كتب

الجماعة الإسلامية بمصر.. من ساحات الصدام إلى منابر السياسة (2-3)

أشار طارق الزمر إلى أن رؤية الجماعة الإسلامية تقوم على أساس رفض منطق صراع الحضارات- عربي21
أشار طارق الزمر إلى أن رؤية الجماعة الإسلامية تقوم على أساس رفض منطق صراع الحضارات- عربي21

الكتاب: تجربة مراجعات الجماعة الإسلامية بمصر.. من ساحات الصدام إلى منابر السياسة
المؤلف: طارق الزمر ونخبة من قادة حزب البناء والتنمية
الناشر: مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية
تاريخ الإصدار: آذار/ مارس 2019
عدد الصفحات: 152

وفقا لكتاب "تجربة مراجعات الجماعة الإسلامية بمصر"، الصادر مؤخرا عن مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، قامت الجماعة الإسلامية في 5 تموز/ يوليو 1997 بإطلاق ما اشتهر بمبادرة وقف العنف، وذلك لمنع استمرار حالة الصدام والصراع التي شهدتها مصر خلال التسعينيات من القرن الماضي بين بعض أبناء الحركات الإسلامية عامة والجماعة الإسلامية خاصة.

 

مفاهيم الإسلام الوسطي

كما دعمت الجماعة الإسلامية هذا التوجه بالتأصيل الشرعي والفكري للمنهج السلمي في التعامل مع الواقع، من خلال إصدار 25 كتابا لتأكيد مفاهيم الإسلام الوسطي، الذي يرفض التكفير والصراع، وقد أقرّ مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف هذه الدراسات وأثنى عليها، ثم تبع ذلك عبر 20 عاما بترسيخ هذا التوجه السلمي، من خلال مواقف واضحة رافضة لأحداث العنف التي وقعت خلال هذه الفترة الطويلة داخليا وخارجيا.

واعتبر مؤلف الكتاب طارق الزمر أن ذلك يعني "أننا أمام موقف راسخ تم تأصيله شرعا، والتزمته الجماعة طوال هذه الفترة الطويلة، مما يؤكد أن الجماعة الإسلامية جماعة سلمية".

واستعرض الكتاب بعض أدبيات الجماعة الإسلامية لتأصيل توجهها السلمي، مؤكدا أن "الوقوف على حقيقة فكر الجماعة الإسلامية يستدعي الاطلاع على الكتب المرجعية للجماعة الإسلامية وأدبياتها، والنظر في الغايات والأهداف، ومدى اتساق الوسائل والممارسات مع هذه الغايات والأهداف".

 

سلسلة تصحيح المفاهيم

ولقد صدر عن الجماعة الإسلامية عدة كتب تعدّ المرجع الأساسي للمنهج الفكري والعقدي لها، وذلك عقب إطلاقها لمبادرة وقف العنف عام 1997، وأطلق على هذه الكتب اسم سلسلة تصحيح المفاهيم، ثم تلتها مجموعة من الكتب أراد لها كاتبوها أن تكون بيانا لمفاهيم أُسِيء فهمها، وتصحيحا لممارسات تبين خطؤها، وتكميلا لأمور ظهر مسيس الحاجة إليها في مسيرة العمل الإسلامي.

وتأتي أهمية هذه السلسلة، وفقا للزمر، من أنها خطت وروجعت وأقرت بأيدي القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية: (عصام دربالة، وأسامة حافظ، وعبود الزمر، وآخرين).


كما نشر هذا التصحيح على المجتمع من خلال سلسلة من الكتب صدر منها: مبادرة وقف العنف.. رؤية شرعية ونظرة واقعية، وحرمة الغلو في الدين وتكفير المسلمين، وتسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء، والنصح والتبيين في تصحيح مفاهيم المحتسبين، وهداية الخلائق بين الغايات والوسائل، واستراتيجية وتفجيرات القاعدة الأخطاء والأخطار، ونهر الذكريات المراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية، وحتمية المواجهة وفقه النتائج، ونصيحة واجبة لقادة القاعدة، ولا للتفجير.


وألقى الكتاب الضوء على بعض هذه الكتب لتبيان حقيقة التوجه السلمي للجماعة الإسلامية.

كما استعرض آراء العلماء والنخب السياسية والفكرية ومراكز الدراسات في (مبادرة وقف العنف)، وكانت بعض تلك الآراء منسوبة للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، وضياء رشوان، وأحمد المسلماني، ورفعت سيد أحمد، وفهمي هويدي، وجمال سلطان، ومحمود مهدي، ومحمد كمال إمام، وعبد العظيم المطعني، وعبد الصبور شاهين، واللواء فؤاد علام، وآخرين.

 

موقف الجماعة من العنف

وتم استعراض مواقف الجماعة الداعية للسلم ونبذ العنف على مدى العشرين عاما الماضية سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.

ويقول مؤلفو الكتاب أن التزام الجماعة الإسلامية بالمنهج السلمي، تجلى من خلال عدم مشاركة أي أحد من أبناء الجماعة الإسلامية في أي أحداث عنف وقعت في مصر أو خارج مصر خلال تلك الفترة، فضلا عن إعلان الجماعة الإسلامية لإدانتها ورفضها لأعمال العنف التي وقعت داخليا وخارجيا، من خلال إصدار بيانات معبّرة عن ذلك، إضافة لإقامة المؤتمرات الرافضة للعنف لصناعة رأي عام مضاد لفكرة العنف بشكل عام.

وأُورد الكتاب عددا من تلك البيانات والمؤتمرات والحوارات الصحفية بما يدل على المطلوب، لافتا إلى أن الجماعة أدانت أحداث العنف، ومنها حادث قتل حوالي 60 سائحا بالأقصر في تشرين الثاني/نوفمبر 1997، وحادث استهداف بعض السائحين بالقتل في حي خان الخليلي عام 2005، والتفجيرات التي شهدتها مدينة شرم الشيخ في تموز/ يوليو 2005، ومحاولة تفجير موكب وزير الداخلية عام 2013، والاعتداء على حافلة نقل جنود الجيش في الأميرية عام 2014، واغتيال النائب العام في 2015، وغيرها.

وعلى المستوى الإقليمي والدولي، رفضت الجماعة الإسلامية رفضا مطلقا الانضمام إلى الجبهة العالمية الإسلامية لقتال الأمريكان واليهود في عام 1998، وعدّ الجماعة الإسلامية التفجيرات التي وقعت في كينيا وتنزانيا في آب/أغسطس 1998 تخضع لرؤية القاعدة التي تختلف معها الجماعة الإسلامية.

كما رفضت الجماعة الإسلامية أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر بأمريكا 2001 من خلال بيان مفصل تناول عدم مشروعية قتل المدنيين، سواء من العاملين بمركز التجارة العالمي أو ركاب الطائرات التي استخدمت في التفجيرات، كما تناول الآثار المدمرة لتلك العملية على الحكومات والشعوب العربية والإسلامية.

وأيضا، حثت الجماعة الإسلامية المسلمين المقيمين في المجتمعات الغربية على الالتقاء والتعايش مع تلك المجتمعات. واستنكرت سلسلة التفجيرات التي استهدفت مجمعات سكنية بالرياض في أيار/مايو 2003، مندّدة بسلسلة التفجيرات التي استهدفت الدار البيضاء في أيار/مايو2003، بالإضافة إلى إدانة تفجيرات تونس، وجريمة نيس بفرنسا، وغيرها.

وأشار طارق الزمر إلى أن رؤية الجماعة الإسلامية تقوم على أساس رفض منطق صراع الحضارات، وضرورة التصدي لذلك المنطق العقيم من خلال تعميق الحوار، والتعاون والتكامل بين الحضارات؛ على أساس رعاية المصالح المشتركة، واحترام خصوصيات الشعوب؛ من أجل بناء عالم أفضل يسوده العدل والسلام.

ويوضح الكتاب موقف الجماعة الإسلامية من تنظيم القاعدة، ويؤكد بشكل واضح رفضها الواضح لتفجيرات القاعدة واستراتيجيتها عبر مجموعة كتب أصدرتها الجماعة الإسلامية، ومنها: استراتيجية وتفجيرات القاعدة "الأخطاء والأخطار"، وتفجيرات الرياض "الأحكام والآثار"، ونصيحة واجبة لقادة القاعدة، مستعرضا أبرز ما انتهت إليه هذه الكتب.

وينوه الكتاب إلى أن الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية، نظموا أكثر من 30 مؤتمرا في 20 محافظة مصرية لمواجهة فكر داعش، وتوعية الشباب ضد هذا التنظيم، ومخاطر تمدده، والانضمام إليه، وناقشت عقائدهم واستراتيجيتهم وأفكارهم ومواقفهم السياسية والشرعية، وموقفهم المكفر للأحزاب والحركات الإسلامية الأخرى.

وأُقيمت هذه المؤتمرات التوعوية في الفترة من كانون الثاني/ يناير 2015 حتى تموز/ يوليو 2015، كما تعد هذه الحزمة من المؤتمرات الجماهيرية الأولى من نوعها في هذا الإطار ليس في مصر فقط، وإنما في العالمين العربي والإسلامي، وقد نشرت هذه المؤتمرات عبر موقع اليوتيوب.

 

اقرأ أيضا: تحولات الجماعة الإسلامية بمصر.. من العنف إلى السلمية (1-3)

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم