحمل وزنا، وبدا أن مقتله يؤكد أسوأ تلك الانتقادات.
ويجد تايلور بأن دفع محمد بن سلمان باتجاه التدخل في اليمن، ودوره في الحصار على قطر، وسجن حكومته للناشطات الحقوقيات، ومحاولة اختطاف رئيس وزراء لبنان، أضاف للقناعة بأن غطرسة الأمير تقود السعودية إلى الكارثة.
ويفيد الكاتب بأنه في اجتماع العشرين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، دعا المتظاهرون خارج قاعة الاجتماع في بيونس آيريس إلى اعتقال محمد بن سلمان، وظهر زعماء العالم يتجنبونه، لافتا إلى أن الحديث الخاص الذي جرى بينه وبين الرئيس الفرنسي، يشير إلى أن ماكرون غاضب منه، وقال له الرئيس الفرنسي: "أنت لا تسمع لي أبدا".
ويقول تايلور إن هذه القضية الجدلية ماتت إلى حد ما، فكان محمد بن سلمان في قلب قمة العشرين في أوساكا في حزيران/ يونيو، مشيرا إلى أنه مع أن هجوم السبت وقع على أرض سعودية، إلا أنه أصاب قلب تجارة الطاقة العالمية، وهو ما أثر على الدول كلها في العالم.
ويستدرك الكاتب بأن هناك قضايا عالقة، بالذات في أمريكا وبعض الدول الأوروبية، حيث توجد معارضة لبيع الأسلحة للسعودية، ومع أن ترامب استخدم الفيتو ضد قانون لمنع بيع الأسلحة للرياض، فإن ألمانيا قامت بتجميد بيع الأسلحة للمملكة.
ويختم تايلور مقاله بالإشارة إلى قول مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذي يتابع دفاعات السعودية الجوية، إن السعودية قد تبقى عرضة للهجمات من إيران ووكلائها، ما لم يغير السياسيون الأمريكيون آراءهم.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)