كتاب عربي 21

2019 من منظور روسي: نظام عالمي جديد.. لا انتصار مطلق.. لا أحد يريد الحرب

قاسم قصير
1300x600
1300x600
قاسم قصير
"العالم يمر اليوم في مرحلة انتقالية نحو نظام عالمي جديد سياسا ونقديا واقتصاديا وعسكريا".. "ليس هناك انتصار مطلق في الواقع الدولي والإقليمي، لكن الدبلوماسية الروسية حققت نجاحات مهمة في العام المنصرم، ونحن نتطلع إلى تسوية الأزمات القائمة في سوريا واليمن وليبيا. ونحن ندعم كل الجهود الدولية للوصول إلى حلول للأزمات القائمة".. "الانسحاب الأمريكي العسكري من سوريا تطور مهم، ولكن لا يمكن تحديد الانعكاسات الميدانية والسياسية قبل اتضاح طبيعة الانسحاب وآلياته، وكيفية ملء الفراغ الحاصل من قبل القوى المختلفة، ولا أحد يريد اندلاع الحرب بين لبنان وإسرائيل"..

هذه أبرز مواقف السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، خلال لقاء إعلامي خاص في بيروت في نهاية العام 2018 (حضره الكاتب)، وتحدث فيه عن الرؤية الروسية للعالم في العام 2019، وعن أهم الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الروسية في العام 2018، وأهم التحديات التي تواجهها في العام الجديد.

اللقاء الحواري الصريح مع السفير الروسي في بيروت اتسم بالواقعية بعيدا عن المواقف المسبقة والمبالغة أو تضخيم الحقائق، وحرص السفير على تقديم المعلومات والمعطيات المتوفرة لديه لشرح الموقف الروسي، دون الدخول في تفاصيل بعض الملفات الإقليمية، حرصا منه على الدقة في تحديد الموقف.

عن الأوضاع في لبنان والدور الروسي المتزايد في هذا البلد، أوضح السفير زاسبكين أن "أولويتنا في هذه المرحلة زيادة التعاون السياسي والعسكري مع لبنان، ونحن جاهزون لتقديم الدعم العسكري للجيش اللبناني والقوى الأمنية، ونحن نعمل لمعالجة مشكلة الهبة للجيش اللبناني. ونحن حريصون على استمرار التهدئة في جنوب لبنان، ولا أحد له مصلحة في حصول حرب بين لبنان وإسرائيل، وينبغي معالجة كل الإشكالات التي تحصل على الحدود، والأولوية اليوم لمواجهة الإرهاب والتطرف. والأمم المتحدة معنية بمتابعة الأوضاع جنوبا، ولن يحصل أي تغيير في صلاحياتها، ولا بد من مواجهة الخروقات الإسرائيلية. وموضوع الأنفاق على الحدود كان ملفا غامضا جدا ويحتاج للتوضيح، ونحن نتابع ملف عودة النازحين والمبادرة التي أطلقناها سابقا، ولا نزيد استخدام ورقة النازحين كورقة ضغط على الجكومة السورية".

وأضاف: "ما يهمنا الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية، وليست هناك موانع خارجية تمنع التشكيل، والموضوع داخلي لبناني. والشركات الروسية مهتمة بالعمل في لبنان، وخصوصا في مجالات النفط والغاز، ونحن حريصون على حماية الاستقرار والأمن في هذا البلد".

وحول قرار الانسحاب الأمريكي العسكري من سوريا ومستقبل الأوضاع في سوريا، قال السفير الروسي: "ليس هناك وضوح أو معرفة كاملة في خلفيات القرار الأمريكي (مع احتمال أن يتم التراجع عنه)، لكن قرار الانسحاب إيجابي بالنسبة لنا، والمهم عودة السيادة السورية على كل الأراضي السورية، ونحن نريد العمل لتحقيق التسوية السياسية في هذا البلد، ولا نريد معارك جديدة. ونحن نتعاون مع تركيا وإيران من جل ذلك والجميع مدعو للمشاركة في إعمار سوريا، ونراهن على دور أوروبي متزايد في سوريا".

وعن النظرة الروسية لمستقبل العالم في المرحلة المقبلة، أوضح زاسبكين أن "العالم يعيش اليوم مرحلة انتقالية، سياسيا وماليا وعسكريا، وهناك جهود كبرى تبذل من عدد من الدول لوضع نظام مالي جديد كبديل عن الدولار لكن يحتاج الأمر لوقت ليس بقليل، والسياسة الأمريكية تعاني من الاضطراب والتبدل حول العديد من الملفات والقضايا، ومنها الاتفاق النووي مع إيران.

ويختم السفير الروسي في بيروت: "نحن نأمل أن يحمل العام الجديد الحلول والتسويات لأزمات المنطقة وروسيا تتعاون مع الجميع في هذا المجال. ونحن مع المعالجة الهادئة للخلاف السعودي - الإيراني، وعلينا مواجهة خطر الإرهاب الذي قد يتمدد إلى مناطق أخرى بعد تراجع دوره في سوريا والعراق، وندعو كل دول العالم للتعاون من أجل عالم أفضل".

هذه هي خلاصة اللقاء الإعلامي الصريح مع السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين، والذي حرص أن يتحدث فيه بلغة هادئة، لكنها واضحة وصريحة وصارمة.

فهل يكون العام 2019 عام الحلول والتسويات لأزمات المنطقة؟ هذا ما يعمل من أجله الروس وشركاؤهم الإيرانيون والأتراك، فهل ينجحون؟
التعليقات (4)
متفائل
الخميس، 03-01-2019 10:09 م
السفير الروسي في لبنان ، كان الأفضل أن يستحي من اللبنانيين ، لأن اللبناني الحر ، لن يقف إلا إلى جانب الشعب السوري المكلوم و المظلوم كثيرا ، هل نسي هذا السفير قصف طائراته لحرائر سوريا و أطفالها ؟ عن أي نظام دولي جديد يتحدث ، و روسيا لا تقف سوى إلى جانب الأنظمة الاستبدادية التي لا تعترف أصلا بالاختيار الحر للشعوب المسحوقة في اختيار حكامها ، أي نظام هذا و أي فكر هذا و أي قيم هذه التي يبشر بها الكاتب على لسان سفير تلطخت يداه بدم السوريين الأحرار ، كنا سنبحث للكاتب عن عذر لو نقل لنا موقف سفير لبنان ، أو سفير النظام السوري في موسكو ، ما هكذا تؤكل الكتف يا قاسم القصير ؟
رائد خير
الخميس، 03-01-2019 01:00 م
أعجبني قول لأحد المفكرين السياسيين العرب "من شمال إفريقيا" عن روسيا : هي فقاعة تنتفش بمقدار ما تنفشها أمريكا و تنكمش بمقدار ما تكمشها أمريكا . حين انهار الاتحاد السوفيتي و تفتت ، قبلت أمريكا أن تكون دولة روسيا هي الوريث للوحيد للاتحاد المنهار مقابل شروط من ضمنها أن لا تنافس أمريكا في أي منطقة نفوذ أمريكية و أن لا تتمرد على أية ترتيبات أمريكية في أي منطقة و أن تخدم مصالح أمريكا في أي مكان في العالم حين طلب ذلك منها و بالطريقة التي تحددها أمريكا. تحت هذه الشروط ، أعطاها الأمريكان مقعد الاتحاد المنهار الدائم في مجلس الأمن الذي يتيح لها استخدام الفيتو لخدمة أمريكا في لعبة تقاسم الأدوار . روسيا ، في أحسن الأحوال ، نسخة معدَلة لبلد من بلدان العالم الثالث فلا هي متقدمة سياسياً و لا اقتصادياً و لا صناعياً . صحيح أنه توجد لديها صناعات عسكرية ، و لكنها متخلفة بالقياس مع أمريكا و بعض بلدان أوروبا. لذلك ما يقوله سعادة سفير روسيا في لبنان لا قيمة له من زاوية السياسة الدولية لأن دولته ليس لديها الحل و الربط في ذلك. خذ مواطناً يعيش في مدينة دبي كمثال : لا أطن أن هذا المواطن يفتح ثلاجة روسية صباحاً ليتناول منها الحليب ، و حين يريد تسخينه لا يستعمل فرن غاز روسي أو ميكروويف روسي ، و حين يتصل بمدير العمل فلا يستعمل "موبايل " روسي ، و حين يركب سيارته لن تكون روسية ، و حين يستعمل المصعد في مكان العمل أو يشغَل جهاز التكييف فلن يكون روسياً. فقط من الوارد أن تكون هنالك سكرتيرة روسية شقراء في مكان العمل!! لذلك لا تنفخوا روسيا يا عرب ، و حاولوا معرفة وزنها الصحيح بفهم أعمق للسياسة و هذا أخاطب به نفسي قبل أن أخاطبكم.
مُواكب
الأربعاء، 02-01-2019 11:07 م
ينتصر الأُستاذ قاسم قصير لِروسيا كما لو كان رُوسِيّاً من حزب بوتين. طبيعي أن تكون مشاعره بالامتنان وراء مقاله، إذ هو وشيعة آية الشيطان الرجيم علي خامنئي وسيِّء نصر الشيطان الرجيم يدينون لروسيا بالنصر الذي حققوه في سورية. عمامات الشيعة تستفيد من روسيا وإن كانوا لا يفهموها. من الروس تستطيع أن تنتظر أن يفعلوا فقط ما هو عكس ما يقولون .
ابوحبيب
الأربعاء، 02-01-2019 11:05 م
تحاليل موضوعيه