واشنطن تدرس خياراتها للتعامل مع أزمة خاشقجي

تدرس واشنطن خياراتها السياسية للتعامل مع أزمة خاشقجي التي تتفاعل في الساحة الأمريكية والاقليمية والدولية بقوة، ولا تكاد تغيب للحظة عن المشهد الاعلامي والسياسي؛ وفي الوقت الذي حاولت فيه الإدارة الأمريكية الدفع نحو خيارات تفضي إلى تسوية وتهدئة فان الكونغرس ووسائل الإعلام تضغط باتجاه مختلف دافعة المؤسسات السيادية إلى عرض أوراقها وتصوراتها لحل الأزمة.

أطراف متعددة

 دراسة الخيارات موقف سياسي أمريكي وتوجه جديد يعكس تعدد الأطراف المعنية بالملف في الساحة الأمريكية؛ إذ تشارك فيه الإدارة الأمريكية المرتبكة إلى جانب الكونغرس الذي يقف على عتبة انتخابات نصفية بعد خمسة أيام من الان؛ كما تشارك المؤسسات السيادية الـ ( CIA) و (FBI ) والبنتاغون؛ فأزمة خاشقجي فتحت الابواب لاختراقات خطيرة إقليمية ودولية بشكل يتهدد النفوذ والسياسة الأمريكيتين في المنطقة؛ فروسيا متحفزة والصين إلى جانب تداخل الأزمة مع المصالح التركية المباشرة ومع إيران؛ والأهم من ذلك التوجهات الأوروبية التي لا تخفي رغبتها بلعب دور فاعل في الأزمة.

الخيارات الأمريكية تظهر ملامحها في تصريحات ترمب الذي بدأ يشكك برواية المملكة العربية السعودية وعلاقته بولي العهد؛ في حين أن أعضاء الكونغرس من مختلف التيارات الذين يناقشون امكانية فرض عقوبات على المملكة العربية السعودية وعلى أقصى اليمين تقف الصحافة الأمريكية موقفا متشددا بإصرارها على تحويل القضية إلى قضية رأي عام مهددة بتوريط الإدارة الأمريكية ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر .

شروط إنهاء الأزمة

وفي خضم هذه المعادلة يبرز دور المؤسسات السيادية التي تملك تصورا لطبيعة العلاقة والمصالح التي تجمعها بالمملكة العربية السعودية والتهديدات الممكنة المترتبة على حالة اللا استقرار التي تعاني منها المنطقة دافعة نحو ضرورة إجراء تغيرات تحتوي الأزمة وتداعياتها الإقليمية والدولية؛ بل وتضغط إلى جانب العديد من المؤسسات الأمريكية لإنهاء ملفات باتت مزمنة كالحرب في اليمن والحصار على قطر على أمل تفريغ شحنة كبيرة من الفوضى الممكن تفجرها في الإقليم في حال تدويل الأزمة وانتقالها الى أروقة الأمم المتحدة.

أزمة خاشقجي تحولت إلى ملف يؤرق الساسة في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تداعياتها الداخلية فهي مرتبطة ارتباطا كبيرا بالصراع الداخلي بين الإدارة الأمريكية والقوى المناهضة لها في الساحة الأمريكية؛ كما أنها باتت مرتبطة بالنشاط السياسي في القارة الأوروبية الراغبة بتعزيز دورها ومكانتها في المنطقة دافعة بقوة نحو التدويل، والأهم نحو خيارات تتناسب مع مصالحها وطموحاتها وتوجهاتها  السياسية؛ تدويل يمثل عنصرا ضاغطا يهدد بفقدان الولايات المتحدة السيطرة على الأزمة وتداعياتها فضلا عن تحوله الى ملف محرج يصعب التحكم بتفاعلاتها.

أزمة خاشقجي أربكت السياسة الأمريكية وهي الآن تمر بمرحلة حرجة وستدفع الإدارة الأمريكية إلى المسارعة للبحث عن حل يتناسب مع طبيعة التحديات التي تولدت عنها ولم تعد تحتمل التأخير في ظل إدارة تركية حاذقة للأزمة وفي ظل ضغوط داخلية أمريكية وأخرى اوروبية وقلق متصاعد من اختراقات ايرانية وروسية وصينية .

خيارات سيكون لها تداعيات قوية على الساحة الداخلية في المملكة العربية السعودية بدأت ارهاصاتها تتوضح وتتشكل وتظهر للعيان خصوصا بعد انتشار أنباء غير مؤكدة رسميا تتحدث عن عودة  الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى المملكة العربية السعودية .