هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحافية فيروز بن صلاح، تقول فيه إن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، نبيل بفون، وجه دعوة إلى الشباب يوم الأحد قبيل انتهاء عملية الاقتراع، للمشاركة والإدلاء بأصواتهم.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن بفون، قوله قبيل انتهاء الاقتراع: "يا شباب تونس بقيت لديكم ساعة للتصويت.. يجب علينا مغادرة بيوتنا والتصويت، إنه حق اكتسبناه من ثورة 2011 التي كلفت أرواحا".
وتقول بن صلاح: "بالنسبة لكثير من الناخبين الشباب، إنها الثورة -وعدم التقدم، وشعور بخيبة الآمل اجتمعت منذ ذلك الحين- هي من منعهم من التوحه إلى مراكز الاقتراع، بحسب ما قالوه للموقع".
ويورد الموقع نقلا عن علي ريحاني، البالغ من العمر 20 عاما، الذي كان يستقل حافلة من تونس العاصمة إلى بن عروس، وهي إحدى ضواحي العاصمة، قوله: "لن أذهب للتصويت، لقد كانت الثورة التونسية هي أكبر خطأ في التاريخ".
ويستدرك التقرير بأن آخرين قالوا لـ"ميدل إيست آي"، بأن خيبة الآمل ذاتها هي التي أدت إلى تصويتهم لأستاذ القانون البالغ من العمر 61 عاما قيس سعيد، الذي ليست له تجربة سياسية، ولم تكن له حملة انتخابية تذكر.
وقال عبد الهادي حمزاوي لـ"ميدل إيست آي": "قيس سعيد نظيف، ومستقل وجدير بالثقة.. ونحن بحاجة إلى من يكون أسمى من سياسات الأحزاب".
وتذكر الكاتبة أن لجنة الانتخابات المستقلة أكدت يوم الثلاثاء أن سعيد ونبيل قروي، القطب الإعلامي الذي أدار حملته من السجن وسط تحقيق في غسيل الأموال، سيتنافسان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المقررة في 12 تشرين الأول/ أكتوبر.
ويقول الموقع: "يبدو أن دفعة قوية لسعيد جاءت من الشباب التونسيين، فبحسب استطلاع أجرته مؤسسة (سيغما كونساي)، فإن 37% من المقترعين هم من الفئة العمرية 18 – 25، و20.3% من المقترعين من الفئة العمرية 25 – 45 صوتوا لسعيد، في الوقت الذي فضل فيه الأكبر سنا قروي".
وينقل التقرير عن المتحدث باسم قروي، حاتم ملكي، قوله: "قيس سعيد مرشح الطلاب.. ولديه صورة الأستاذ المفضل، وهم ليسوا بالضرورة محافظين أكثر.. لكن الناخبين من الفئة العمرية 18 – 25 لديهم موقف مختلف تجاه الدولة، وعلى خلاف أهاليهم، لا يرون أن الدولة أداة وظيفية".
وتورد بن صلاح نقلا عن الصحافية ياسمين مصري، البالغة من العمر 26 عاما، قولها بأن سعيد مدين في فوزه لـ"النظام"، مشيرة إلى أن المزيد من الشباب كانوا سيصوتون للمرشح اليساري محمد عبو لولا حملة في آخر لحظة ضده من مؤيدي الرئيس المخلوع زين الدين بن علي، وأضافت: "قبل الانتخابات بيوم واحد، بدأوا حملة تشويه كبيرة على (فيسبوك) ضد محارب الفساد السياسي اليساري محمد عبو، فقد أخافتهم شعبيته المتزايدة بين الشباب".
وينقل الموقع عن المؤسس المشارك لحركة "عيش تونسي"، التي ستشارك في الانتخابات التشريعية القادمة، صفوان طرابلسي، الذي يرأس قسم الأبحاث في الحركة، قوله إن سعيد جسد بالنسبة للشباب مخاوفهم الكبرى حول الوضع الراهن، وأضاف: "يشعر الشباب بأنه لم يعد بإمكاننا تحمل الفساد السياسي المستشري والمزايا التي يتمتع بها السياسيون في مناصبهم.. وقيس سعيد يمثل الأفضل من العالمين: فهو جديد على السياسة وأستاذ قانون ذو خبرة ولديه قيم تقليدية".
ويورد التقرير نقلا عن درة رحوي، وهي طالبة عمرها 19 عاما، قولها إنها أنشأت قائمة لأفضل ثلاثة مرشحين -عبو وعبدالفتاح مورو وسعيد- ثم قامت بغربلتها، وأضافت في الوقت الذي كانت تنتظر فيه القطار في ضاحية بن عروس: "بقي قيس سعيد.. أنا أدرس في كليته، إنه محايد ومستقل ويمكن الاعتماد عليه أكثر من الآخرين".
وتستدرك الكاتبة بأن سعيد لم يكن المستفيد الوحيد من أصوات الشباب، مشيرة إلى قول طرابلسي إن هذه الانتخابات كسرت القالب التقليدي، فأصبحت الهوية أقل أهمية وتحفيزا للشباب، وأصبح الاقتصاد المحطم محركا أكبر لهم.
وأضاف طرابلسي للموقع: "لقد أصبحت الخطوط المقسمة للمتدين ضد العلماني، أو اليسار ضد اليمين، أو التقدمي ضد المحافظ، غير واضحة.. والاقتصاد هو القضية الأكبر، لقد سئم الشباب من الاقتتال السياسي الداخلي في وقت يسوء فيه الوضع الاقتصادي".
ويشير الموقع إلى أن هذا هو ما قامت به يسرى حبوريا، البالغة من العمر 25 عاما، فقالت: "أنا متدينة لكني اخترت أكثر المرشحين تعليما وثقافة، المرشح: محمد عبو".
وتنقل بن صلاح عن حمزة عويني (30 عاما)، قوله إنه صوت لرئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهد؛ لأنه في سن 44 عاما، وهو أصغر المرشحين سنا، مع أن عويني لم يبد متحمسا جدا، وقال: "لا أتوقع الكثير منه فمنصب الرئيس له رمزية فقط".
ويورد الموقع نقلا عن فرح اللواتي، البالغة من العمر 20 عاما، قولها بأنها صوتت للمرشح اليساري منجي الرحوي، وقالت: "إنه شاب لكنه ذو خبرة، ويؤيد الحريات الشخصية والمساواة الاجتماعية".
وينقل التقرير عن ساندرا معرف، وهي مهندسة عمرها 28 عاما، قولها في الوقت الذي كانت تقف فيه أمام مركز انتخاب بن عروس، وكانت تحمل علما أمامها، إنها كانت قلقة أكثر حول الوضع الاقتصادي للبلاد.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول ساندرا: "حبا في بلدي منحت صوتي لأكثر المرشحين حيوية وشبابا، أريد شخصا يستثمر في تكنولوجيا المعلومات والتحول للرقمية، البلد بحاجة للتقدم والحداثة.. لمن منحت صوتي بالضبط؟ هذا ما أفضل أن أبقيه لنفسي".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)