هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكك رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا، الجمعة، في تقارير عن "مطاردة للأجانب" من جانب متطرفين من النازيين الجدد في مدينة شهدت توترا الشهر الماضي، مناقضا بشكل مباشر تصريحات للمستشارة أنغيلا ميركل.
وفي تعليقات له على قضية أعادت إشعال النقاش المتعلق بالهجرة، قال رئيس الجهاز هانس يورغ-ماسن لصحيفة بيلد إن "ليس لديه أي إثبات على أن تسجيل الفيديو الذي انتشر على الإنترنت"، والذي يظهر أشخاصا ملامحهم أجنبية يتعرضون لملاحقة أو مطاردة، "حقيقي".
وقال: "لدي تشكيك بشأن تقارير إعلامية عن مطاردات من جانب متطرفين يمينيين للأجانب في كيمنتس"، المدينة الواقعة في شرق ألمانيا، والتي شهدت العديد من التظاهرات لليمين المتطرف منذ مقتل ألماني على أيدي رجلين يعتقد أنهما من طالبي اللجوء، في أواخر آب/ أغسطس.
وقال ماسن: "بناء على تقديراتي الحذرة، هناك أسباب تدعو للاعتقاد بأنها كانت معلومات زائفة مقصودة، ربما لتحويل الانتباه عن القتل في كيمنتس".
ونزلت مجموعات متطرفة وآلاف المواطنين إلى الشوارع في الأيام التي تلت حادث الطعن، وكان عدد من المشاركين فيها يطلقون هتافات منددة بالأجانب، ويرفعون أيديهم بالتحية النازية المحظورة.
وفي أعمال العنف التي هزت البلاد، هاجم غوغاء صحافيين وشرطيين.
وخلال التظاهرة الأولى في 26 آب/ أغسطس، نشر صحافي مستقل يعمل لأسبوعية دي فيلت المرموقة تسجيلين مصورين على تويتر يظهران متظاهرين وهم يلاحقون أشخاصا تدل ملامحهم على أنهم أجانب، وانتشر التسجيلان بشكل واسع على مواقع إخبارية.
كراهية في الشارع
قالت الشرطة إن العديد من الأشخاص أفادوا بتعرضهم لهجوم، بينهم سوري وبلغاري وأفغاني.
وأدان المتحدث باسم المستشارة شتيفان سايبرت في برلين الأحداث في كيمنتس، ومنها التقارير، عن قيام متظاهرين "بمطاردة" الأجانب.
وميركل نفسها استخدمت العبارة تكرارا في الجدل الحاد الذي أعقب ذلك، وقالت إن "الكراهية في الشارع" ليس لها مكان في ألمانيا.
لكن هذا الأسبوع رفض رئيس حكومة مقاطعة ساكسونيا، ميكاييل كريتشمر، التقارير المتعلقة بالأحداث في مقاطعته، وقال أمام المجلس المحلي إنه لم يكن هناك "غوغاء ولا مطاردة للأجانب ولا مجازر".
وقوبلت تصريحات ماسن بانتقادات حادة من الحكومة وحزب الخضر المعارض، اللذين وصفا التصريحات بأنها "منافية للعقل" و"هجوما مباشرا على أنغيلا ميركل".
واتهم توماس اوبرمان من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الأصغر في حكومة "الائتلاف الموسع" لميركل، ماسن بعدم أخذ التهديدات لسلامة العامة بجدية.
وقال للإذاعة العامة دويتشلاندفونك: "رأينا المشاهد، وسمعنا من شهود عيان. رأينا كيف كان الناس يؤدون علنا التحية النازية".
أما شتيفان هاربارث، الخبير في الشؤون الداخلية لدى الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل، فطالب ماسن بأن "يشرح مصدر شكوكه" إزاء صحة الفيديو.
أم جميع المشاكل
تنظم في وقت لاحق، الجمعة، في كيمنتس، تظاهرة دعت إليها المجموعة اليمينية "مؤيدون لكيمنتس"، يليها حفل موسيقي لتظاهرة مضادة تحت عنوان "أقوى بالاتحاد"؛ من أجل دعم "الانفتاح والتعددية".
ويأتي هذا الصدام العلني لتفسير الأحداث بين ميركل وماسن في وقت يواجهه "مكتب حماية الدستور"، تحقيقا بشأن توليه قضيتين بارزتين.
ويتهم المنتقدون المكتب بعد متابعة معلومات رئيسية في التحقيق بشأن خلية للنازيين الجدد قتلت 10 أشخاص، غالبيتهم من المهاجرين، وفي الفترة التي سبقت الهجوم العنيف بشاحنة على سوق للميلاد في برلين عام 2016.
ويأتي أيضا وسط انهيار هدنة هشة إزاء الهجرة داخل الائتلاف الحكومي، على خلفية جرائم اتهم أجانب بارتكابها.
والخميس دافع وزير الداخلية المتشدد، هورست سيهوفر، أكثر الأصوات المنتقدة في الحكومة، عن تظاهرات كيمنتس، وهاجم الهجرة بوصفها "أم جميع المشاكل السياسية".
وأظهر استطلاع جديد نشر، الجمعة، أن الألمان يشكون في سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة، وقال 69 بالمئة منهم في استطلاع أجرته الإذاعة العامة "إيه آر دي" إنهم يعتقدون بأن دمج القادمين الجديد لا ينجح.
في 2015، فتحت ميركل الحدود أمام أكثر من مليون طالب لجوء، في وقت أغلقتها دول أخرى، وهي سياسة تسببت بانقسام حاد لدى الناخبين الألمان".