قالت صحيفة "لي أوكي ديلا
غويرا" الإيطالية إن
الانتخابات البرلمانية
اللبنانية المقبلة في 6 أيار/مايو
تعد بمثابة نقطة تحول في الشرق الأوسط خاصة وأن لبنان يعد ساحة للقتال بين
إيران
والسعودية وإسرائيل وربما تؤثر على موازين القوى في البلاد على السياسة في
المنطقة.
وقالت
الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحكومة اللبنانية أقرت
في حزيران/ يونيو، قانونا جديدا للانتخابات يعتمد على النظام النسبي وعلى تقسيم لبنان
إلى 15 دائرة انتخابية حيث من المرجح أن يؤثر على سياسة المنطقة لاحقا.
علاوة
على ذلك، من المتوقع، أن يفسح هذا النظام المجال أمام الأحزاب المستقلة والمحايدة
للمشاركة في الانتخابات، على غرار حركة "كلنا وطني" التي قررت الدخول في
السباق الانتخابي، علما أنها تأسست من قبل صحفيين وناشطين حقوقيين.
وأفادت
الصحيفة أن حزب الله اللبناني أعلن عن تحالفه مع حركة أمل الشيعية في هذه
الانتخابات، حيث قدم كل منهما قوائم مشتركة. ومن جهته، يسعى الشق الشيعي إلى توحيد
صفوفه بهدف الظفر بالمزيد من الأصوات في الانتخابات. في المقابل، لا تستطيع
الأحزاب الشيعية عقد تحالفات مع أحزاب أخرى وذلك خوفا من ألا يحظى هذا التحالف
بتأييد أغلب المناطق اللبنانية.
وتشهد
الانتخابات الحالية ظهور عدة منافسين من طوائف مختلفة على غرار حركة أمل، والتيار
الوطني الحر، وحزب الله اللبناني، الذي على الرغم من تحالفه مع التيار الماروني،
مازالت لديه مخاوف من أن يحظى هذا التحالف بمعارضة في بعض الجهات. وعموما، تواجه
الأحزاب السياسية نفس الأزمة التي يتعرض لها حزب الله والتي تتمثل في عدم حصول
التحالفات التي يبرمونها على دعم في كامل أرجاء البلاد.
ورأت
الصحيفة أن النظام النسبي الجديد من شأنه أن يساعد كلا من حزب الله وحركة أمل
والرئيس اللبناني ميشال عون على تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات. في المقابل، من
المتوقع أن يفقد سعد الحريري عددا من المقاعد المؤيدة له في البرلمان. وعلى ما
يبدو، سيدفع الحريري في هذه الانتخابات ثمن تقديم استقالته من الرياض وتحالفه مع
السعوديين، على الرغم من أنه سيحافظ على منصبه كرئيس وزراء للبلاد.
وأكدت
أن الانتخابات اللبنانية تعد بمثابة حدث يحظى باهتمام الشرق الأوسط بأسره. علاوة
على ذلك، يعد التصويت مهما جدا لفهم ومعرفة الإستراتيجيات الجديدة التي سيتبعها
لبنان في المستقبل. كما يعد لبنان ساحة لتصفية الحسابات بين إيران والسعودية. ومن
جهتها، تراقب
إسرائيل عن كثب الانتخابات اللبنانية وذلك بسبب خوفها من فوز الشق
الشيعي، الذي يشكل خطرا وتهديدا مباشرا لها، خاصة وأن هذه الفترة تشهد تصعيدا غير
مسبوق بين طهران وتل أبيب.
ونوهت
بأنه في حال انتصار حزب الله وحركة أمل في الانتخابات، فمن المؤكد أن يحدث تغيير
جذري في بلاد الأرز وفي المنطقة، خاصة فيما يتعلق بملف التحالف السعودي. ومن
المؤكد أن “التيار الشيعي” سيسعى إلى إيجاد حل للتصدي للعقوبات الاقتصادية المفروضة
على لبنان والتي تستهدف حزب الله بشكل مباشر.
ورأت الصحيفة أن الخطوة التي قامت
بها الرياض بإجبار الحريري على تقديم استقالته كلفتها ثمنا باهظا ومن المحتمل
أن يتراجع عدد المقاعد المؤيدة له في البرلمان، علما أن كلا من السعودية والولايات
المتحدة الأمريكية يراهنان عليه للفوز في الانتخابات. ويعد الحريري رجل السعودية
في لبنان الذي يستطيع مجابهة كل من حزب الله اللبناني وإيران.
وأوضحت
أن فوز "التيار الشيعي" في لبنان سيمثل بمثابة ضربة موجعة لأعداء طهران التي
سيتنامى نفوذها في المنطقة في حال فوز حليفها اللبناني.