هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حصلت "عربي21" على نص رسالة تم تسريبها من داخل أحد السجون المصرية تكشف قيام أحد ضباط الأمن المصري، منذ نحو أسبوعين، بالاعتداء على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، من أجل القبول بمبادرة تنهي الأزمة المصرية القائمة منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.
وأكدت الرسالة أن "الاعتداء على المرشد العام للإخوان تم من قبل ضابط الأمن الوطني في سجن ملحق مزرعة طره بمنطقة سجون طره المركزية، مروان عبد الحميد (38 سنة) ضابط الأمن الوطني الجديد المسؤول عن سجن الملحق وسجن العقرب، حيث يقع مكتبه في الأخير تحت قيادة العقيد أحمد سيف، الذي ترقى مؤخرا إلى أن أصبح مسؤولا عن سجون منطقة طره كلها وعضو في مجموعة السجون بالأمن الوطني".
وأشارت الرسالة إلى أن "الضابط مروان قام باستدعاء عدد من سجناء الإخوان؛ لسؤالهم عن بيان الإخوان الأخير، لكن رفض الإخوان التجاوب معه، وكان آخر هذه اللقاءات مع وزير سابق في حكومة الرئيس محمد مرسي (لم يتم ذكر اسمه)".
وفي 14 آب/ أغسطس الماضي، أصدرت أكدت جماعة الإخوان بيانا حمل عنوان "تعالوا إلى كلمة سواء.. وطن واحد لشعب واحد"، وقد وصفه البعض بأنه يمثل خارطة طريق الجماعة أو تصورها للخروج من الأزمة المصرية، وأثار ردود فعل متباينة.
اقرأ أيضا: جماعة الإخوان تدعو لحوار وطني شامل للخروج من الأزمة المصرية
وأضافت الرسالة :"على إثر ذلك، توجه الضابط مروان لزنزانة المرشد العام للإخوان الأسبوع قبل الماضي بصحبة ضابط آخر من خارج السجون، حيث روى شاهد عيان قيام الضابط الآخر بدفع المرشد العام على الأرض، ما أدى إلى إصابته وهو يصيح قائلا: (يا ولاد... مش عاجبكم ولا مبادرة خلاص طلعوا أنتم مبادرة)، فلم يرد المرشد إلا بقوله: (حسبنا الله ونعم الوكيل)".
وأضافت الرسالة: "بعد 7 شهور من تجريده (بديع) من علاجه وطعامه والكرسي الخاص به، وبعد 5 سنوات، وإتمامه 800 جلسة محاكمة، المرشد العام الآن طريح الأرض لا يستطيع الحركة لإصابة مجهولة في ظهره، وينتقل محمولا من عدّة عساكر من أرض الزنزانة الجرداء إلى الأرضية المعدنية لعربة الترحيلات المصفحة إلى الأرضية الأسمنتية للحبس في معهد أمناء الشرطة إلى أرض القفص الزجاجي المصفح لما يسمى قاعة المحكمة".
وتابعت: "مع تصاعد آلامه (بديع) خلال جلسات الأسبوع الماضي، رفض ضابط الأمن الوطني التصريح له بحقنة مسكنة أو السماح للطبيب بالكشف عليه، كما رفض الاستجابة لطلب المحامين بإحضار نقالة له لينتقل عليها".
واختتمت الرسالة بالقول: "الجديد في الموضوع: طُلب من الطبيب المناوب بسجن العقرب والمسؤول عن المتابعات الصحية لسجناء الملحق، الدكتور محمد عبد الصمد، أن يقوم بكتابة تقرير طبي عن المرشد، يثبت فيه عدم وجود اعتداء، وأن الإصابة نتيجة (اختلال التوازن وسقوط)، لكنه رفض".
وظهر المرشد العام للإخوان في الجلسة الأخيرة لمحاكمته، في القضية المعروفة إعلاميا باسم "اقتحام الحدود الشرقية"، محمولا على كرسي خشبي، ولا يستطيع الوقوف، ما يظهر الحالة الصحية المتردية التي وصل إليها.
وقرر قاضي محكمة جنايات القاهرة، الأربعاء الماضي، تأجيل محاكمة المعتقلين إلى العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وذلك بعد وجود خلل في مكبر الصوت داخل قفص الاتهام.
وشكا مرشد الإخوان من تدهور حالته الصحية، وتعرضه للإهمال الطبي، وحرمانه من حقوقه في نقله للمستشفى وتلقيه علاج مناسب.
وشهدت الجلسة إعلان هيئة الدفاع عن المعتقلين عن أنها أُبلغت من المعتقلين أرقام 84 و94 و99؛ وهم "عصام العريان، وصبحي صالح، وحمدي حسن"، أنهم مضربون عن الطعام منذ ثلاثة أيام؛ نظرا لتردي الأوضاع داخل محبسهم، وأنهم معرضون للقتل البطيء لما يتعرضون له من تعسف ومنع الطعام والأدوية عنهم، والتمست هيئة الدفاع من المحكمة اعتبار ذلك بلاغا لها لإحالته إلى النيابة العامة؛ للتحقيق واتخاذ اللازم قانونا.
وفي 10 أيلول/ سبتمبر الماضي، كشفت ضحى، نجلة الدكتور محمد بديع، عن منع الأدوية عن والدها في السجون، مؤكدة تعرضه للقتل البطيء داخل السجن.
وكتبت ضحى، عبر صفحتها على "الفيسبوك": "وكأن منع الزيارة من سنتين وحتى الآن غير كافٍ، وكأن منع جميع مقومات الحياة والنوم على الأرض غير كافٍ، وكأن منع دخول الملابس والأطعمة منذ سنتين غير كاف، وكأن الحبس الانفرادي لمدة خمس سنوات غير كاف، وكأن غلق الكافيتريا والكانتين غير كاف".
وأردفت: "كأن إطعامه الأكل الميري الذي لا يرتقي لأن يكون طعاما للحيوانات غير كاف، وكأن منع أدوية الفيتامينات والأمراض الموسمية غير كاف، وكأن جعلهم وسيلة التواصل الوحيدة هي الإشارة من على بعد 10 أمتار ومن خلف قفص زجاجي ولمدة خمس دقائق غير كاف، فيزيدون في طغيانهم وجبروتهم، ويمنعون الأدوية الأساسية عن والدي الشيخ الكبير، الذي يبلغ من العمر 75 عاما".
وأضافت ضحى: "أدوية أمراض مزمنة تم منعها عن والدي من شهر، وحاولنا إدخالها عند بوابة السجن فرفضوا، وحاولنا إدخالها في المحكمة مرتين، مرة رفضوا دخولها والمرة الثانية سمح القاضي بدخولها، وتم تسليمها لحرس المحكمة والمسؤولين عن الترحيلة، ولكن لم تصل لوالدي، ولا نعلم أين هي".
وتابعت ضحى: "أخبرنا والدي في المحكمة بالإشارة إلى أن منع هذه الأدوية الأساسية عنه أصابته بالتعب والإعياء الشديد، فهي أدوية أمراض مزمنة، ولا يقدر على البقاء دونها، فيتألم ألما شديدا، ما يحدث في سجن ملحق مزرعة طره ما هو إلا قتل بالبطيء".
من جهته، طالب مركز الشهاب لحقوق الإنسان (SHR) السلطات المصرية بالكف فورا عن الانتهاكات التي يتعرض لها بديع"، داعيا لتطبيق الدستور والقانون ولائحة السجون والمواثيق الدولية التي تنص على حقوق المسجون والمحبوس من توفير الرعاية الطبية الكاملة له، وتسهيل إجراءات انتقاله إلى المستشفى فورا، وعمل الفحوصات اللازمة له، وتقديم العلاج المناسب له".
وشدّد -في بيان سابق له "وصل "عربي21" نسخة منه- على ضرورة "الكف عن معاملته معاملة قاسية أو غير آدمية، مع تحميل وزارة الداخلية ورئيس مصلحة السجون ومأمور سجن ملحق مزرعة طره المسؤولية الكاملة عن حياته"، مطالبا النيابة العامة بالتحقيق فيما تعرض له من انتهاكات خلال الفترة الماضية، ومحاسبة المسؤول عنها.