ملفات وتقارير

رسائل ثلاث وراء تخطيط روسيا وإيران لمناورات بمضيق هرمز

رجحت روسيا أن أسباب التصعيد في بحر الخليج بـ"الخط المتعمد لواشنطن الهادف لتصعيد التوتر مع إيران"- جيتي
رجحت روسيا أن أسباب التصعيد في بحر الخليج بـ"الخط المتعمد لواشنطن الهادف لتصعيد التوتر مع إيران"- جيتي

أعلنت روسيا وإيران، أنهما تعتزمان تنفيذ مناورات عسكرية في مياه مضيق هرمز قريبا، ما يثير التساؤلات حول توقيت تلك المناورات في ظل تصاعد التوتر في المضيق بعد احتجاز حرس الثورة الإيراني ناقلة نفط بريطانية الشهر الماضي.

الإعلان الروسي الإيراني، جاء بالتزامن مع اقتراح الولايات المتحدة "تعزيز جهود تأمين المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن"، حيث تتهم الولايات المتحدة إيران ووكلاء لها بالمسؤولية عن هجمات على ناقلات نفط، وهو ما تنفيه إيران.

وقبل أيام، أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني، الأميرال حسين خانزادي، أن إيران وروسيا تخططان لتنفيذ مناورات عسكرية في مياه مضيق هرمز أواخر العام الجاري.

 

الموقف الروسي من التطورات

وحول التطورات في بحر الخليج، كانت روسيا قد طرحت مقترحا جديدا للأمن الجماعي في الخليج العربي، بإنشاء منظمة للأمن والتعاون في منطقة الخليج مماثلة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي من المتوقع أن تشمل بالإضافة إلى دول المنطقة مراقبين من روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند والأطراف المعنية الأخرى.

ورجحت روسيا أن أسباب التصعيد في بحر الخليج، وفقا لنائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف، بـ"الخط المتعمد لواشنطن الهادف لتصعيد التوتر مع إيران".

 

اقرأ أيضا: كيف دخلت روسيا في سباق المنافسة على الخليج العربي؟

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي المختص بالشأن الأمريكي جو معكرون، إن توقيت التخطيط لتنفيذ مناورات روسية إيرانية مشتركة في مضيق هرمز، يعد ردا رمزيا على التحالف الذي تحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنشاءه لحماية الملاحة الدولية في مضيق هرمز.

 

ملأ الفراغ

 

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه في ظل تردد أمريكا في لعب دورها القيادي التقليدي في حماية الملاحة الدولية، يرى كل من طهران وموسكو فرصة لمحاولة ملأ الفراغ واستعراض القوة، لافتا إلى أن هذه المناورات لن تغير الكثير في الدينامية الحالية في المضيق.

وأوضح الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الرسالة الموجهة للولايات المتحدة من تلك المناورات، أن إيران وروسيا يمكنهما ضمان الملاحة الدولية وفرض نفوذهما في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تعتمد عليها الأسواق الآسيوية لاستيراد النفط.

 

تحالفين لحماية الملاحة

واستبعد معكرون، من التأثير المباشر لتلك المناورات على المخطط الأمريكي بإنشاء تحالف بحري هناك، مستدركا بذات الوقت بأنها تعطي انطباعا أن هناك تحالفين لحماية الملاحة الدولية ما يعزز الانقسامات الإقليمية حول هذه المسألة.

وأضاف أن هذه المناورات لن تتطور لتصبح تحالفا، لأن إيران تحاول الهيمنة على الملاحة الدولية بشكل مؤقت لرفع العقوبات الأمريكية عنها، وهي ليست مهتمة باستدراج النفوذ الروسي لهذه المنطقة للتنافس معها.

 

اقرأ أيضا: هكذا علقت موسكو على التطورات الأخيرة بمضيق هرمز

بدوره رأى الباحث بالشؤون الإيرانية، عدنان زماني، أن المناورات تعد عرضا عسكريا تقوم به إيران وروسيا أمام الولايات المتحدة، ما تعتبرها واشنطن استفزازا من جانب طهران وموسكو.


واستبعد زماني في حديثه لـ"عربي21"، من موافقة موسكو بالقيام بتلك المناورات في مضيق هرمز بالوقت القريب، مرجئا ذلك بعدم رغبة روسيا استفزاز واشنطن وإثارة غضبها.

 

رسائل ثلاث

وأشار الباحث الإيراني، في أن طهران تريد أن توصل رسائل عدة من خلال هذه المناورات المحتملة، أولها؛ أنها تريد إثبات جاهزيتها لأي سيناريو تخطط له واشنطن.

وأما الرسالة الثانية فتتمثل بتأكيد طهران أن لديها حلفاء أقوياء مثل موسكو بجانب حلفائها الإقليميين، وبالتالي فإن أي مواجهة عسكرية، قد تهدد السلام في المنطقة والعالم.

أما الرسالة الثالثة، تكمن بأن إيران تريد من هذه المناورات مخاطبة الأوروبيين الذين لايزالون "غير أوفياء بتعهداتهم" حسب المواقف الإيرانية وتصريحات المسؤولين في طهران، وبعبارة أخرى فإن طهران تحاول بشكل غير مباشر أن تفهم الأوروبيين بأنها مستعدة لكافة الخيارات، بما فيها خيار الحرب، وبالتالي فإنه يتوجب عليهم القيام بتعهداتهم إذا ما أرادوا أن لا تجر الأزمة إلى حالة المواجهة  العسكرية المباشرة.

 

اقرأ أيضا: لماذا ترفض دول أوروبية المشاركة في "مهمة هرمز" الأمريكية؟

يشار إلى أن دولا أوروبية، امتنعت عن إرسال سفن حربية، باستثناء الموجودة ما قبل التوتر الجاري، فيما أقدمت إسبانيا على سحب فرقاطتها في أيار/ مايو الماضي، فيما أعلنت ألمانيا رفضها طلبا أمريكيا للمساعدة في ضمان الأمن بمضيق هرمز.

 

مردود سلبي

وحول تأثير الخطوة الروسية الإيرانية على مخططات أمريكا بإنشاء التحالف البري، أشار زماني، إلى أن تلك المناورات إن تمت فإن الولايات المتحدة ستزيد من إصرارها على تشكيل هذا التحالف، لاسيما وأنها ترفض أي وجود لروسيا في مياه الخليج.

ورأى الباحث بالشأن الإيراني، أن مثل هذه المناورات لن تكون في صالح المنطقة عموما، وإيران على وجه الخصوص، لأنها ترسخ فكرة عسكرة المنطقة التي لا تريدها طهران، كما "قد تمهد للحرب التي سيكون فيها الجميع خاسرين".

التعليقات (0)