هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شنّ كاتب إسرائيلي هجوما لاذعا، على الدعوات التي يطلقها إسرائيليون لشن عدوان جديد على قطاع غزة، ووصفهم بـ"الأغبياء"، وقال إن "تجربة ثلاث حروب أثبتت أن الجيش الإسرائيلي لم ينتصر".
وفي مقال بصحيفة هآرتس العبرية رأى الكاتب الإسرائيلي روغل ألفر، أن "الجمهور الإسرائيلي غبي فغالبيتهم غير راضين عن الطريقة التي يعالج بها بنيامين نتنياهو التصعيد في غزة، فهم يريدون الحرب".
وأشار ألفر إلى أن ثلاث حروب شنتها إسرائيل على قطاع غزة "لم تحقق سوى هدوء مؤقت بثمن موت عشرات الجنود؛ ورغم ذلك فهم يريدون حربا أخرى كهذه".
"خضوع للإرهاب"
وأضاف: "إذا لم يكن بالإمكان لحرب كهذه تحقيق هدوء أطول، فإنهم يريدون حربا أكبر، تتضمن احتلال قطاع غزة؛ حربا مع عدد أكبر من الجنود القتلى والمصابين.."، لافتا إلى أن "الجمهور الإسرائيلي يريد من نتنياهو أن يشن حربا على غزة، رغم أنه لا يمكن إخضاع حماس، وليس من سبب لاحتلال القطاع، لكنهم يريدون حربا في هذا الوقت".
وذكر ألفر، أن "الامتناع عن الحرب؛ في نظر الإسرائيليين خضوع للإرهاب وتآكل للردع، وهم يطلبون أن تتم إعادة تأهيل الردع"، موضحا أن "إعادة تأهيل الردع الإسرائيلي مستمرة منذ حرب الاستنزاف، وإسرائيل لم تنتصر في أي حرب منذ 1967".
وأكد أن "جنودا كثيرين قتلوا في حرب لبنان الأولى والثانية وفي العمليات بغزة، باسم إعادة تأهيل الردع"، مضيفا أنه "لا يوجد في العالم الغربي شعب يحب بهذا القدر آلهة الحروب"، وفق تعبيره.
وتابع: "بعد الحرب يأتي البكاء؛ البكاء على القتلى والمصابين على الكراسي المتحركة، البكاء على الإسرائيليين الذين قضوا أسابيع طويلة في الركض نحو الملاجئ، والبكاء على تملص النصر، وعلى حقيقة أن العدو لم يهزم وبقي صامدا؛ وعندها يبدأ العد التنازلي للحرب القادمة".
"دلالة غباء"
وقال إن "القادة السياسيين والعسكريين والجنرالات في إسرائيل ليسوا هم فقط من يثيرون الحرب، بل إن الإسرائيليين أنفسهم، لا يستطيعون العيش بدون ذلك، ومن غير المستوعب في نظرهم عدم شن حرب في اللحظة التي توجد لها ذريعة كافية".
وأكد أن "إيمان الجمهور الإسرائيلي، الذي فقد القدرة على التحليل المنطقي لوضعه، بقدرة الجيش الإسرائيلي على الانتصار في المعارك هو إيمان أعمى ولا يستند إلى التجربة"، منوها إلى أنه "منذ 50 سنة، والجيش غير قادر على حسم المعارك، ورغم ذلك لا يزالون يواصلون المطالبة بالحرب".
وتابع: "الإسرائيليون لم يواجهوا بعد بحرب لم يحبوها، ولم يؤيدوها منذ لحظة اندلاعها، ولم يدعوا لاندلاعها بمعنويات عالية"، متسائلا: "في هذه الأيام الجمهور الإسرائيلي بالكامل يريد الحرب، فما هو احتمال أن لا يحصل عليها أخيرا؟".
ونبه إلى أن "الإسرائيليين لا يريدون بلورة سياسات إزاء غزة وحلول لأزماتها الإنسانية، هم لا يطالبون بتفكير استراتيجي يمنع الحروب، وعندما يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار يحزنون"، مضيفا أنه "ربما كان يمكن فهم ذلك؛ لو أنه لم يجرب قبل ذلك الحرب مع غزة..".
واعتبر أن الإسرائيليين "يرفضون التعلم من التجربة، وفكرهم يوجههم أكثر من التجربة، وهذا الفكر يقول إن الجيش ينتصر في الحروب، وهذه دلالة أخرى على الغباء"، مضيفا أن "الإسرائيليين يعيشون في عالم اخترعوه لأنفسهم وعلاقته بالواقع ضعيفة، مثل أفيغدور ليبرمان، والـ48 ساعة التي أعطاها لإسماعيل هنية (لتصفيته)".