احتفاء إسرائيلي بزيارة الرئيس التشادي

توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث خلال الساعات الأخيرة عن الزيارة التاريخية لرئيس تشاد إلى إسرائيل، واعتبار ذلك إنجازا دبلوماسيا لها في اختراق القارة الأفريقية.

تال شاليف المراسلة السياسية لموقع ويللا الإخباري قالت، إن "الزيارة التي قام بها الرئيس إدريس ديبي تحققت بعد قطع العلاقات بين البلدين لمدة 46 عاما، حيث أقيمت علاقات دبلوماسية بينهما في سنوات الستينيات، ثم قطعت في العام 1972 بضغوط عربية، حيث التقى الضيف التشادي مع قادة الدولة، بمن فيهم الرئيس رؤوفين ريفلين ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الزيارة شكلت إيذانا باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع تشاد، الدولة الإسلامية الكبيرة بوسط أفريقيا، عقب جهود دبلوماسية قام بها نتنياهو في العامين الأخيرين في القارة الأفريقية، وفي يوليو 2016 زارها دوري غولد الوكيل السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والمقرب من نتنياهو على رأس وفد إسرائيلي، وتباحث مع الرئيس ديبي بتجديد العلاقات، دون تحقيق نتيجة آنذاك".

وأوضح أن "الشهور الأخيرة شهدت استئناف هذه الاتصالات التي أسفرت عن حصول هذه الزيارة الأولى من نوعها، وتأتي على خلفية اختراقات سياسة متلاحقة مع عدد من الدول العربية التي لا ترتبط بإسرائيل بعلاقات دبلوماسية، وآخرها زيارة مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي إلى دولة عربية، لا تقيم معها إسرائيل علاقات رسمية، دون الكشف عنها، استمرارا لزيارة نتنياهو لسلطنة عمان".

نوعا لانداو مراسلة صحيفة هآرتس قالت إنه "رغم انقطاع العلاقات بين البلدين منذ أربعة عقود، لكن اتصالاتهما لم تنقطع أبدا، وهناك رغبة بدخول عهد جديد من تجديد العلاقات الدبلوماسية".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تشاد تعتبر دولة مهمة في أفريقيا، وخلال العامين الأخيرين ذهب نتنياهو ثلاث مرات إلى هذه القارة شرقها وغربها، وهو يأمل أن يصل إلى وسطها قريبا، وإحضار رجال أعمال إسرائيليين معه وشركات كبرى، وهو ما من شأنه تحسين مستوى الحياة في القارة الأفريقية".

وأضافت أن "هذه الزيارة وصفها نتنياهو بالقول إنها إيذان بعودة أفريقيا إلى إسرائيل، كما هي عودة إسرائيل إلى أفريقيا، وحين سئل نتنياهو وديبي عن إبرام صفقات أسلحة بينهما، رفضا الإجابة، واكتفيا بالقول إننا بحثنا ما نريد بحثه".

ونقلت عن ريفلين قوله، إن "تشاد دولة مهمة تحارب الإرهاب، وإسرائيل تقف بجانبها في هذه الحرب، نحن نعتبر أن أفريقيا هي المستقبل، وتشاد كذلك، وآمل أن تتجدد قريبا علاقاتنا الدبلوماسية، وأستقبل طلب السفير التشادي في تل أبيب، وإنني أخاطب الزعماء الأفارقة الذين لم يقيموا بعد علاقات سياسية مع إسرائيل أن يبادروا لذلك، ويشاركوا في هذا التغيير، ويعتبروا إسرائيل حليفة لهم".

وقالت الصحيفة إن "ديبي رئيس لتشاد منذ 1990 حين استولى على الحكم بانقلاب عسكري، وتقع بلاده في قلب أفريقيا، وهي الدولة الـ22 في مساحتها الواسعة على مستوى العالم، لكن سكانها لا يزيدون عن 15 مليون نسمة، 52% مسلمون، و44% مسيحيون كاثوليك وبروتستانت، وهي عضوة في منظمة المؤتمر الإسلامي، واللغات الرسمية فيها العربية والفرنسية، بجانب 120 لغة أخرى متداولة بين السكان".

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، كشفت أنه "في ذروة قطيعة العلاقات بين بنجامينا وتل أبيب، تواصلت الاتصالات الأمنية بينهما، وشهد العام 1995 لقاء جمع شمعون بيريس الرئيس الإسرائيلي الراحل مع وزير خارجية تشاد، وفي 2005 تم الإعلان أن الأخيرة تبحث تجديد علاقاتها مع إسرائيل، لكنها تراجعت عن ذلك". 

يوناتان فريمان الباحث في علاقات إسرائيل الخارجية والأكاديمي بقسم العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس، قال إن "هناك خارطة مصالح بين الدولتين ساعدت على إنجاح هذه الزيارة، فتشاد دولة تتصدى لجملة تحديات تتشابه مع ما تواجهه إسرائيل، أولها محاربة الجماعات الإسلامية، مثل داعش وبوكو حرام، وهي بحاجة للمعرفة والتكنولوجيا الإسرائيلية لمساعدتها في مواجهتهم، كما تعاني من مشاكل الطبيعة المتمثلة في التصحر".

وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "العلاقة مع تشاد مهمة لإسرائيل، لأنها بحاجة لمد المزيد من العلاقات مع القارة، ليس فقط لتصدير التكنولوجيا المتطورة التي تنتجها، وإنما من الناحية الدبلوماسية، فنحن أمام قارة سكانها مليار نسمة، موزعون على خمسين دولة، أي 50 تصويتا في الأمم المتحدة، وإسرائيل تسعى في السنوات الأخيرة لقبولها عضوا بالاتحاد الأفريقي، وتحسين علاقاتها مع دول القارة يمهد الطريق لذلك مستقبلا".

اقرأ أيضا: رئيس تشاد في "إسرائيل" ونتنياهو يعتبر زيارته "تاريخية" (صور)