هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة الموندو الإسبانية تقريرا، استعرضت من خلاله جملة من الجرائم السياسية التي حدثت خلال سنة 2018، والتي لم يتعرض مرتكبوها إلى أي نوع من أنواع العقاب أو المحاكمة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سنة 2018 قد انتهت في خضم تراشق الاتهامات بين العديد من الحكومات حول ارتكاب بعض الجرائم السياسية دون أن يدفع أحد هذه الأطراف ثمن أخطائه. وعلى سبيل المثال، أزّمت قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرجي كريسبال، العلاقات بين روسيا من جهة وأوروبا والولايات المتحدة من جهة أخرى.
كما أدّت هذه القضية إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو. في المقابل، لم توجه أي عقوبات للرياض على الرغم من الاعتداءات التي نفذتها أجهزة الأمن السعودية ضد الصحفي جمال خاشقجي.
وأضافت الصحيفة أنه عُثر على سيرغي سكريبال فاقدا للوعي رفقة ابنته في بداية شهر آذار/ مارس الماضي في مدينة ساليسبري البريطانية.
ويبدو أن سكريبال تعرض لمحاولة تسميم بواسطة غاز أعصاب. من جهتها، وجهت لندن أصابع الاتهام إلى موسكو حول عملية التسميم، وزعمت أن مادة غاز الأعصاب قد طورها كيميائيون روس.
ونقلت الصحيفة أن روسيا لا زالت إلى حد اليوم ترفض الاتهامات البريطانية حول القضية معتبرة أنه لا أساس لها من الصحة.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت رئيسة وزراء المملكة المتحدة، تيريزا ماي، بأن المشتبه فيهما في هذه القضية هما ضابطان ينتميان إلى مديرية المخابرات الرئيسية، وقد استخدموا هويات مزيفة من أجل الدخول إلى البلاد.
لكن أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن كلاهما مدنيان. كما أشار إلى أن سكريبال لا يزال على قيد الحياة؛ الأمر الذي لم يمنع الغرب من مواصلة توسيع العقوبات المسلطة على موسكو.
وفي ظل كل هذه الاتهامات المتبادلة، لم يُحاسب أي شخص في هذه القضية، بل إنها تحولت إلى حادث هزلي في روسيا.
اقرأ أيضا : فيديو يظهر نقل جثة خاشقجي خارج السفارة بعد تقطيعها (شاهد)
ونوّهت الصحيفة بأن الكثير من دول العالم طردت دبلوماسيين روس على خلفية قضية محاولة تسميم سيرغي سكريبال، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد الجدل الذي أثارته قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأوردت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي علّق على قضية الصحفي قائلا: "على أي حال، يعتزم البيت الأبيض الحفاظ على علاقاته مع المملكة العربية السعودية، باعتبارها حليف قوي له".
وأردفت الصحيفة أن سنة 2018 شهدت على العديد من ضحايا الجرائم السياسية بين صفوف الصحفيين.
في هذا الصدد، أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" في بيان لها أنه "قُتل أكثر من نصف الصحفيين بشكل متعمد سنة 2018".
علاوة على ذلك، ندّدت منظمة لجنة حماية الصحفيين الأسبوع الماضي بزيادة عدد القتلى بين صفوف الصحفيين سنة 2018، والذي بلغ عددهم نحو 53 حالة.
كما أشارت إلى أن عدد قتلى العاملين في مجال الإعلام قد تضاعف نتيجة أعمال انتقامية.
ونقلت الصحيفة عن منظمة مراسلون بلا حدود أن أكثر البلدان خطورة بالنسبة للصحفيين هي أفغانستان وسوريا، حيث يتراوح عدد الصحفيين المغدور بهم في هذه البلدان بين 11 و15 صحفيا، وتليها المكسيك.
من جهتها، حذّرت اليونسكو من أن تسعة من بين 10 جرائم التي استهدفت الإعلاميين بين سنتي 2006 و2017 ظلّت دون عقاب أو محاكمة للأطراف المتورطة في تنفيذها.
وذكرت الصحيفة أن منطقة القوقاز الروسية من أكثر المناطق القريبة من أوروبا، والتي تعتبر مثالا على الإفلات من العقاب عند ارتكاب الجرائم؛ حيث أن عمليات الخطف والاختفاء من المسائل الطبيعية وغير المثيرة للجدل.
اقرا أيضا : "نساء ضد الانقلاب" توثق الانتهاكات ضد المرأة في 2018
فعلى سبيل المثال، أفاد مبعوث روسي يعمل لصالح منظمة العفو الدولية للعمل كمراقب في المظاهرات التي اندلعت في ماغاس، وهي عاصمة الكيان الفدرالي الروسي إنغوشيتيا، بأنه تعرض للاختطاف والضرب من قبل رجال ادّعى أنهم ينتمون إلى الأجهزة الأمنية.
وذكرت الصحيفة أن حادثة هذا المبعوث تذكرنا أيضا بالهجوم الوحشي الذي تعرض له سراج الدين داتسييف، مدير مكتب جمعية ميموريال لحقوق الإنسان في جمهورية داغستان.
فضلا عن ذلك، اختطفت الصحفية والناشطة الشيشانية الروسية ناتاليا إستيميروفا والمنتمية لنفس الجمعية، بالقرب من منزلها والتي اغتيلت خلال سنة 2009، ولم يعثر على مرتكبي هذه الجريمة إلى حد اليوم.
ختاما، أوردت الصحيفة أن دول أمريكا اللاتينية شهدت سقوط أكبر عدد من الضحايا بين صفوف الصحفيين خلال السنوات الأخيرة على الصعيد العالمي. في هذا الخصوص، صرحت فيفيانا كرستيسفيك، رئيسة مركز العدالة والقانون الدولي، أنه اغتيل أكثر من 400 شخص في كل من نيكاراغوا وكولومبيا.
وتعتبر 2018 سنة عنيفة بالنسبة للزعماء الاجتماعيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في كولومبيا، حيث بلغ عدد القتلى بين صفوفهم على أيدي الجماعات المسلحة غير الشرعية نحو 164 ضحية.