هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حالة التضييق والتنكيل بالصحفيين في عهد السيسي هي الأسوأ على الإطلاق
نعيش اليوم حالة شلل إعلامي واضحة للجميع والجماعة الصحفية بدأت تشعر بكارثية هذا المسار
هناك صراعات مختلفة بين أجهزة الدولة للسيطرة على الإعلام ولا يوجد تنسيق بينهم
مصداقية الإعلام المصري حاليا انتهت وانعدمت تماما وتصل لدرجة "الصفر"
ممارسات السيسي وأجهزته تجاه منظومة الإعلام ستدمر هذه الصناعة الهامة للغاية
أكد الناشر والخبير الإعلامي المصري، هشام قاسم، أن "المشروع الإعلامي لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي انتهى وتصدع قبل أن يقف على قدميه.
وقال في مقابلة خاصة مع "عربي21" إن "مصر اليوم تعيش حالة شلل إعلامي واضحة للجميع"، لافتا إلى أن "فكرة امتلاك الدولة لأذرع إعلامية انتهت مع الحرب الباردة، ولم يعد لها وجود في عصرنا الحالي".
وأشار إلى أن "ممارسات السيسي وأجهزته الاستخباراتية تجاه منظومة الإعلام ستدمر هذه الصناعة الهامة للغاية، وستدخل الإعلام في حالة من الفوضى العارمة، وهذا أمرا خطيرا جدا على الأمن القومي المصري".
وأوضح "قاسم"، الذي شغل منصب العضو المنتدب الأسبق لصحيفة "المصري اليوم" الخاصة، والذي ساهم في تأسيسها، وكان مسؤولا عن إعادة هيكلتها عام 2015، أن "مصداقية الإعلام المصري تكاد تكون انتهت وانعدمت تماما، وتصل لدرجة الصفر".
وشدّد الخبير الإعلامي المعروف على أن "حالة التضييق والتنكيل بالصحفيين والحريات الإعلامية في عهد السيسي هي الأسوأ على الإطلاق في التاريخ المصري الحديث"، متوقعا أن ما وصفها بمرحلة التدمير المنظم للإعلام على أيدي أجهزة المخابرات لن تستمر طويلا، لأنه خلال شهور قادمة ستتغير الأوضاع، حسب توقعه.
وفيما يلي نص المقابلة:
كيف تقيم واقع الحالة الإعلامية والصحفية بمصر الآن؟
السيسي بمجموعته حينما وصلوا للحكم كان الإعلام شيئا غريبا بالنسبة لهم، فهو كيان لا وجود له مطلقا في مدرسة الإدارة العسكرية التي خرج منها السيسي؛ حيث أن انتقاد قائد المعسكر في الإذاعة العسكرية أو الطابور العسكري أمر غير موجود تماما سواء في مصر أو غيرها من البلاد، والإدارة لا تستقيم إلا إذا كان هناك انتقادا لها، بينما الإعلام شيء ضار جدا بمنطق المدرسة العسكرية.
وهم حاولوا السيطرة على الإعلام في البداية بالتفاهم، وبعدما لم يفلحوا في ذلك قرروا شراء الإعلام الذي كان خارجا عن ملكية الدولة من أجل التحكم فيه والسيطرة المطلقة عليه، وبدأت سياسة الإحلال والتبديل، لكن هذه السياسة فشلت فشلا ذريعا، وحاليا هم الآن غير مدركين أهمية التراجع عن تلك الممارسات وترك الإعلام يحاول القيام بدوره مثلما هو الحال في الدول الحديثة، وفي نفس الوقت غير قادرين على تقديم إعلام مهني وحقيقي، وبالتالي نحن نعيش اليوم حالة شلل إعلامي واضحة للجميع.
هل الصفقات الإعلامية المستمرة للأجهزة الاستخباراتية تثير غضب الوسط الصحفي والإعلامي من وجهة نظرك؟
لا توجد أي صفقات إعلامية الآن؛ فقد دخلنا مرحلة التقفيل والتقليل من الشركات الإعلامية المملوكة لأجهزة المخابرات، والتي لم تأت بأي نتيجة رغم أنها كلفتهم كثيرا جدا، وهناك هجوم ضار على وسائل الإعلام من قبل نظام السيسي. والجماعة الصحفية والإعلامية بدأت تشعر بخطورة هذا المسار وكارثيته لأنها أصبحت متضررة وتشعر بالتضييق الشديد، ولذلك فأنا أتوقع ظهور وبروز هجوم إعلامي مضاد رافض لما يحدث في المنظومة الإعلامية خلال الشهور المقبلة.
هل هناك صراع بين أجهزة الدولة حول السيطرة على الإعلام أم أن هناك تناغما بين هذه الأجهزة؟
هناك صراعات مختلفة بين تلك الأجهزة ولا يوجد تنسيق بينها، وهناك شخصيات تذهب وأخرى تأتي، وكل جهة تحاول السيطرة والهيمنة قدر استطاعتها على الإعلام، حتى جهاز الرقابة الإدارية استحوذ هو الآخر على القناة الأولى الحكومية، والتي يُعرض على شاشتها برنامج توك شو "مصر النهاردة" الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان، والذي أغضب السيسي مؤخرا بحديثه المنتقد لزيادة فاتورة الكهرباء.
السيسي تحدث في تسريب شهير عن أن بناء أذرع إعلامية يحتاج لوقت طويل وجهد كبير.. فهل يمكن القول إن منظومته الإعلامية اكتملت حاليا وأصبحت خاضعة تماما له؟
السيسي أجاد في مدرسة الإدارة العسكرية حتى وصل لوزير الدفاع، ومشروعه بالنسبة للإعلام كان قائما على قلة المعلومات وعدم الفهم التام لهذه المنظومة، وهذا شيء طبيعي فكل شخص له تخصصه الذي يفهم فيه ويمتلك أدواته.
أما الحديث عن أن منظومة السيسي الإعلامية اكتملت حاليا وأصبحت خاضعة تماما له فهذا تصور خاطئ، لأن مشروع السيسي الإعلامي انتهى وتصدع قبل أن يقف على قدميه، ولن يقف على قدميه طالما أنه لا أساس علمي أو مهني له. وفكرة امتلاك الدولة لأذرع إعلامية انتهت مع الحرب الباردة ولم يعد لها وجود في عصرنا الحالي.
برأيك: لماذا تتم الإطاحة ببعض الإعلاميين المؤيدين للسيسي ولنظامه؟
لأنهم لم ينفعوا السيسي بأي شيء ويكلفونه كثيرا، والرئيس كان يعتقد أنه يستطيع السيطرة على الرأي العام من خلال هؤلاء الإعلاميين، وهذا أمر غير صحيح تماما، وبعض هؤلاء الإعلاميين جنوا أموالا طائلة من المشروع الإعلامي للسيسي، الذي أدرك بشكل جلي أنه لا فائدة منه وليس له أي مردود عليه، حتى أن هؤلاء الإعلاميين لم يستطيعوا رفع شعبية السيسي 1% عما هي عليه الآن، ولذا ظهر غضبه من وسم "ارحل يا سيسي" على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنه أنفق أموال كثيرة جدا على الإعلام.
بعض الإعلاميين يرون أنهم شركاء للسيسي ونظامه في صنع مشهد 30 يونيو.. فهل لهذا السبب تتم الإطاحة ببعض الإعلاميين الذين يرون أنهم شركاء بشكل ما أو بآخر للسيسي فيما حدث؟
لا أعتقد بصحة ما تذهب إليه، فليس هناك من الإعلاميين من يرون أنفسهم شركاء له في صنع 30 يونيو، فهم ليسوا على سبيل المثال قادة بالجيش ليكونوا مؤثرين في صناعة القرار والأحداث، ولا يشكلون أي خطر عليه، وليس لهم أي وزن، ومن المعروف أن أي أحد من هؤلاء الإعلاميين حينما يخرج على الخط المرسوم له ما أسهل الإطاحة به، لأنه ليس لهم أي نفوذ أو شعبية في الشارع.
وبعض الإعلاميين دخل في مشروع السيسي بمنطق أن عمره المهني قارب على الانتهاء، وبالتالي من وجهة نظره لابد من العمل على جمع أكبر قدر من المال. وكانت تصدر التوجيهات من اللواء عباس كامل والرائد أحمد شعبان لهم في شكل تعليمات وأوامر وما عليهم إلا تنفيذ تلك الأوامر دون نقاش، وفكرة الحديث عن شركاء للسيسي انتهت قبل وصوله للرئاسة.
الإعلامي مصطفى بكري حذر من خطورة فصل الإعلاميين أو إنهاء تعاقدهم، قائلا: "اللي بيروحوا بيوتهم هيبقوا قنابل موقوتة يقفوا ضد الدولة".. ما تعقيبكم؟
عادة لا أحب التعليق على مصطفى بكري وتصريحاته، ولا أعرف الغرض مما قاله، لكن هذا كلام صحيح بالفعل، ومعروف أن هؤلاء الإعلاميين قد يكون لهم ردة فعل بشكل ما أو بآخر، مثلما ستكون هناك ردود أفعال غاضبة من الصفوف الخلفية (خلف الكاميرات) مثل المعدين وغيرهم، لأنه من الطبيعي أنهم سيشعرون بالمرارة والظلم الذي وقع عليهم.
كيف تنظر لانتقاد السيسي المتكرر لوسائل الإعلام؟ ولماذا قال إن جمال عبدالناصر كان محظوظا كثيرا بالإعلام؟
السيسي كان يسعى لاستنساخ تجربة جمال عبدالناصر في الإعلام مرة أخرى، لكن المشكل الحقيقي هناك هل نجح إعلام عبدالناصر أم كانت له آثار مدمرة؟ وهل السيسي يرى أن إعلام عبدالناصر المعروف بكذبه وخداعه وتضليله وتزييفه للحقائق هو الإعلام الأفضل والذي يجب أن يكون؟
هل رؤية نظام السيسي من الإعلام واضحة ومحددة وتسير في اتجاه واحد أم أن هناك تخبطا واضطرابا في هذه الرؤية؟
السيسي ليست لديه أي رؤية عن منظومة الإعلام، بل لديه تصورا خاطئا وفاشلا تماما، ولن ينجح مطلقا – هو أو غيره- في السيطرة على الرأي العام ووسائل الإعلام المختلفة، فتلك السيطرة التي يسعى لها كانت ممكنة قبل انتشار الانترنت، أما حاليا في ظل الفضاء المفتوح بكل الوسائط المتعددة يستحيل السيطرة بأي صيغة على الإعلام.
ويمكن القول إن ممارسات السيسي وأجهزته تجاه منظومة الإعلام ستدمر هذه الصناعة الهامة للغاية، وستدخل الإعلام في حالة من الفوضى العارمة، وهذا أمرا خطيرا جدا على الأمن القومي المصري.
ألا يحتاج نظام السيسي لحالة تنفيس إعلامي على الأقل مثلما فعل نظام مبارك في أواخر حكمه أم أنه لا يود سماع صوت واحد معارض؟
التنفيس في عهد مبارك لم ينقذه من النهاية الكارثية التي وصل لها بعد انفجار البلد في ثورة يناير 2011، وفي ظل الأفق الحالي المسدود تماما على كافة الأصعدة، وفي القلب منها الحريات الإعلامية حتما سيحدث الانفجار سواء كانت الحالة التي وصفتها بالتنفيس الإعلامي موجودة أو غير موجودة.
فالتنفيس الإعلامي ليس بديلا عن الحد الأدنى من متطلبات المعيشة، وحتى لو تركت حرية الإعلام مفتوحة لن تتجنب الانهيار والفشل مادامت الأزمة العامة قائمة، ولكي تتجنب نتائج سوء الأداء أيا كانت أسبابه لموروث سابق أو إدارة حالية سيئة عليك أن تغير السياسات والممارسات العامة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه.
كيف تنظر لسجن بعض الصحفيين والتنكيل بهم بسبل مختلفة؟
حالة التضييق والتنكيل بالصحفيين والحريات الإعلامية في عهد السيسي هي الأسوأ على الإطلاق في التاريخ المصري الحديث، وكل الصحفيين الذين قُتلوا منذ 2011 وحتى الآن لا توجد أي محاكمات لقاتليهم، فضلا عن سجن عشرات الصحفيين، وحتى الزميل المصور الصحفي محمود أبو زيد المعروف باسم شوكان، الذي ظل 5 سنوات محبوسا احتياطيا بالمخالفة لكل القوانين والدساتير، والذي حُكم عليه بالسجن 5 سنوات في 8 أيلول/ سبتمبر الماضي، وكان حتى هذا التاريخ قد قضى بالفعل 5 سنوات و27 يوما، منذ القبض عليه في 14 آب/ أغسطس عام 2013. وبدلا من الإفراج الفوري عنه، ظل محتجزا حتى اليوم، ولا نعرف السبب في ذلك.
الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة ضياء رشوان دخلت في معارك كثيرة مع الإعلام الغربي ووجهت له انتقادات حادة.. فكيف ترون الدور الذي تلعبه حاليا؟
لم تحقق أي شيء بأي صورة من الصور، ويمكن القول إنها حصلت على "صفر" في النتائج التي كان من المفترض أن تحققها؛ حيث أنها دخلت في اشتباكات كثيرة مع الإعلام الغربي وتندر البعض عليها.
وأنا أرى أنها كيان لابد من إغلاقه، فلا فائد منه، لأنها من مخلفات الحرب الباردة بعد انهيار حائط برلين، ولو ترأسه أفضل شخصية بالعالم لن يستطيع النهوض به أو يفعل له أي شيء إيجابي.
قيل إن هناك جهات قانونية تدرس عودة منصب وزير الإعلام ليكون منسقا بين الهيئات الإعلامية.. فكيف ترى فكرة عودة منصب وزير الإعلام؟
إذا كررت شيء فشل سابقا بنفس المعطيات ستأخذ نفس النتائج، وهو ما سيحدث بالفعل حال عودة هذا المنصب مرة أخرى؛ ولدينا تجربة كارثية في هذا الصدد، حيث قام وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف بتدمير صناعة الإعلام المصري حينما كان وزيرا.
كيف ترى وتقيم الدور الذي تلعبه بعض الدول الإقليمية في الإعلام المصري؟
دور سلبي للغاية، والمال السياسي هو أحد أهم أسباب فساد وإفساد صناعة الإعلام، إلا أن كل الإعلام الإقليمي تم تحجيمه وتراجع دوره بقدر كبير عقب أحداث 30 حزيران/ يونيو 2013، والتي تراجع بعدها كل الإعلام على جميع المستويات.
في تقديرك: ما مدى مصداقية الإعلام المصري وحجم تأثيره في الداخل والخارج؟
تكاد تكون مصداقيته انتهت وانعدمت تماما، وتصل لدرجة الصفر، خاصة في ظل المحاولات الحثيثة كي لا يكون هناك إعلام من الأساس، بل دعاية خائبة وفاشلة، ونشعر بحالة اللا إعلام.
كيف تقيم طريقة تعاطي الإعلام المصري مع أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي؟
كانت سيئة للغاية؛ فلم تتم تغطية الحدث بشكل مهني على الإطلاق، بل كان الحديث في البداية عن نظرية المؤامرة وتوجيه أصابع الاتهام نحو تركيا وإسرائيل وقطر والإخوان والجن الأزرق، ثم كانت الروايات عن مكانة المملكة السعودية والزعم بأنها مستهدفة والتحذير من سقوطها، ويمكن القول إن الإعلام المصري التزم نفس السياسة التحريرية للإعلام السعودي واكتفى فقط بالمواقف الرسمية.
إلى أي مدى تراجع دور رجال الأعمال في الصحافة والإعلام؟ وهل هذا يغضب بعضهم أم لا؟
من الطبيعي أن الاستثمارات في مجال الإعلام تكون استثمارات خاصة وليس عبر ملكية الدولة، وكان هذا هو الوضع القائم قبل حكم جمال عبدالناصر، ومع تطور الاقتصاد المصري كان من المفترض أن تتحول وسائل الإعلام إلى شركات مساهمة، لكن عبدالناصر أممّ كل شيء في مصر حينها. وحينما حاولنا تصحيح المسار بشكل تدريجي لم ننجح بالقدر المطلوب.
وقد تراجع دور رجال الأعمال بقدر كبير جدا في الإعلام، ويكاد يكون تواجدهم وتأثيرهم الآن محدود وضئيل للغاية، وبالتأكيد هذا الوضع الحالي يغضب بعض رجال الأعمال، لكن هذا الغضب يظل حبيسا داخل صدورهم ولا يخرج للعلن حفاظا على باقي مصالحهم وخشية من أي تنكيل قد يتعرضون له.
ولو ساهم رجال الأعمال في وجود إعلام حقيقي ومهني دون أن يكون كل همهم الدفاع عن مصالحهم وتقوية نفوذهم السياسي لما حدث تعثر في مسار الدولة أو الثورة ولتجنبنا احتمالات الوقوع في أي اضطرابات؛ فلو أدرك رجال الأعمال أهمية اللحظة التي كانت في بداية الإنفراجة في ظل هامش الحريات لكانوا حموا أنفسهم والدولة مما يحدث حاليا.
قلت إن مرحلة التدمير المنظم للإعلام على أيدي أجهزة المخابرات لن تستمر طويلا.. فكيف ترى مستقبل الإعلام بمصر؟
حالة الفشل الذريع التي دخلوا فيها، وبقاء الدولة بدون إعلام حقيقي ستكون حالة فريدة من نوعها، وأرى أن هذا المناخ لن يستمر كثيرا، بل في خلال شهور قادمة ستتغير الأوضاع، لأنه بعد فترة قليلة سيتجه المصريون لمتابعة الإعلام الخارجي بالكلية دون متابعة الإعلام المصري الذي يفقد ويدمر مصداقيته ومهنيته يوما بعد الآخر، وسيكون هذا وضع خطر جدا على البلد، وقد يكون له تداعيات كارثية.
هناك تقارير تتحدث عن احتمالية تعديل الدستور مطلع عام 2019.. هل لديكم ثمة معلومات عن هذا الموضوع؟
بالفعل، أعلم أن هناك لجانا تشكلت ودخلت في مرحلة النقاشات والدراسات الجدية لتعديل الدستور، إلا أن عمل تلك اللجان توقف لفترة، ومع ذلك فقد يتم التعديل على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة خاصة في ظل المحاولات الحثيثة والجدية التي تأتي في هذا السياق، لكن هذا ليس هو بالأمر الجوهري أو المصيري بالنسبة لنظام السيسي لأنه قد يستطيع تمرير تعديل الدستور بسهولة مثلما فعل سابقا الرئيس حسني مبارك، والذي تم خلعه عقب اندلاع ثورة يناير. لكن تبقى الأزمة الاقتصادية هي أكبر متحكم في المشهد المصري وتداعياته.
البعض يرى أن هناك فيتو أمريكي رافض لتعديل الدستور المصري.. هل هذا صحيح؟
لا اعتقد ذلك؛ فالأمريكان لا يستطيعوا وقف أي شيء في مصر حتى لو حدث انقلاب عسكري ستكون الإدارة الأمريكية مع مصر بشكل ما أو بآخر، والعلاقات لن تتأثر كثيرا، والبعض يُضخّم حجم النفوذ الأمريكي في بلدنا بشكل غير منطقي، لأن أساس العلاقات بين البلدين دفاعية واستخباراتية فقط.