هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موقف السلطة الفلسطينية الرافض لصفقة القرن وللمشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية التي تستعد المنامة لاستضافتها نهاية الشهر الجاري، ودعتها إلى تحول المواقف السياسية إلى سلوك عملي ينهي العقوبات على غزة ويحقق المصالحة ويطلق يد المقاومة.
وقال عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" صلاح البردويل في حديث مع "عربي21": "نحن في حركة حماس وفي المجلس التشريعي نوهنا بموقف السلطة الفلسطينية الرافض لصفقة القرن وكل المؤتمرات المرتبطة بها، لكننا طالبنا بأن تتم ترجمة هذا الموقف من خلال وقف العقوبات على غزة ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإطلابق يد المقاومة ومراجعة الموقف من أوسلو بالكامل".
وأضاف: "رفض صفقة القرن ورفض المشاركة في مؤتمر المنامة الاقتصادي موقف إيجابي نشجعه ونثمّنه، ولكن المطلوب حتى يكون له أثره أن تتم ترجمته لتقوية اللحمة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال".
وجدّد البردويل موقف حماس لمؤتمر المنامة الاقتصادي، ووصفه بأنه "طعنة في ظهر القضية الفلسطينية"، وقال: "لا مصلحة لفلسطين ولا للعرب في هذا المؤتمر الذي يقدم خدمة للاحتلال ولتهويد القدس، ولذلك فهو مصلحة للاحتلال أولا واخيرا".
وأضاف: "هذا المؤتمر سيسهّل للعدو تصفية قضية فلسطين ويسهل عليه تصفية كل الحقوق العربية، ولذلك نحن طالبنا الحكومة البحرينية بإلغاء هذه الورشة، وطالبنا الشعب البحريني بالضغط على حكومته لوقفه".
إقرأ أيضا: حماس تطالب الدول العربية بعدم المشاركة في مؤتمر البحرين
وقلّل البردويل من الرهان على مثل هذا المؤتمرات لتصفية القضية الفلسطينية وإنهائها، وقال: "نحن نعلم علم اليقين أن القضية الفلسطينية، قضية مقدسة وعادلة، وهناك شعب يمتلك من الإرادة والاصرار ما يجعل من تصفيتها أمرا غير قابل للتحقق، لكننا أيضا نعلم أن مثل هذه الخطوات يمكنها أن تطيل زمن الاحتلال لأنها تساعده في الإفلات من تحمل مسؤولية جرائمه".
على صعيد آخر كشف البردويل النقاب عن أن جهود المصالحة التي تقودها القاهرة لا تزال تراوح مكانها، وحمّل مسؤولية ذلك إلى الرئيس محمود عباس، الذي قال بأنه "يرفض التعاطي بإيجابية مع الجهود المصرية ويضع شروطا تعجيزية لإنجازها".
وقال: "قرار المصالحة في ملعب عباس، وليس في ملعب حماس".
وأشار البردويل، إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة صعب للغاية بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ العام 2006، وذكر أن "فتح معبر رفح مع مصر يخفف من معاناة الفلسطينيين، لكنه هو الآخر يعرف صعوبات بالغة، على نحو تحولت معه رحلة الفلسطيني من القاهرة إلى غزة أشبه برحلة عذاب".
وقال: "لقد طالبنا الجانب المصري بتخفيف الصعوبات التي يعيشها الفلسطينيون في طريقهم من وإلى قطاع غزة، وقد وعدونا بذلك لكن على الأرض الظروف لا تزال صعبة".
ورفض البردويل القول بأن الظروف المعيشية الصعبة وأوضاع الحصار مدخلا للقول بعزلة المقاومة وضعفها، وقال: "غزة قوية بشعبها ومقاومتها وبتأثيرها في المعادلة السياسية. الناس في غزة يعيشون كما باقي الشعوب العربية، وإن كان الحصار يؤثر على حياتهم المباشرة، لكنه لم يؤثر على معنويات الناس، والدليل على ذلك مسيرات العودة الأسبوعية، التي تؤكد وجود شعب هو رأس حربة وشعلة للثورة العربية ضدّ الظلم والاحتلال، ونحن فخورون بالانتماء لهذا الشعب"، على حد تعبيره.
وتستضيف العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 حزيران (يونيو) الجاري، ورشة اقتصادية بعنوان: "السلام من أجل الازدهار"، بمشاركة ممثلي حكومات وقادة أعمال ومنظمات مجتمع مدني للمساعدة في الشروع بالجانب الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" التي أوكل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مهمة رسمها والإشراف على تنفيذها للمستشار في البيت الأبيض "جاريد كوشنر" والمبعوث الخاص "جيسون غرينبلات" والسفير الأمريكي في إسرائيل "ديفيد فريدمان".
وأعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات، رسميا تلبيتها دعوة البحرين للمشاركة في الورشة، بينما أعلنت السلطة الفلسطينية أنّها ستقاطع المؤتمر.
إقرأ أيضا: ترويج إسرائيلي لـ"انهيار السلطة" ما لم تشارك بمؤتمر البحرين