هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر الصحفي الأمريكي الشهير ديفيد كيرباتريك؛ مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" في القاهرة تقريرا في الصحيفة بعنوان "مصر حاولت منع بث مقابلة "سي بي أس" مع السيسي".
وقال كيرباتريك إن الحكومة المصرية حاولت منع بث المقابلة التي كشف فيها السيسي عن علاقاته السرية مع إسرائيل، بينما رفضت الشبكة الطلب قائلة إنها ستقوم ببثها كما هو محدد غدا الأحد.
وجاء في التقرير أن الطلب المصري يكشف عن التوتر المتزايد بين العدوانية العلنية، وبين التعاون السري مع إسرائيل.
ويقول إن الإعلام الرسمي والقنوات التلفزيونية الداعمة للدولة تواصل حربها العلنية ضد إسرائيل، حيث قام البرلمان في عام 2016 بطرد عضو استضاف السفير الإسرائيلي في بيته بالقاهرة. وعبر النواب عن غضبهم برمي الأحذية على النائب المدان.
إلا أن العلاقة المصرية الإسرائيلية استمرت على مدى العقود الأربعة الماضية التي أعقبت كامب ديفيد في عام 1979، وإن بشكل سري. وجرى التعاون بين البلدين في المجال الأمني والعسكري. وزاد التعاون بعد الانقلاب الذي قام به الجيش عام 2013 وأتى بالسيسي إلى الحكم.
وقام السيسي؛ ضمن تراجع عن سياسة أدت لعقود من العدوانية والحروب، بالسماح للطيران الإسرائيلي بشن غارات جوية عدة ضد المتشددين في شبه جزيرة سيناء. وعندما كشفت "نيويورك تايمز" عن التعاون السري في تقريرها العام الماضي نفت الحكومة المصرية ذلك.
ونقل الكاتب عن ميشيل دان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز كارنيغي قولها: "كانت مواقف غريبة ومنافقة ولوقت طويل.. وفي عهد السيسي أصبح التباين أكثر حدة حيث سمحت مصر للجيش الإسرائيلي بضرب المتمردين المصريين".
وفي مقابلة السيسي مع برنامج "ستون دقيقة" في محطة "سي بي أس" اعترف ولأول مرة وعلنا بالتعاون العسكري المصري مع إسرائيل. وفي بيان المحطة الأمريكية قالت إن المحاور سأل الرئيس عن التعاون العسكري مع إسرائيل وإن كان أفضل من ذي قبل؛ فرد السيسي بالقول: "هذا صحيح".
وقال متحدث باسم الشبكة إنهم تلقوا بعد تسجيل المقابلة مباشرة مكالمة من السفارة المصرية في واشنطن تطلب عدم بث المقابلة. وجاء في الطلب المصري: "نطلب منكم رسميا عدم بث المقابلة. واستغلت الشبكة الطلب الذي جاء على شكل رسالة إلكترونية من دبلوماسي في السفارة للقيام بالترويج لـ"المقابلة التي لا تريد الحكومة المصرية بثها".
ولم تكشف الحكومة المصرية عن السبب الحقيقي وراء الرغبة في عدم بث المقابلة.
وبدأ التمرد في سيناء عام 2013 عندما أطاح السيسي بالرئيس المنتخب بطريقة نزيهة محمد مرسي. ويقول المسؤولون المصريون والغربيون إن عدد المقاتلين في سيناء لا يتعدى الآلاف، إلا أن الحكومة المصرية كافحت على مدى السنوات الخمس الماضية لكبح التمرد دون نجاح.
وفي عام 2015 أعلن الجهاديون عن انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الغارات الإسرائيلية بدأت في نفس الوقت وأسهمت في منح الجيش المصري التفوق على الجهاديين.
وذكرت الصحيفة أن السيسي قدم في المقابلة معلومات غير صحيحة حول عدد الذين قتلهم الجيش في اعتصام رابعة عام 2013، حيث قتل حوالي ألف معتصم. وقال السيسي: "كان هناك آلاف من المسلحين في الاعتصام وعلى مدى 40 يوما"، مضيفا: "حاولنا تفريق التجمع بكل الوسائل".
ويعلق الكاتب قائلا إن الحكومة المصرية نفسها اعترفت بأنها جمعت عددا قليلا من الأسلحة من الميدان، فيما أكدت تحقيقات منظمات حقوق الإنسان بعد دراستها لأشرطة الفيديو أن عددا قليلا جدا من المعتصمين كان لديه سلاح.
اقرا أيضا: رد عنيف من "أمنستي" على تصريح السيسي بشأن المعتقلين