سياسة عربية

لم يخالف السيسي حليفتيه السعودية وأمريكا ويدعم الأسد سرا؟

مصدر سياسي كشف أن الحكومة المصرية قدمت سابقا، ولازالت حتى الآن، خدمات عسكرية بشكل سري للنظام السوري - جيتي
مصدر سياسي كشف أن الحكومة المصرية قدمت سابقا، ولازالت حتى الآن، خدمات عسكرية بشكل سري للنظام السوري - جيتي

بعدما كشف وزير لبناني عن دوره في إعادة العلاقات السرية بين مصر وسوريا وتأكيده على متانة علاقات نظامي بشار الأسد وزعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وتقديم الأخير مساعدات وخدمات عسكرية سرية لنظام الأسد حسب ما أكدته مصادر لـ"عربي21"؛ يثار التساؤل حول هدف السيسي من هذا التقارب رغم ما يحاط بنظام بشار من غضب دولي وعربي خاصة أمريكا والسعودية الحليف الأكبر للسيسي.

ونشر موقع "ليبانون فايلز" تسريبا لوزير الدفاع اللبناني السابق عبد الرحيم مراد، يقر فيه بوقوفه خلف تحسين العلاقات بين النظامين السوري والمصري سرا بعد وصول السيسي للسلطة، وتكرار زيارات الوفود الأمنية المصرية لدمشق.

وكان مصدر سياسي مطلع بالقاهرة، قد كشف لـ"عربي21"، أن الحكومة المصرية قدمت سابقا، ولازالت حتى الآن، تقدم خدمات عسكرية بشكل سري للنظام السوري، وذلك على الرغم من المقاطعة العربية للنظام والعقوبات الدولية المفروضة عليه، وعلى الرغم أيضا من الغضب العربي والعالمي من استخدامه السلاح الكيماوي أكثر من مرة.

جميعهم حريصون على بقاء الأسد
وفي تعليقه، قال الخبير القانوني وأستاذ العلاقات الدولية، السيد أبوالخير، إن "كل الحكام العرب حريصون على بقاء الأسد، حتى لا تكون سابقة عربية بعزلهم من قبل الشعوب".

الأكاديمي المصري، أضاف لـ"عربي21"، أنه "ومن مصلحة الغرب بقيادة أمريكا بقاء هؤلاء الحكام لأنهم ينفذون أجندة الغرب بكل دقة ويخدمونه خدمات لا توصف"، موضحا "ولذلك، فإن عزل أحدهم يعد خطرا على الغرب الذي لا يهتم بالشعوب العربية ويحكمه في التعامل معها منطق محاربة الإسلام وحماية مصالحه السياسية والاقتصادية".

 

اقرأ أيضامصادر لـ"عربي21": مصر تقدم خدمات عسكرية لنظام الأسد

وأوضح أنه "ما بين بشار والسيسي الكثير؛ فهما حالتان متماثلان، وكل منهما جالس على الكرسي دون رغبة شعبيهما وأحدهما قامت عليه ثورة شعبية والثاني يكبت الحريات ويسجن كل معارضيه، أي أنهما بلا سند شعبي"، مبينا "ولذلك لا توجد دولة عربية ترغب بإزاحة بشار خوفا من ذات المصير".

أجندة ومصلحة وحماية من القصاص
ويرى المحلل السياسي، عزت النمر، أن "السيسي ينطلق من أجندة حتمية ورغبة ذاتية ومصلحة"، موضحا "أما الأجندة الحتمية فتمثلها إسرائيل كراعي رسمي وداعم رئيسي للانقلاب ابتداء واستمرارا، ثم يأتي من دون ذلك وتحت سقفه رغبة السيسي ومصلحته المتمثلة في (الرز الخليجي) ورضا الكفيل".

النمر، أوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الحديث عن غضب دولي من بشار لا أعتقد جدية ذلك وأشكك في صدقيته وإن زعمه السياسيون أو صرحوا به"، مشيرا إلى أنه "وعلى الجانب الآخر، لا أستطيع أن أتجاوز ارتباك وتردد الموقف السعودي من الأسد فضلا عن تضاربه مع الحليف الإماراتي"، مؤكدا أن "كل ما سبق يترك مساحة لانتهازية السيسي ليستفيد من هذا ويلعب عليه وربما يساوم أو يبحث عن مصلحة من خلاله". 

وطالب الباحث المصري، بعدم نسيان "القواسم المشتركة التي تجمع السيسي وبشار في المنطلق والمسار والدور؛ كونهما مجرمين وقتلة وأعداء للشعوب، وكرأسي حربة للثورات المضادة، وتجمعهما العمالة للأعداء كسبيل أوحد يدعم شهوتهما في الرئاسة والحكم".

وأضاف: "ولذلك فإن السيسي يعتبر أن نجاح الثورة السورية هو مقدمة طبيعية لزوال انقلابه؛ خاصة إذا ما أتت الثورة السورية بإسلامي كمرسي أو أردوغان، ما يجعل السيسي يذهب أبعد مدى في دعمه لبشار سرا وعلانية، معتبرا أنه يدافع عن نفسه ويحمي رقبته من مقصلة القصاص".

أنظمتنا مجرد أدوات
وأشار الباحث السياسي، عبدالله النجار، إلى أن التقارب بين النظامين يأتي في سياق طبيعي، وقال إنه "من الطبيعي كما تحالفت ثورات الربيع العربي أن تتحالف قوى الثورة المضادة في عالمنا العربي".

النجار، أضاف لـ"عربي21"، "أما السعودية ورغم أنها تكره نظام بشار إلا أنها أشد كرها لنجاح الثورة عليه؛ ولذا يكفي السعودية بقاء الأسد ونظامه ولكن ضعيفا بلا قوة، وتدعم السعودية ذلك".

 

اقرأ أيضامؤيدو السيسي يهاجمون واشنطن ويتضامنون مع الأسد

وأوضح أن "السعودية لا تريد نظاما مدعوما من إيران وفي نفس الوقت لا تريد نظاما جديدا مدعوما من تركيا"، مؤكدا أنه "وفي النهاية، فإن دعم الأنظمة العربية لبعض الأنظمة الأخرى أو التخلي عنها غالبا ليس قرارا عربيا؛ بل يصدر من واشنطن وأنظمتنا مجرد أدوات".

توزيع الأدوار
وبينما بدا النظام المصري غير مفرط في التأييد للضربات الجوية التي قادتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا فجر الجمعة، على أهداف سورية إثر الهجوم على السوريين بالكيماوي في منطقة دوما، إلا أن أذرع النظام الإعلامية والسياسية وجهت سيلا من الانتقادات لتلك الضربة الغربية، نافية عن الأسد اتهامات استخدام الكيماوي.

وحول هذا الموقف المصري، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، عبد الخبير عطا، في تصريح سابق لـ"عربي21"، إن الموقف الرسمي يتماشى إلى حد كبير مع الموقف الغربي، بينما يترك النظام مساحة أكبر للسياسيين المؤيدين له ونواب البرلمان لانتقاد الغرب في إطار سياسة توزيع الأدوار، مشيرا إلى أن الإعلام المصري يهاجم أمريكا ويدعم الأسد بالاتفاق مع النظام؛ لامتصاص الغضب الشعبي تجاه الضربة العسكرية.

التعليقات (1)
علي باكير
الأحد، 15-04-2018 09:44 م
هؤلاء الحلاليف الثلاثة يدعمون رابعهم السوري ، كلٌ بطريقته حسب ظروفه المحيطة. من يظهر خلاف ذلك فهو من باب خداع العوام و السفهاء.