ملفات وتقارير

صحيفة إسبانية: شعبية السيسي دخلت مرحلة الاحتضار

مناخ الترهيب أصبح يسيطر على المجتمع المصري خلال الفترة الأولى من ولاية السيسي - ا ف ب
مناخ الترهيب أصبح يسيطر على المجتمع المصري خلال الفترة الأولى من ولاية السيسي - ا ف ب

كشفت صحيفة "البايس" الإسبانية في تقرير لها عن دخول شعبية عبد الفتاح السيسي مرحلة الاحتضار بعد انخفاض عدد الناخبين بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة.


وتحدثت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، عن عزوف الشعب المصري، وخاصة الشباب، عن الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية الحالية. وعلى عكس الإقبال الجماهيري الذي شهدته انتخابات سنة 2014، انخفض عدد الناخبين بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة.

وقالت، إن "نسبة الشباب في مصر مرتفعة للغاية، حيث تقدر نسبة الذين لم تتجاوز أعمارهم 25 سنة بحوالي 53 بالمائة. في المقابل، لم يقبل على صناديق الاقتراع سوى الكهول، لمدة ثلاثة أيام متتالية من التصويت لصالح عبد الفتاح السيسي".

وأضافت الصحيفة أن أبواب الانتخابات أغلقت يوم أمس، في انتظار النتائج الرسمية التي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها في غضون خمسة أيام. ومن المؤكد أن تتوج هذه الانتخابات بإعادة انتخاب قائد القوات المسلحة السابق، عبد الفتاح السيسي، بنسبة مماثلة لانتخابات سنة 2014. وسيتم الإعلان عن نفس النتائج على الرغم من تراجع نسبة المشاركة خلال الانتخابات الحالية، التي لم تبلغ سوى 47 بالمائة.

وبينت الصحيفة أن مراكز التصويت كانت شبه فارغة خلال الأيام الفارطة. وقدرت بعض المصادر الأخرى أن نسبة المشاركة خلال يومي الاثنين والثلاثاء لم تتجاوز 21 بالمائة. وأعلنت بعض الجهات، الأربعاء، أن نسبة الإقبال على التصويت، قبل أربع ساعات من إغلاق مراكز التصويت بشكل النهائي، قد تراوحت بين 25 و33 بالمائة. في المقابل، لم تقدم السلطات أي بيانات رسمية خلال العملية الانتخابية. واقتصرت على التأكيد على أن نسبة الإقبال على التصويت كانت عالية.

 

اقرأ أيضا: الأصوات الباطلة تنافس السيسي للمرة الثانية.. ما دلالة ذلك؟

وأضافت الصحيفة أن رئيس لجنة الانتخابات إبراهيم لاشين، قد حاول حشد مزيد من الناخبين على شاشة التلفزيون يوم أمس. ووجه هذه العبارات للشعب المصري: "أظهروا للعالم أن مصر قد عرفت دائما كيفية صناعة التاريخ، فأنتم من الفراعنة، مؤسسي الحضارة التي أذهلت العالم".

من جهة أخرى، قررت الهيئة الوطنية للانتخابات فرض غرامة مالية قدرها 500 جنيه، أي ما يعادل 28 يورو، ضد أولئك الذين تخلفوا عن ممارسة حقهم في الاقتراع. كما تناقلت بعض الصحف المحلية خبر توزيع الهدايا، مثل أكياس الطعام أو النقود لفائدة بعض الناخبين.

وأضافت الصحيفة أن الهالة الشعبية للرئيس عبد الفتاح السيسي تواجه لحظات عصيبة. وفي هذا السياق، صرح المدون والمحلل السياسي وائل إسكندر، البالغ من العمر 37 سنة، أن "مناخ الترهيب أصبح يسيطر على المجتمع المصري خلال الفترة الأولى من ولاية السيسي. وفي ظل مواجهة السيسي للمرشح موسى مصطفى موسى، لا يشعر المواطنون بأن الانتخابات تمثلهم".

وفي السياق ذاته، أكد وائل اسكندر أن "العديد من الأشخاص الذين دعموا السيسي في انتخابات سنة 2014 بأصواتهم، قد تضرروا جراء التعديلات الاقتصادية التي فرضها صندوق النقد الدولي. كما أنهم سئموا من تدخل المجمع الصناعي العسكري والشركات العسكرية في اقتصاد البلاد، بما أنها تسيطر على العديد من المشاريع العملاقة، مثل توسيع قناة السويس أو بناء عاصمة إدارية جديدة".

وأضافت الصحيفة أن المحلل وائل اسكندر يرى أن "سبب هذا الامتناع عن التصويت، الذي كان أمرا متوقعا، يتمثل في الهوس بالأمن الذي تحول إلى نوع من القمع السياسي، والذي لم يصل بعد إلى نقطة النهاية". إضافة إلى ذلك، يعتقد المحلل أن "الوضع في مصر لم يعد مستداما، وفي حاجة إلى إعادة توازن، الذي من شأنه أن يقلل من القمع السياسي بعد الانتخابات".

 

اقرأ أيضا: مصر ستظل تسدد ديون السيسي لـ50 عاما مقبلة (إنفوغراف)

ونقلت الصحيفة تصريحات المحلل في معهد إلكانو الملكي الإسباني، هيثم أميرة فرنانديز بأن "التدهور المتزايد في الظروف المعيشية نتيجة للاستبداد السلطوي والاختناق السياسي سيكون له ثمن باهظ في نهاية المطاف، على الرغم من أن العديد من المصريين يرون أن السيسي هو مثال الرجل القوي، الذي عزز النظام في البلاد ومنع الفوضى".

وفي الختام، قالت الصحيفة إن هذا الباحث العربي قد أكد في رسالة إلكترونية أن "السيسي، شأنه شأن أي رئيس مستبد، يسعى إلى ضمان بقائه في السلطة بأي ثمن". كما يعتبر فرنانديز أن "مصر قد شهدت على انتخابات رئاسية لا يوجد فيها أي مجال للاختيار، إذ تعد بمثابة استفتاء يتميز بالعديد من المخالفات، ويفتقر إلى أدنى الضمانات، والشفافية فيما يتعلق بالنتائج ومعدل المشاركة".

التعليقات (2)
مصري
الجمعة، 30-03-2018 12:33 م
لجان السيسي الهزلية الإنتخابية بمثابة خمارة لا يجوز بأي حال من الأحوال الإقتراب منها و أهون علي كل مسلم صادق أن يدفع ال 500 جنية بدلا و عوضا عن تلك المشاركة الخسيسة لفرض شرعية هذا الجاسوس الإسرائيلي السيسي هذا الماسوني و من معه من العسكر الأوباش عملاء الموساد و أقذر و أحط و أسفل خلق الله في أرضه و بإذن الله سوف يأتي يوم يهلك فيه الظالمون لينتصر فيه الحق علي الباطل و ما هو ببعيد .
مصري جدا
الخميس، 29-03-2018 11:09 م
ملوك وامراء ورؤساء العالم الثالث لا تعنيهم الشعبية في شئ ،،، فهم يجلسون على منصة الحكم بالسلاح والقمع الامني ويحكمون بالسلاح والقمع الامني ويرحلون ايضا غالبا بالسلاح والقمع الامني